دروس من النباتات
النباتاتُ أسبقُ من البشر في الوجود، وجديرٌ بالبشر أن يتَّخِذوها مُعلِّمًا ومُرشِدًا؛ إذ يجد المتأمِّل فيها كثيرًا من الحكمة. يَطرح هذا الكتاب رؤيةً مختلفةً عن النباتات، ويُعرِّف القارئَ عليها من منظورٍ جديد؛ فالنباتات ليست بالكائنات السلبية الخاملة التي تنمو دونَ وعيٍ بذاتها أو إدراكٍ لمحيطها، بل إن العكسَ هو الصحيح. فلمَّا كانت النباتات ثابتةً في أماكنها، فإنَّ عليها أن تُحقِّق الاستفادة القصوى من بيئتها، وأن تتَّسِم بالمرونة التي تُمكِّنها من التكيُّف، ومن ثَم البقاء، وقد انعكس ذلك في نظامٍ بديعٍ مُعقَّد من الاستجابات؛ ومن أمثلة ذلك: إذا وضعتَ نباتًا محِبًّا للشمس في الظل، فستجد أنه يُطيل ساقَه مُحاوِلًا الوصول إلى الشمس. تَربط المؤلِّفةُ بين عالم النباتات واستجاباتها المعقَّدة المثيرة للإعجاب، وبين ما يُمكِن للبشر أن يَتعلَّموه منها.