واحد منا
تحكي روايةُ «واحد منا» قصةَ حياة «كلود ويلر»، وهو شابٌّ ريفي من «نبراسكا» عاش في العقود الأولى من القرن العشرين. كان «كلود» ينتمي لعائلةٍ ميسورةِ الحال؛ إذ كان أبوه مالكَ أراضٍ، وأمُّه مُعلِّمةً شديدةَ التديُّن. وبالرغم من الحياة الكريمة، لم يَشعر يومًا بالرضا عن نفسه وحاله. أراد يومًا ترْكَ كلِّيته الدينية واللتحاقَ بجامعة الولاية؛ لأنها تُقدِّم تعليمًا أفضل، ولكنَّ والدَيه تجاهَلَا رغبتَه، واضطُرَّ إلى الاستمرار في كلِّيته. استطاع أن يلتحق ببَرنامجٍ تدريبي خاص في الجامعة، وكان سعيدًا جدًّا بهذا، وخلل تلك الآونة تَعرَّف على أسرةٍ ألمانية عرَف من خللها أشياءَ لم تكُن موجودة في عالَمه، مثل الموسيقى والتفكير الحر والنِّقاش، ولكنَّ كل هذا تَوقَّف بسبب قرار أبيه أن يَعهَد إليه بمسئولية مزرعة الأسرة في «نبراسكا». حاوَل «كلود» التعايُش مع هذا الأمر، وقرَّر الزواجَ من فتاةٍ تُدعى «إنيد»، لكنها تَركَته وسافرت إلى «الصين» لزيارة أختها المُعلِّمة التبشيرية المريضة، ولم تَعُد من هناك قَط. وفي النهاية، وجَد ضالَّته في الحرب العالمية الأولى ضد «ألمانيا». ومن خلل أحداث الرواية، تَستكشف المُؤلِّفة مصيرَ ذلك الحفيد لرُوَّاد «أمريكا» الأوائل، ورغباتِه الدمويةَ في توسيع حدود أراضيه كما فعَل أسلافُه من قبل؛ وهي بذلك ترسم صورةً حاذقة وحيوية للغاية عن نفسيةٍ أمريكية مُتشكِّكة ورومانسية، مُضطرِبة وبطولية ودموية.