جمهورية أفلاطون
«يتَّضح لنا أن قدرًا غير قليل من تعاليم «الجمهورية» قد تغلغل في حياة الإنسان منذ عصور طويلة إلى حدٍّ يَصعُب معه الوقوف إزاء هذا النص موقفَ النقد الواضح، إلا إذا كنا على استعدادٍ لنقدِ تراثٍ حضاريٍّ كامل، قد نكون نحن أنفُسنا متأثِّرين به إلى حدٍّ غير قليل.»
تُعَد محاوَرة «الجمهورية» من أهم ما كُتِب في فلسفة العدل؛ فمن خلال حوارٍ فلسفي بمسحةٍ أدبية يرسم «أفلاطون» ملامحَ المدينة الفاضلة التي يَنعم أفرادها بالعدل، ويبدأ الإعدادَ لها منذ ولادة الأطفال لتَكون مهمةُ تربيتهم مسئوليةَ الدولة، فلا يصبح لهم انتماء أُسري أو قَبَلي، بل الانتماء للدولة فقط. ويُولي «أفلاطون» أهميةً كبيرة للعقل والحكمة في تحقيق العدل، مؤكِّدًا على ضرورة أن يكون الحاكم فيلسوفًا؛ لأنه الأجدرُ بإدارة المجتمع، وكذلك يجب أن يكون العقلُ هو القائد لتحقيق التوازن بين خِصال النفس البشرية. كما يرفض «أفلاطون» الديمقراطية؛ إذ يرى أن الحاكم عندئذٍ سيكون منافِقًا للشعب ويسعى لإرضاءِ شهواتهم، أمَّا المرأة فيرى أنها يجب أن تَحوز جميعَ الحقوق كالرجل تمامًا.