عينان زرقاوان
عينان زرقاوان ينْـ
ـعَسُ فيهما لونُ الغديرْ
أَرْنُو فينسابُ الخيا
لُ ويُنْصِتُ القلبُ الكسيرْ
وأغيبُ في نَغَمٍ يذو
بُ وفي غمائمَ من عبيرْ
بيضاء مِكسال التلوِّ
ي تستفيقُ على خَريرْ
ناءٍ يموتُ وقد تَثَا
ءَبَ كوكبُ الليل الأخيرْ
يَمضِي على مهلٍ وأَسْـ
ـمَعُ همستَين وأستديرْ
فأذوبُ في عينَينِ ينْـ
ـعَسُ فيهما لونُ الغديرْ
•••
حسناءُ، يا ظلَّ الربيـ
ـعِ، مللتُ أشباح الشتاءْ
سُودًا تُطِلُّ من النوا
فِذِ كُلما عَبَسَ المساءْ
حسناءُ، ما جدوى شبا
بي إن تقضَّى بالشقاءْ
عيناكِ، يا للكوكبَيْـ
ـنِ الحالمَيْن بلا انتهاءْ
لولاهُمَا ما كنتُ أعْـ
ـلَمُ أنَّ أضواءَ الرجاءْ
زرقاءُ ساجيةٌ وأنَّ
النور مِنْ صُنع النساءْ
هي نَظرةٌ من مُقلتَيْـ
ـكِ وبَسمةٌ تَعِد اللقاءْ
ويُضيء يومي عن غَدِي
وتفِرُّ أشباحُ الشتاءْ
•••
عيناكِ أم غابٌ ينا
مُ على وَسائدَ من ظِلالْ؟
ساجٍ تلثَّمَ بالسكو
نِ فلا حَفيفَ ولا انثيالْ
إلا صدًى واهٍ يسيـ
ـلُ على قَياثرَ في الخيالْ
إني أُحسُّ الذكريا
تِ يَلفُّها ظلُّ ابتهالْ
في مقلتَيكِ مَدًى تَذُو
بُ عليه أحلامٌ طِوالْ
وغفا الزمانُ فلا صَبا
حَ ولا مساءَ ولا زوالْ!
أني أَضيعُ مع الضبا
بِ سوى بقايا من سُؤالْ
عيناكِ أم غابٌ ينا
مُ على وَسائدَ من ظلالْ؟!
٦ / ١ / ١٩٤٨