ملال
ليلان غاما بالنجو
مِ الآفلاتِ على سُهادِي
يومان. لا وعدٌ ولا
لُقيا وتَخفِقُ يا فؤادِي؟!
وغدًا سيمتلئُ انتظا
رِي بالظلامِ ولا أراها
وتجولُ عيني في الطرِيـ
ـقِ وتستقرُّ على كتابي
وأكيلُ بالأقداح ساعا
تي وأسخرُ باكتئابي
وأنامُ أحلم بالشتا
ءِ وأستفيقُ على هواها
•••
سأمٌ ومصباحٌ وحيـ
ـدٌ رانَ في أقصى الطريق
مرَّتْ وُجوه العابرِيـ
ـنَ به فلوَّنها قليلَا
مرَّتْ وغابت في الظلا
مِ، وليس يبرح في حريق
سأمٌ ونافذةٌ يُطيـ
ـلُ فضاؤها الدرب الطويلَا
سأمٌ ومرآة تثا
ءبَ في قرارتها الوجوم
الغُرفة الجوفاء والْـ
أَقداحُ والبابُ القديم
•••
بالأمسِ كان هوًى وكا
ن وكان، وَيحَ الذكريات
«وافرحتاهُ أتَصدُقِيـ
ـنَ؟» وقادنا نجم المساء
في ذلك الدربِ البعيـ
ـدِ وألفُ نجوى واشتكاء
تخبُو وتنأى، والعنا
قُ يَعُدُّ أضواء الطريق
بالأمس كان هوًى وكا
نَ، وخيَّمَ الصمتُ العميق
•••
دبَّ الملال إلى فؤا
دِك مثلَ أوراق الخريف
«أهواك»؟ ماذا تهمسيـ
ـنَ؟ أتلك حشرجةُ الحفيف
في دوحةٍ صفراء يُقْـ
ـلِق ظلها روح الشتاء؟!
لا تنظري! في مقلتَيْـ
ـكِ سحابتان من الجليد
تتألَّقَان ولا لهيـ
ـبَ وتزحفان ولا فضاء
فلَّ العناق على الجفو
نِ وحطَّمَ الدرب البعيد!
٣ / ٥ / ١٩٤٨