وثائق … نصف مليون دولار!
انتهت مغامرة «الاغتيال» بالقضاء على مُحاوَلة قتل العالِم «فيتز» … ولكنِ استطاع مدبرو الاغتيال الهربَ … وكانت عملية الاغتيال مدبرةً بمهارةٍ، فبينما قام ثلاثة رجال بعمل تمثيلية مُتقَنة على أنهم سيقومون باغتيال «فيتز» كان القاتل رجلًا رابعًا … وقد استطاع الشَّياطين اﻟ «١٣» القبض على الرجل الرابع وتسليمه لرجال الشرطة … وباستجواب الرجل اتَّضحَت حقائق غريبة ومُثيرة للغاية …
وعندما عاد الشَّياطين اﻟ «١٣» إلى المقر السرِّي المؤقَّت كان في انتظارهم تقريرٌ هام من رقم «صفر» عن عصابةٍ جديدة من أخطر عصابات القتل والاغتيال اسمها «عصابة الخمسة».
وهي عصابةٌ تعمل بأسلوبٍ فريد بحيث يَصعُب اكتشافها … وقد استطاعت تدبير وتنفيذ مجموعة من عمليات الاغتيال في جميع أنحاء العالَم دون أن يستطيع أحد تعقُّبها …
ولكن بعد محاولة اغتيال العالِم «فيتز» في الأقصر … تمكَّن الشَّياطين اﻟ «١٣» من القبض على الرجل الرابع في العصابة … لذا فإن حقائق كثيرة تُكشف … عن هذه العصابة …
وهذا ما جاء في التقرير:
– نشأتِ العصابة من خيال رجل مريض تصوَّر أنه مُمثِّل عظيم، فقد كان يشبه الممثِّل العالمي «كلينيت استوود»؛ فهو طويل القامة، حاد الملامح، مفتول العضلات، أزرق العينين … وقد تصوَّر أنه بهذه المواصفات يمكن أن يُصبح نجمًا مثل «كلينيت استوود»، خاصةً وأن اسمه كان «كلينيت» أيضًا …
وذهب الرجل إلى «هوليود» يعرض نفسه على شركات السينما الأمريكية … ولكنه لم يستطع الحصول إلَّا على أدوار «الدوبلير» للممثل «كلينيت استوود».
و«الدوبلير» هو الممثل الذي لا يعرفه أحد؛ لأنه يقوم بتمثيل الأدوار الخطرة نيابةً عن الممثل الأصلي، مثل ركوب السيارات المسرعة، أو القفز من الأماكن العالية … أو تناول الضربات مع مُمثِّلٍ آخر، أو دخول النيران المُشتعِلة، وعادة ما يتمُّ تصوير هذه اللقطات من بعيد، حتى لا يظهر الفارق بين المُمثِّل الأصلي و«الدوبلير».
وعندما فشل «كلينت جونسون» في أن يكون مُمثلًا مشهورًا، خطرت بباله فكرةٌ جهنمية … وهي أن يبحث عن الأشخاص الذين يُشبهونه شبهًا كاملًا أو قريبًا إلى حدٍّ كبير … بحيث يُكوِّن عصابة منهم يصعب تعقُّبها … حيث يمكن ظهور المُجرِم في مكان الجريمة وفي مكانٍ آخر في وقتٍ واحد … بحيث يُمكن أن يشهد الناس أنهم شاهَدوه في مدينتين، أو مكانين في وقتٍ واحد، ولما كان الشك يُفسَّر لصالح المتهم، فإن إثارة هذه المشكلة أمام المحكمة تؤدي إلى براءة المجرم … وقد استطاع «كلينت جونسون» عن طريق الإعلان أن يتلقَّى عشرات الطلبات من أشخاصٍ يُشبهونه، وقد نشر في الإعلانات أنه يُريد هؤلاء من أجل إنتاج فيلم تحت عنوان «الشبيه»، واختار ممَّن تقدموا مَن قبلوا شروط العمل معه في العصابة وكانوا أربعة، وهو الخامس، فأطلقَ على العصابة اسم … «عصابة الخمسة».
