ملوك آخرون من هذا العهد لا نعرف مكانهم في سلسلة ملوك هذه الأسرة
ذكر الأثري «جوتييه» في كتابه عن ملوك مصر عدة ملوك حكموا في أثناء الأسرة الثالثة والعشرين؛ غير أنه لا يعرف مكان كل واحد منهم بالنسبة لملوك هذه الأسرة، وتدل شواهد الأحوال على أن هؤلاء الملوك كانوا يحملون لقب الملك فعلًا؛ غير أن كلًّا منهم كان لا يحكم إلا على جزء صغير من البلاد لا تزيد مساحته أحيانًا عن مساحة مقاطعة من مقاطعات القطر. والظاهر أن كلًّا منهم قد أخذ يستولي على جزء من البلاد ويستقل به عن بيت الملك في عهد الأسرتين: الثانية والعشرين، والثالثة والعشرين اللتين كانتا معاصرتين، وقد ظهر هذا التمزق في وحدة البلاد في الوجه البحري ومصر الوسطى بخاصة، وسنرى بعدُ أن «بيعنخي» عند دخوله مصر أخذ يُخضع هؤلاء الملوك الصغار واحدًا فواحدًا تحت حكمه، وأعاد وحدة البلاد ثانية ولكن لنفسه، ومن هؤلاء الملوك الصغار:
الملك «نفر كارع بف نيف (؟) دو باست»
نفر كارع | بف نف دو باستت |
الملك «خبر خع رع نفر خع-تحو تمحات»
خبر خع رع نفر خع | تحو تمحات |
- على الكتف اليمنى: «قدم إنعامًا من ملك الوجه القبلي والوجه البحري «خبر خع رع نفر خع» محبوب «تحوت» رب الأشمونين.»
- وعلى الكتف اليسرى: ابن رع «تحو تمحات» المحبوب من الذي في الأشمونين.
والنقوش التي على التمثال تشمل ستة أسطر على ظهره، ومنها عرفنا جزءًا من الاسم الذي تتألف منه سلسلة نسب «نختفموت» الذي تحدثنا عنه من قبل [راجع الأسرة الرابعة والعشرين «العبرانيون»].
وبقرن نقوش هذا التمثال بالنقوش التي جاءت على تمثال الكاهن «زد خنسو فعنخ» الذي عاش في عهد الملكين «أوسركون بن إزيس» (الثالث) و«تاكيلوت الثالث» أمكننا أن نكمل جزءًا كبيرًا من المتن الناقص المهشَّم في تمثال «تانحسرت».
كاهن «آمون الكرنك»، والكاهن الأكبر في معبد «تحوت»، والكاتب ومنظم معبد «تحوت» … «لتحوت»، وحامل رمز العدالة «ثانحسرت» ابن الكاهن الرابع (لآمون الكرنك «حورسا إزيس» ابن الكاهن الرابع «لآمون الكرنك»، وحامل الخاتم) «نختفموت» بن «زد خنسو فعنخ» (بن «نسبر ننوب» بن «خنسو محف» بن «بادو خنسو») ابن الكاهن والد الإله «لآمون» «مري-وسر-خنسو» بن («بانفرخع» بن «تمحتب» بن «نسر آمون» بن «ثانفر») بن «باحمنتر» بن «وسر حاتمس» (بن «شبن»، وأمه هي «؟» أهداه له ابنه ليحيا اسمه) كاهن «تحوت» في معبد «الكرنك» (المسمى) «حت أبت حب» الرئيس والمنظم لمعبد «تحوت» … (؟) وبعد ذلك تستمر نقوش «زد خنسو فعنخ»: «وأن الواحد منهم هو ابن الآخر في هذا البيت من آباء لآباء على حسب الزمن وعلى حسب الملوك.» وبعد ذلك يأتي اسم الأم والإهداء.
