الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
في أعماق باريس القديمة، في عصرٍ سيطرَتْ فيه السلطة الدينية، وامتزجَتْ فيه الخرافةُ بالشعوذة فكان الدمُ وسيطًا بين الآلهة والبشر، وكان العقلُ حبيسَ الفلسفات القديمة؛ خرج الطبيب الباريسي «جان باتيست دوني» عن المألوف وأجرى أولَ عمليةِ نقلِ دمٍ لإنسان؛ ليُحدِث صراعًا، ويُثيرَ معضلةً أخلاقيةً عويصة.
في يومٍ صافٍ من أيام الربيع في باريس من عام ١٦٨٨، احتشَدَ جمهورٌ من الشخصيات البارزة والمثقفين في قاعة المحكمة ليشهدوا مُحاكَمةَ «جان باتيست دوني»؛ الطبيب اللامع، الذي حَجز لنفسه مؤخرًا مكانًا في التاريخ كأول شخصٍ يُجرِي تجرِبةَ نقلِ دمٍ إلى إنسان. لم تَسِرِ الأمور على النحو الذي أراده الطبيب أو مريضُه؛ فقد مات المريض بعد فترةٍ قصيرة، ومَثُل الطبيب للمُحاكَمة بتُهمة القتل. هل كان له الحقُّ في إجراء تلك التجرِبة؟ وهل قصَّرَ في واجبه؟ ما مدى مسئوليته عن الوفاة؟ وهل تُنصِفه العدالةُ أم تقتصُّ منه؟
إنها قصة مأساوية، خطَّ سطورَها الدمُ وكَتبتْ نهايتَها العدالةُ؛ إنها قصة «الدم والعدالة».