نجيب محفوظ بين الفيلم والرواية
«وفي الفصل التاسع، بعد أن انتقل سعيد للإقامة في بيت نور، فإن الحوار السينمائيَّ لم يستطع أن يفلت مما كتَبه المؤلِّف بالنَّص؛ مما يعكس أن الكثير من كتَّاب السيناريو للأفلام الأولى لمحفوظ كانوا أقرب إلى التقديس بالنسبة للنَّص.»
يقدِّم هذا الكتابُ دراسة مقارنة بين العمل الأدبي ونظيره السينمائي متَّخذًا من أعمال «نجيب محفوظ» موضوعًا للدراسة لكونها الأكثرَ تجسيدًا على شاشة السينما؛ وذلك بهدف دراسة الزاوية التي نظر بها صنَّاع الفيلم إلى العمل الروائي، ومدى الالتزام بالنَّص الأدبي، والمساحات التي تمكِّن صنَّاع العمل من الولوج إلى روح العمل وفكرته واستبعادِ ما وجدوه غيرَ مؤثِّر، والاستعاضة عن بعض الأحداث بمدلولاتٍ تعبِّر عنها، ومدى التوفيق في اختيار الممثِّلين الذين جسَّدوا شخصيات «محفوظ». كلُّ هذا استطاع «محمود قاسم» رصده في كلِّ عملٍ على حِدة، بدايةً من «بداية ونهاية» — التي كانت أول أعمال «محفوظ» الروائية التي تُجسَّد على شاشة السينما — حتى رواية «قلب الليل»، فضلًا عن الأعمال التي اتَّخذت الفكرةَ عن إحدى الروايات وعالَجتها في فيلمٍ سينمائي، مثل فيلم «ليل وخونة» المأخوذ عن رواية «اللِّص والكلاب».