ويلاحَظ أن «لجران» في بحثه هذا قد وضع «تانحسرت» في سلسلة النسب التي استخلصها حفيدًا «لنختفموت»، وفي الوقت نفسه يقول: إنه من المحتمل أن يكون الحفيد الثاني؛ أي ابن «زد خنسو فعنخ»، وهو الذي كان بدوره كاهنًا رابعًا «لآمون».
ويقول «لجران»: إنه في استطاعته أن يقول: إن المهدى إليه التمثال أي: «تانحسرت» يُنسب من جهة والده إلى الملك «حورسا إزيس»، ومن جهة أمه إلى الملكين: «تاكيلوت الثالث» و«أوسركون الثالث»، وإن مجاله في سلك الكهنة كان مخصصًا لعبادة «تحوت» الذي كان لا بد له معبد صغير في «الكرنك» على غرار معبد الإله «بتاح» والآلهة الآخرين الذين يتألف منهم «التاسوع»، وهم الذين يأكلون على مائدة الإله العظيم «آمون رع» كأنهم أتباعه. ولا بد أن هذا المعبد يوجد في جهة ما «بالكرنك»؛ لأنه ورد ذكره في نقوش معاصرة كما ذكر له كهنة.
ويلاحَظ أن هذا التمثال قد مُثِّل قاعدًا القرفصاء ملفوفًا في عباءة، ويداه مبسوطتان على ركبتيه، ووجهه مستدير ومرتسم عليه ابتسامة، وعيناه مفتوحتان، وحاجباه متقن صنعهما، وله عثنون. والدعاء الذي يتضرع به نُقِشَ على ذيل عباءته وقد جاء فيه: «يأيها الكهنة والكهنة المطهرون الذين يدخلون المعبد التابع للأشمونين وكهنة الشهر …» (باقي المتن مهشَّم).
والظاهر — على حسب المتون الأخرى التي من هذا النوع — أنه كان يطلب من هؤلاء الكهنة أن يزينوا تمثاله بالأزهار، وأن يتوسطوا عند الإله لأجل أن يكون في استطاعة روحه أن يتغذى كل يوم من الأطعمة التي على المائدة الإلهية.
وخلاصة القول أن في استطاعتنا — على الرغم من قلة ما لدينا من آثار عن هذا الملك — أن نعده ملكًا من أولئك الملوك الصغار الذين سبقوا عهد الفتح الإثيوبي، بل يحتمل كثيرًا أنه واحد من صغار ملوك الجنوب الذين قهرهم «بيعنخي» في زحفه على الوجه القبلي، كما ذَكَرَ لنا هذا الفاتح في لوحته العظيمة.
وعلى أية حال، فإن تمثال هذا الكاهن الذي نحن بصدده يحمل لنا وثيقة جديدة عن العصر الذي سبق الفتح الإثيوبي، وهو العصر الذي كان فيه زعماء البلاد وهم أصحاب الإقطاعيات العظام تحت سلطان الفراعنة، ثم أعلنوا استقلالهم كلٌّ في إقليمه، واتخذ كل منهم لنفسه ألقاب الملك؛ مما جعل تمييز الملوك الحقيقيين للبلاد أمرًا مستحيلًا لدرجة أنه لما جاء الفتح الإثيوبي لم نعرف على وجه التحديد من كان ملك مصر الحقيقي.
الملك «نمروت»
نمروت |
الملك «أوبوت»
أوبوت |
الملك وسر نتر رع ستبن رع شيشنق (الخامس)
وسر نتر رع ستبن رع | شيشنق آمون حقا نترواست |
الملك «من خبر رع-رع مني»
من خبر رع | رع مني |
وقد قرأ الأستاذ «شاسينا» «رع مني» على الطغراء الثانية لهذا الفرعون، ومع ذلك فإنه وحَّده مع «بيعنخي» دون إعطاء سبب لذلك.
ولدينا أسماء أمراء وملوك آخرين يحتمل أنهم من هذا العصر، وقد يطول الكلام في ذكر أسمائهم.