ديوان شعر
إلى مُستعيرات ديوان شِعري
ديوان شِعرٍ ملؤه غَزَلُ
بين العذارى باتَ ينتقلُ
أنفاسيَ الحرَّى تهيمُ على
صفحاتِهِ والحبُّ والأملُ
وستلتقي أنفاسُهُنَّ بها
وتَرِفُّ في جنباته القُبَلُ
ديوان شعرٍ ملؤه غزلُ
بين العذارى بات ينتقلُ
وإذا رأينَ النَّوحَ والشكوى
كلٌّ تقول: مَن التي يهوى؟
وسترتمي نظراتهنَّ على الصَّـ
ـفحات، بين سطوره، نشوى
ولسوفَ ترتجُّ النهودُ أسًى
ويُثيرها ما فيه من نجوى
ولرُبَّما قَرأَته فاتنتي
فمضت تقول: مَن التي يهوى؟
ديوانَ شِعري، رُبَّ عذراءِ
أذكَرْتَهَا بحبيبها النائي
فتحسَّسَتْ شفةً مُقَبِّلَةً
وشتيتَ أنفاسٍ وأصداءِ
فطوَتْكَ فوق نهودها بيدٍ
واسترسلَتْ في شبه إغفاءِ
ديوانَ شعري رُبَّ عذراء
أذكرتَهَا بحبيبها النائي
يا ليتني أصبحتُ ديواني
لأفِرَّ من صدرٍ إلى ثانِ
قد بتُّ مِنْ حَسَدٍ أقول له:
يا ليتَ من تهواكَ تهواني
ألكَ الكئوسُ ولي ثُمالتُها
ولكَ الخلودُ، وإنَّنِي فانِ؟
يا ليتني أصبحتُ ديواني
لأفِرَّ من صدرٍ إلى ثانِ
سأبيتُ في نوحٍ وتَسهيدِ
وتَبيتُ تحت وسائد الغيدِ
أولستَ مني؟ إنني نَكِدٌ
ما بالُ حظِّكَ غيرَ منكودِ؟
زاحمتَ قلبي في محبته
وخرجتَ منها غيرَ معمودِ
أأبيتُ في نوحٍ وتسهيد
وتبيتُ تحت وسائد الغيد؟
٢٦ / ٣ / ١٩٤٤