الملك «أوبوت»
ليس لدينا تاريخ مؤكد لهذا الفرعون إلا تاريخ السنة الثانية على مقياس النيل بمرسى
«الكرنك»، وهي السنة السادسة عشرة من حكم الملك «بادو باست» التي تقابل السنة الثانية
من حكم ملك الوجه القبلي والبحري «أوبوت».
ومن المحتمل أنه كان يوجد اثنان من صغار الملوك في هذه الفترة، ولكن لمَّا كنا لا
نعرف شيئًا مؤكدًا في هذا الصدد؛ فقد رُئِيَ من الحزم أن نبحث كل الآثار التي تحمل
هذا
الاسم إلى أن تتاح الفرصة للفصل بينها.
وُجِدَتْ قاعدة تمثال من الجرانيت الوردي لملك يدعى «أوبوت» كُشِفَ عنها في تل
اليهودية (راجع Naville, The Antiquities of Tell el Yahoudieh p.
53. cf; Rec. Trav. XXX p. 203 et XXXV p. 142).
وقد جاء عليها: «ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين «وسرماعت رع ستبن آمون»
بن رع رب التيجان (أوبوت بن باست مري آمون).»
وقد وحَّد كل من «بتري» و«نافيل» و«برستد» هذا الملك باسم ملك من صغار الملوك حكام
الأقاليم كان يحمل هذا الاسم في عهد «بيعنخي»، وقد عُزِيَ له بعض جعارين محفوظة في
مجموعة «بتري» (راجع Petrie, Hist. III p. 270).
ويوجد في متحف «القاهرة» عَقبُ باب كُشِفَ عنه في «تل المقدام» مصنوع من البرنز،
وقد
جاء عليه: «ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين «وسر ماعت رع ستبن آمون»
(؟) بن
رع رب التيجان «أوبوت بن باستت» محبوب آمون رب القربان، والزوجة الملكية العظيمة
«تنت
كان» معطاة الحياة، السامعة الأولى للإلهة «وازيت»، سيدة «أم»، فُعِلَ بوساطتي أنا
«نفرت ينتو» لأجل أن أعمل مكانًا جميلًا.» (يقصد هنا أما الباب الذي يؤلف منه العقب
جزءًا أو قاعة من المعبد) (راجع Rec. Trav. T. XXX p. 202 & 147ff).
هذا، وقد وضع الأثري «دارسي» هذا الملك «أوبوت» وميزه عن الأمير «أوبوت» الذي ذُكِرَ
على لوحة «بيعنخي» بين «شيشنق الثاني» و«شيشنق الثالث»، وقد جعله حاكمًا على الوجه
البحري، في حين أن معاصره «بادو باست» كان يحكم على الوجه القبلي فقط.