الملك تاكيلوت الأول
يجد المؤرخون صعوبة في التمييز بين «تاكيلوت» هذا وآخر يحمل نفس الاسم، والظاهر أن
الأخير حكم فيما بعد في نهاية الأسرة، وقد عُرف هذا الأخير من نتائج الحفائر التي
عملت
في معبد الإله «أوزير حقا زت» (أي أوزير حكم الأبدية) بالكرنك، والمظنون أن كثيرًا
من
الآثار التي كانت تنتسب إلى عهد قريب إلى «تاكيلوت» الأول ينبغي أن تنتسب إلى ملك
جديد
آخر يدعى «تاكيلوت الثالث»، وهذا على حسب رأي كل من «دارسي» و«جوتيه» وما يستنبط
من
الآثار (راجع Rec. Trav. XXXV. p. 143-4).
وأحدثُ تاريخٍ عرف حتى الآن لهذا الفرعون على الآثار هو السنة السابعة، غير أنه مع
ذلك ليس مؤكدًا بالنسبة له، ولكنه مع ذلك هو التاريخ الوحيد الذي اقترحه «دارسي»
بعد
فحص دقيق (راجع Rec. Trav. Ibid)، أما تاريخ السنة
الثالثة والعشرين الذي ينسب إليه، فهو على وجه التأكيد تقريبًا ينسب للملك «تاكيلوت
الثالث»، أما تاريخ السنة السادسة الذي نجده بين تواريخ مرسى الكرنك الخاصة بمنسوب
الفيضان (راجع A. Z. XXXV. p. III)، فلا يمكن نسبته إلى
الملك «تاكيلوت الأول» كما يعتقد «برستد» (راجع Br. A. R. IV, &
695 note 4)؛ وذلك لأن أم «تاكيلوت الأول» كانت تدعى «تاشد-خنسو»،
وعلى ذلك فإن ادعاء «برستد» خاطئ من أساسه (راجع Ibid & 693,
& p. 339) فيما يتعلق بتاريخ «تاكيلوت الأول».
والواقع أن هذا الملك ينبغي أن يكون حكمه قصيرًا؛ أي إن حكمه لا يزيد عن سبع أو ثماني
سنوات على أكثر تقدير، ومن المحتمل أن حكمه قد اختلط بالسنين الأخيرة من حكم والده
الذي
حكم — كما جاء على اللوحة التي عَثَرَ عليها «بتري» في العرابة — على أقل تقدير ستًّا
وثلاثين سنة [راجع الأسرة الثانية والعشرين الفرعون أوسركون الثاني].
وقد نسب «جوتيه» لهذا الملك بعض آثار غير أنه ليس متأكدًا مما عزاه له؛ فمن ذلك تمثال
صغير عثر عليه في العرابة (راجع Br. Mus. 37326) نُقش
عليه طغراؤه وألقابه، غير أنه ليس من المؤكد أن هذا الاسم ينطبق على «تاكيلوت الأول»
كما لا ينطبق على «تاكيلوت الثالث».
وكذلك نسب إليه لوحة وُجدت في العرابة المدفونة في «شونة الزبيب» (راجع
Rec, Trav. XV (1893). p. 173)، وقد مثِّل على هذه
اللوحة الملك والإله «أوزير» يتعبد إليهما كاهن الإله «أنوبيس» ويدعى «نسو-ورت حقاوي»
وزوجه «شبن-سبدت». هذا، ونجد من جهة أخرى أن «دارسي» قد استنبط في بحث له (راجع
Rec. Trav. XXXV, p. 143 f) أن التمثال واللوحة
السابقين هما للملك «تاكيلوت الثالث» ابن «إزيس»، غير أن براهينه ليست مقنعة، ولا
يزال
باب الشك مفتوحًا في هذا الصدد.
