هذا الكتاب
موضوع هذا الكتاب يطاردني منذ سنواتٍ طويلة، ورغم كتاباتي الكثيرة في هذا الشأن فسيبقى دومًا ناقصًا غير مُكتمل، خاصة تلك القائمة المنشورة في ذيل الصفحات، فقد اتسعت بشكلٍ ملحوظ في الشهور الأخيرة بعد مشاهدة مئات الأفلام في مواقع السينما العالمية، وتأكد لي أن أغلب مَن كتبوا قصص الأفلام في مصر والدول العربية كانوا ينقلون ما يكتبون من قصص العالم قدر الإمكان، وكان هناك تنافس شديد في البحث عن موضوعاتٍ تصلح لنقلها بدرجاتٍ متباينة، بل إن الكاتب نفسه، ومعه المخرج، يستوحي الفيلم نفسه أكثر من مرة، ما دام مضمونًا نجاحه تجاريًّا، وكانت المأساة في عدم ذِكر اسم المصدر الأصلي في بيانات الفيلم إلا قليلًا، بل إن الكاتب بكل عمدٍ يزعم أنه المؤلف الأصلي للفيلم، ولم يكن هناك نقاد في استطاعتهم رصد الظاهرة بالكامل لكثرة حالات التنوع؛ ولذا فالموضوع بالنسبة لي سيظل ناقصًا للأبد، وللأسف فإن هذا هو الإصدار الأخير لي في هذا الصدد بسبب متاعب شديدة في الإبصار.
سوف يبقى المصطلح مثيرًا للحيرة بين السرقة والاقتباس وتوارد الخواطر والاستلهام، ويمكن أن نحسم الأمر مؤقتًا بأن الكاتب الذي تعمد إخفاء اسم المصدر الأصلي مارس السرقة، وأنه لو تفضل وذكر أن فيلمه له مصدر أدبي أو سينمائي فهو اقتباس، علمًا بأن الكثير ممن كتبوا للسينما لم يقرءوا الأدب العالمي الأصلي للأفلام الأجنبية، وتلك حدوتة أخرى، لتبقى القصص السينمائية هي المصدر الأساسي لقصص الأفلام والمسرحيات والدراما الإذاعية والتلفزيونية والكثير من الروايات، وهي أمورٌ صعب اكتشافها إلا لدى الندرة من الجادين.
هذا كتاب ينسف الكثير من القواعد الراسخة حول الإبداع الحقيقي وسرقة حقوق الآخرين.