الموعد الثالث
فرَّ النهارُ من البيو
تِ النائياتِ، إلى السحاب
من شُرفةٍ زرقاءَ تحْـ
ـلُم بالكواكب والضباب
من مُقلتَين على الطريـ
ـق، ومُقلتَين على كتاب
•••
الدربُ تحرقه النوا
فِذُ والنجومُ المُستسرَّة
سكرانُ تَزحَمه الظلا
لُ وتشرب الأوهامُ خمرَه
هيهاتَ، لا تأتي وتهْـ
ـمِسُ: «فيمَ تأتي؟» شبهُ فكرة
•••
قد أذكرتني مُقلتا
كِ رؤًى رسبنَ إلى الظلام
زرقاءَ تسبحُ في ضبا
بٍ من شُحوبٍ وابتسام
الليلةَ القمراءَ تَرْ
كُضُ بينَ أشباح الغمام
•••
أفقٌ يذوبُ على الحنيـ
ـنِ، يكاد يَغرقُ في صفائِه
يطويه ظلٌّ من جَنَا
حٍ، ضاعَ فيه صَدَى غنائِه
أهدابُكِ السوداء تَحْـ
ـمِلني، فأُومِضُ في انطفائه
•••
مَنْ أنتِ؟! سوف تمرُّ أيَّـ
ـامي وأنسجها ستارًا
هيهاتَ تُحرقهُ شِفا
هُكِ وهْي تَستعِرُ استعارًا
لا تلمسيه فأنتِ ظِلٌّ
ليس يخترقُ القرارَا
•••
مات الفضاءُ، سوى بَقَا
يا من مصابيحِ الطريقِ
مبهورةِ الأضواء، تنْـ
ـضبُ في جداولَ من بريقِ
صفراء تخنقها الظلا
لُ على فمِ الليلِ العميقِ
•••
فيمَ انتظاري كالفَرا
غِ؟ وفيمَ يأسي كالرمادِ؟
لن يسمع الدرب المَلُو
لُ — وإن أصاخ — سوى فؤادي
أما فؤادُكِ، ويح نفْـ
ـسِي! أين أنتِ؟ ومن أُنادي؟