ولدينا كذلك الجزء الأسفل من لوحة من الحجر الجيري عليها اسم هذا الفرعون: محبوب
«آمون» «تاكيلوت» (راجع L. R. III. p. 334; Proc. XIII (1891) p.
36)، غير أننا لا نعرف لأي «تاكيلوت» تنسب هذه اللوحة، وهذه
الملاحظة كذلك تنطبق على تمثال «بولهول» الذي عُثر عليه في خبيئة الكرنك (راجع
Legrain, Cat. Gen. III. N. 42195-6). هذا، وقد
ذُكر هذا الفرعون على لوحة «حورباسن» [راجع الأسرة الثانية والعشرين فراعنة الأسرة
الثانية والعشرين].
وينسب الأثري «هول» بعض جعارين لهذا الفرعون (راجع Hall. Catalogue of
Egyptian Scarabs in the British Museum Vol. I. p. 24 No. 2429, 2430, 30606 and
47147).
ويقول «بتري»: إن معبد «أوزير» بالكرنك بُني معظمه في عهد اشتراك هذا الملك مع ابنه
«أوسركون»، وقد ظهرت معهما ابنته «شبنأبت» بوصفها وارثة عظيمة للملك. وقد ذكرنا من
قبل
أن «أوسركون» كان قد تخطى الأربعين عندما اشترك في الملك مع والده، وعلى ذلك كان
له
ابنة ناضجة في الوقت (راجع Petrie, Hist. III. p. 245).
وهذا الرأي من أساسه خاطئ كما سنرى بعد.
وهكذا نخرج من تاريخ هذا الملك بآراء يحوطها الشك والإبهام؛ وذلك بسبب تشابه الأسماء
بين الملوك الذين يحملون هذا الاسم.
(١) أسرة «تاكيلوت الأول»
زوجه «كابس»
جاء ذكر هذه الأم الإلهية في لوحة «حورباسن» كما ذكرنا من قبل، وقد
نطق «بتري» هذا الاسم نطقًا خاطئًا: «شبس» (
Petrie,
Ibed. p. 244)، وليس هناك أي سبب يدعو«بتري»
١ للتقريب بين اسم هذه الملكة وبين اسم ملكة أخرى «تاشبت»
زوج ملك يدعى «تاكيلوت» وأم أمير يدعى «نمروت» ذُكر على لوحة مصنوعة من
الخشب محفوظة في متحف تورين (راجع
Regio. Museo di
Torino. T. I. p. 126; Legrain, A. S. VIII (1906). p. 48. note
1). وقد جاء ذكر الملكة «كابس» هذه على لوحة
«حورباسن» بوصفها أم الملك «أوسركون الثاني»، وكذلك ذُكرت في النقوش
التي كُشف عنها حديثًا في مقبرة «أوسركون الثاني» كما سيأتي
بعد.
أوسركون» بن «تاكيلوت»
وهو الذي أصبح «أوسركون الثاني» الذي خَلَفَ والدَه «تاكيلوت الأول»،
وليس هناك أية علاقة بينه وبين «أوسركون الثالث» ابن «إزيس»، وهو ابن
الملك «تاكيلوت الثاني» والملكة «كارمعمع»، وقد خَلَطَ «بدج» هذا النسب
(راجع Budge. Book of the Kings II. p.
45-6). أما الابن الأصغر «نمروت» الذي نسبه كلٌّ
من «بتري» و«بدج» إلى «تاكيلوت الأول» على حسب ما جاء في لوحة تورين
(رقم ١٤٦٨) فإنه شخصية خيالية، وربما كان ذلك نتيجة لخلطه بابن
«أوسركون الثاني» الذي يحمل نفس الاسم كما سيأتي بعد.
هذا، ولا بد من التنويه هنا عن الأميرة «شبن-سبدت» التي يقول عنها كل
من «بدج» و«بتري»: إنها ابنة «تاكيلوت الأول»؛ فهي في الحقيقة حفيدة
للفرعون «أوسركون الثاني» كما سنرى بعد.