وقد بدأت سلسلة جرائم «عصابة الخمسة» في مدينة «لوس أنجلوس» ثم شملت «الولايات المتحدة الأمريكية» … ثم انتشرت في جميع أنحاء العالم …
وأسلوب العصابة في العمل يتم بواسطة التليفون، حيث يتم الاتفاق معها على تنفيذ جريمة ما … بعد إيداع المبلغ المتفق عليه في أحد البنوك الأمريكية تحت رقم سري لا يعرفه أحدٌ بالطبع … وعندما تتأكَّد العصابة من إيداع المبلغ تقوم بتنفيذ المهمة … ورقم التليفون ليس رقمًا واحدًا … إنما عددٌ من الأرقام في أماكنَ مختلفة من العالم … والرد دائمًا يتم عن طريق شريط مسجل لتحديد رقم تليفون آخر … وثاني … وثالث بحيث يَستحيل متابعة المكالمة …
واختتم التقرير بملاحظاتٍ من رقم «صفر» كالآتي:
-
تمَّ جمع هذه المعلومات بصعوبةٍ بالغة ومن جهاتٍ مُختلِفة بواسطة عملائنا …
-
لقد هرب الرجال الثلاثة من الأقصر بالطائرة الخاصة التي حضر بها «روكي ماكلين» … واستطعنا متابعتها، وقد اتجهت أولًا إلى مطار «أثينا» في «اليونان»، ثم اتجهت إلى مطار «زيورخ» في سويسرا …
-
سنُتابع مطاردة العصابة، فبعد فشلها في اغتيال العالِم «فيتز» أتوقع أن تحاول الانتقام …
-
عندكم إجازة، حاولوا أن تَصنَعوا تصوُّرًا لخطةٍ يُمكن بها متابعة العصابة … وفي انتظار ردِّكم، أرجو أن تقضوا وقتًا مُمتعًا …
عاد نصف الشَّياطين إلى استكمال رحلة البحر الأحمر التي كانوا فيها عند بدء مغامرة «الاغتيال»، وبقيَ النصف الآخر في القاهرة، وأرسل «أحمد» برقيةً قصيرة إلى رقم «صفر»: «نريد أن نعرف المقر الرئيسي لعصابة الخمسة … وأين هم الآن، ورقم التليفون أو التليفونات التي يمكن الاتصال بها … هناك خطةٌ بسيطة، ولكن العملية ما زالت تختمر في ذهني …»
•••
وأمضى الشَّياطين إجازةً مُمتعة استمرت خمسة أيام، قبل أن يصلَ ردُّ رقم «صفر» …
ليس هناك مقرٌّ رئيسي لعصابة الخمسة … ولكن آخر أخبارهم أنهم تفرقوا في مدينة «زيورخ»، ولا نعرف لهم مكانًا محددًا حتى الآن …
ثم أورد رقم «صفر» أرقام التليفونات التي حصل عليها عملاؤه في «زيورخ» و«باريس» و«نيويورك»، وقال: هذه الأرقام بالطبع تتغيَّر كل فترة، وأرجو إحاطتي علمًا بالخطة التي تُفكر فيها.
قرأ «أحمد» برقية رقم «صفر» الشفرية على الشَّياطين، ثم قال: سأذهب في مهمةٍ صغيرة ثم أعود بعد قليل.
وركب «أحمد» إحدى السيارات الخاصة بالمقرِّ السري … ثم ذهب إلى المعادي، اختار ركنًا مُضيئًا في «الجود شوط»، وجلَس يُفكِّر في الخطة التي خطرَت له … ويضعُ لها التفاصيل والرتوش، وكتبها على ورقةٍ أمامه … وبعد أن انتهى من كل شيء وضع الورقة في جيبه، ثم مدد ساقيه وأخذ يَنظُر إلى النِّيل في استغراقٍ شديد.
إنَّ الخطة التي وضعها فيها الكثير من المُميزات … وفيها الكثير أيضًا من المخاطر … ولكن لا بدَّ من وقفةٍ ضد الإرهاب «والاغتيال» والجرائم التي تقوم بها بعض العصابات … أو الأفراد طمعًا في المال …
وعندما أحسَّ أنه قد فكَّر في كل شيء، دفَع الحساب وغادر المكان ثم استقلَّ سيارته عائدًا إلى المقر السري.
قالت «إلهام» ضاحكةٌ وهي تستقبله: أين ذهبت؟ هل هي مهمَّة للبحث عن الماضي والذكريات في القاهرة؟
رد «أحمد»: بل هي خطةٌ لمغادَرة القاهرة فورًا!
إلهام: لماذا؟ هل هناك مهمةٌ عاجلة؟
أحمد: أبدًا، ولكن خطةٌ خطرت لي أريد أن أُناقشها معكم قبل عرضها على رقم «صفر»!
إلهام: خطةٌ من أجل ماذا؟
أحمد: خطةٌ للإيقاع بعصابة الخمسة، فيها كثيرٌ من الجوانب والإيجابية، ولكن فيها مخاطرُ جسيمة!
التفت الشَّياطين حول «أحمد» فطلب منهم الجلوس، ثم قال: هناك شخصٌ يَحمِل مجموعةً من الوثائق السرية الهامَّة، ومطلوب اغتياله، والحصول على هذه الوثائق مقابل مبلغ نصف مليون دولار!
صاح الشَّياطين: مَن هو هذا الشخص؟
أحمد: إنه معكم الآن … أمامكم … إنه أنا!