تَجَارِبُ الْحَيَاةِ
قَدْ بَلَغْتُ السَّبْعِينَ إِلَّا قَلِيلَا
لَمْ أُصَادِفْ
خِلَالَهَا لِي خَلِيلَا
غَيْرَ ذِي حَاجَةٍ فَإِنْ نَالَهَا وَلَّى
وَأَضْحَى لِقَاؤُهُ
مُسْتَحِيلَا
وَإِذَا لَمْ يَنَلْ مُنَاهُ فَأَيْقِنْ
أَنَّ ذَاكَ الْخَلِيلَ
أَمْسَى عَذُولَا
لَمْ أَرَى وَالِدًا وَقَدْ أَسْدَى نُصْحًا
لِبَنِيهِ فَنَالَ
مِنْهُمْ قَبُولَا
أَيَخَالُ الْفَتَى أَبَاهُ إِذَا مَا
فَاتَهُ الرَّكْبُ ضَلَّ
عَنْهُ السَّبِيلَا
ذَاكَ جِيلٌ مَضَى وَذَا جِيـ
ـلٌ سَيَمْضِي وَالْجِيلُ يَتْلُو
الْجِيلَا
إِنَّمَا خِبْرَةُ الحَيَاةِ لَعَمْرِي
خَيْرُ دَرْسٍ يَحْتَاجُ
وَقْتًا طَوِيلَا
•••
إِنْ نَصَحْتَ الْمُقَامِرَ اعْتَبَرَ النُّصْـ
ـحَ وَرَبِّي
تَدَخُّلًا وَفُضُولَا
أَوْ أَشَرْتَ عَلَى الْبَخِيلِ بِبَذْلٍ
كَانَ فِي رَدِّهِ
عَلَيْكَ بَخِيلَا
حُرِمَ الْأَغْنِيَاءُ جَنَّاتِ عَدْنٍ
هَلْ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ
وَالْإِنْجِيلَا
فَإِذَا قَدَّمُوا زَكَاةً عَنِ الْمَا
لِ اسْتَطَاعُوا إِلَى
الْجِنَانِ دُخُولَا
إِنَّ مَنْ يَنْصَحِ الْمُضِلَّ يُعَادِيـ
ـهِ وَمَا كَانَ
نُصْحُهُ مَقْبُولَا
فَإِذَا جَابَهَ الْحَيَاةَ أَفَادَتْـ
ـهُ تَجَارِيبُهَا
فَصَاحَ ذُهُولَا
يَأْبَى مَنْ بِقَوْلِهِ رَامَ نُصْحِي
لَيْتَنِي مَا مَنَعَتْهُ
أَنْ يَقُولَا
•••
وَدَّعَ الشَّيْبُ مَا مَضَى مِنْ شَبَابٍ
لَيْسَ بَعْدَ
الْوَدَاعِ إِلَّا الرَّحِيلَا
وَتَوَلَّى صَحْبِي وَهُمْ فِي انْتِظَارِي
لَنْ يَطُولَ
انْتِظَارُهُمْ لَنْ يَطُولَا
إِنَّمَا الْيَوْمُ لَيْلَةٌ وَنَهَارٌ
فَإِذَا مَا تَعَاقَبَا
صَارَ جِيلَا
وَغَرِيبٌ أَنِّي غَدَوْتُ غَرِيبًا
بَعْدَ أَنْ غَادَرَ
الْخَلِيلُ الْخَلِيلَا
لَمْ يَعُدْ لِي إِلَّا الْقَلِيلُ مِنَ الصَّحْـ
ـبِ وَمَا
كَانَ قَبْلَ ذَاكَ قَلِيلَا
فِي غَدٍ لَاحِقٍ بِهِمْ وَسَبِيلِي
لِرِضَاهُ أَنْ لَا أَضِلَّ
السَّبِيلَا