في أُخريات الربيع
يا ضياء الحقولِ، يا غنوةَ الفـ
ـلَّاح في الساجياتِ من أسحارهْ
أقبِلِي؛ فالربيع ما زال في الوا
دي، فبُلِّي صداكِ قبل احتضاره
لا تصيبُ العيونُ إلَّا بقايا
هُ، وغير الشرود من آثاره
دوحةً عند جدولٍ تنفض الأفْـ
ـياءَ عنها وترتمي في قراره
وعلى كل ملعبٍ زهرةٌ غيْـ
ـناءَ فرَّتْ إليهِ من أيَّاره
•••
في المساءِ الكئيب، والمعبرُ المهْـ
ـجُورُ، والعابساتُ من أحجارِه
مُصغياتٌ، تكاد من شدَّة الإصْـ
ـغاء أن تُوهِمَ المدى بانفجارِه
أَرمُق الدربَ، كُلما هبَّتِ الريـ
ـحُ وحَفَّ العتيقُ من أشجارِه
كُلما أذهل الرُّبى نَوحُ فلَّا
حٍ يبثُّ النجومَ شكوى نهارِه
صاحَ: «يا ليل» فاستفاق الصدى الغا
فِي على السَّفحِ والذي في جوارِه
فإذا كلُّ ربوةٍ رَجعُ «يا ليْـ
ـلُ» وَنامَ الصدى على قيثارِه!
أينَ منهُنَّ خفقُ أقدامكِ البيْـ
ـضاءِ بين الحشيش فوق اخضرارِه
مثلَ نجمَين أفلتا من مدارَيْـ
ـنِ فجال الضياءُ في غير دارِه
أو فراشَين أبيَضَيْن استفاقا
يسرقان الرحيق من خمَّارِه!
•••
أنتِ في كلِّ ظلمةٍ مَوعِدٌ وَسْـ
ـنانُ، ما زال يومُه في انتظارِه