مقدمة لجامع الكتاب
ما عبس وجه فقير أو أقطب حاجب معوز إلا وكان البخل سببه، والإمساك باعثًا عليه، كأن يد البخيل مطبقة آلة كهربائية يمتد مجراها إلى كل طالب محتاج فيؤثر فيه دلائل الأسى وينقل إليه شكلها المنقبض، فيعود ذلك المسكين بقلب منكسر ونفس صغيرة يتهدده الجوع وما من مدافع، وينتابه الهلاك، وما من ناظر إليه أو عاطف عليه فيكاد يقضي بين ذلك لولا يد كريم تغار عليه فتنشله من هوة الفقر والهلاك بآلة تسطو على تلك الآلة الكهربائية وهي «الإحسان»، فتبطل تأثيرها ببعض دريهمات يبتسم لها وجه من عبثت به يد الأقدار، وينشرح لأجلها صدر من ضيقت عليه عوامل القضاء، فيكون قد خلَّص نفسًا كادت تفارق الحياة بما يكسبُه ثناء أهل الأرض وأجرًا عظيمًا من رب السماء.
وهاك ما ورد في مدح الكرم وذم البخل:
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
لأبي مسلم الخولاني:
ولعبد العزيز بن مروان:
ولغيره:
ولغيره مضمنًا قول بزرجمهر:
وقيل أيضًا:
•••
ولحاتم الطائي:
ولبكر بن النطاح:
ولآخر:
ولغيره:
ولابن عبد ربه:
وللحسن بن هانئ:
ولحاتم الطائي:
وإليك ما ورد في مدح الكرم وذم البخل:
قال أكثم بن صيفي حكيم العرب: «ذللوا أخلاقكم للمطالب، وقودوها إلى المحامد، وعلموها المكارم، ولا تقيموا على خُلق تذمونه من غيركم، وصِلوا من رغب إليكم، وتحلوا بالجود يلبسكم المحبة، ولا تعتقدوا البخل فيوافيكم الفقر».
وقال خالد بن عبد الله القسري وهو على المنبر: «أيها الناس عليكم بالمعروف، فإن الله لا يعدم فاعله جوازيه، وما ضعفت الناس عن أدائه قوَّى الله على جزائِه».
وكان سعيد بن العاص يقول على المنبر: «من رزقه الله رزقًا حسنًا فلينفق منه سرًّا وجهرًا حتى يكون أسعد الناس به، فإنما يترك ما ترك لأحد رجلين، أما المصلح فلا يقل عليه شيء، وأما المفسد فلا يبقى له شيء».
قال بزرجمهر: «إذا أقبَلت عليك الدنيا فأنفق منها فإنها لا تبقى».
وكان كسرى يقول: «عليكم بأهل السخاء والشجاعة فإنهم أهل حسن الظن بالله، ولو أن أهل البخل لم يدخل على من ضر بخلهم ومذمة الناس لهم وإطباق القلوب على بغضهم إلا سوء ظنهم بربهم في الخلف لكان عظيمًا».
وقال عبد الله بن عباس: «سادات الناس في الدنيا الأسخياء وفي الآخرة الأتقياء».
وقيل لأبي عقيل البليغ العراقي: «كيف رأيت مروان بن الحكم عند طلب الحاجة إليه؟ قال: رأيت رغبته في الإنعام فوق رغبتهِ في الشكر، وحاجته إلى قضاء الحاجة أشد من حاجة صاحب الحاجة».
وقالت أسماء بنت خارجة: «أحب أن لا أردَّ أحدًا في حاجةٍ طلبها؛ لأنه لا يخلو أن يكون كريمًا فأصون له عرضه، أو يكون لئيمًا فأصون عرضي عنه».
وقيل: «الأيام مزارع فما زرعت فيها تحصد».
وقال الأحنف بن قيس: «ما ادخرت الآباء للأبناء ولا أبقت الموتى للأحياء شيئًا أفضل من اصطناع المعروف عند ذوي الأحساب».
وقيل: «أَحْيِ معروفك بإماتة ذكرهِ، وعظمهُ بالتصغير له».
وقالت الحكماء: «من تمام كرم المنعم التغافل عن حجته، والإقرار بالفضيلة لشاكر نعمتهِ».
وقيل أيضًا: «للمعروف ثلاثِ خصالٍ: تعجيلهُ وتيسيره وتستيره؛ فمن أخل بواحدة منها فقد بخس المعروف حقهُ وسقط عنهُ الشكر».
وللنبي ﷺ: «من عَظُمَت نعمة الله عنده عظمت مؤونة الناس عليهِ، فإن لم يقم بتلك المؤونة عرض النعمة للزوال».
وقال جعفر بن محمد: «لله خلقًا من رحمتهِ برحمتهِ لرحمته، وهم الذين يقضون حوائج الناس، فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن».
وقال الإمام علي رضي الله عنه لأصحابه: «من كانت له إليَّ منكم حاجة فليرفعها في كتابٍ لأصون وجوهكم عن المسألة».
وقيل: «من بذل إليك وجهه فقد وفَّاك حق نعمتك».
وقيل: «أكمل الخصال ثلاث: وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافأة، وحلم بغير ذل».
وقيل أيضًا: «السخي من كان مسرورًا ببذله، متبرعًا بعطائه، لا يلتمس عرض دنيا فيحبط عمله، ولا طلب مكافأة فيسقط شكره، ويكون مثله مثل الصائد الذي يلقي الحَبَّ للطائر لا يريد نفعها ولكن نفع نفسهِ».
محتويات كتاب نوادر الكرام:
- القسم الأول: في نوادر البرامكة
- الثاني: معن بن زائدة.
- الثالث: حاتم الطائي.
- الرابع: الخليفة المهدي.
- الخامس: هارون الرشيد.
- السادس: الأمين والمأمون.
- السابع: متفرقة في الكرم.