وصمة عار
تأتي تجربة إعادة إنتاج الأفلام
Remake في السينما العالمية، خاصة
الأمريكية، أن الجيل الجديد، لم يرَ الفيلم القديم في قاعات السينما،
وأنه من الأهمية إعادة عمل الأفلام بأطقم جديدة سواءً في الإخراج، أو
السيناريو، أو التمثيل.
وتُمثَّل أغلب التجارب التي رأيناها في الالتزام بأغلب ما جاء في
السيناريو القديم، وفي الكثير من الأحيان باسم الفيلم القديم، وهناك
سمات عديدة ليس مجال الحديث عنها هنا، لكنَّ المهمَّ في هذه التجربة أن
هناك نصًّا قديمًا أعجب الناس، ويتضمن العديد من وجوه الجمال والصدق من
أجل إعادته، وقد كانت هذه التجربة محدودة كثيرًا في السينما المصرية،
اللهم إلا في مجال الاقتباس عن النصوص العالمية.
إلا أن تجربة مصطفى محرم تستحق
الوقوف عندها في التعامل مع رواية «الطريق»، حيث إنه أضاف ألف اختلاف واختلاف (أو إضافة) إلى
السيناريو المأخوذ من الرواية، وأعطاه اسم «وصمة
عار»، وقد قام بتغيير معالم كثيرة في الفيلم، ابتداءً
بعنوانه، وأسماء أبطاله الرئيسيين والكثير من التفاصيل، وأبقى فقط على
الهيكل الشوكي للفيلم، وقد خلا العمل تقريبًا من المعنى الذي أعطاه
نجيب محفوظ لرحلة صابر الرحيمي،
وكأنه يبحث عن المطلق في عالم مزدحم، ولم يتوصل قطُّ إلى النتيجة، وقد
امتلأ الفيلم بالكثير من المفاجآت، حتى لَيكاد المرء أن يطلق على
الفيلم سمة «تخريفة» أو «هذيانة»، وذلك من خلال مشهدين بالغَي الأهمية؛
الأول هو الكابوس الذي شاهد فيه مختار
الجميعي أباه يجلس مع إلهام في الكافتريا، وتخبره أنه أبوها، وأيضًا مشهد الختام
حيث يُفاجأ في الواقع أن عشماوي الذي يضع حبل المشنقة حول عنقه هو أبوه
الذي طالما بحث عنه، دون أيِّ تبرير. وسوف نرى أن السيناريو صنع فيلمًا
موازيًا أكثر منه فيلمًا مأخوذًا عن الرواية، أو إعادة للفيلم.
قصة الرواية ذكرناها مع المقارنة بفيلم «الطريق»، لكن سوف نتوقف هنا عند الإضافات التي أحدثها
مصطفى محرم، فقد بدأ الفيلم بالمحامي بهجت، يطلب نقودًا من مختار الجميعي، للدفاع عن أمِّه
عزيزة مهران (بسيمة عمران في الأصل)، باعتبار أنها قضية دعارة، وهذا
المحامي غير موجود في الأصل، وهو يطلب ثلاثة آلاف جنيه كقسط أتعاب، وما
تلبث الأمُّ «هدى سلطان» أن تردِّد
وهي في السجن: «إن المكتب اللي فاتحه من خيري.» ويكون السؤال الذي
يطرحه الابن هو: «ازاي خدعتيني السنين دي كلها؟» باعتبار أنه لم يكُن
يعرف أنها تدير بيت دعارة، رغم معرفته بكل صديقاتها في هذا المجال،
ومنهنَّ الست نور التي أوصاه المحامي
بهجت أن يذهب إليها.
كل همِّ مختار أنه لن يجد وظيفة، أو أنه صار «صايع»، عليه أن يشتغل
إما بلطجيًّا أو قوادًا، وتردِّد الأمُّ: «فكر في مستقبلك.»
وفي أثناء الجنازة يلجأ السيناريو إلى العودة للماضي القريب جدًّا،
فالابن يذهب إلى أمِّه في مستشفى السجن، تردِّد: «كان نفسي أسيب لك
حاجة تعتمد عليها.» فيردِّد: «ما بقاش فيه غير شماتة الناس.» وتبدأ
الأمُّ في أن تبوح له بسرِّ أبيه الذي لم يكُن يعرفه، وتخبره باسمه،
رغم أن هذا الاسم موجود في بطاقة الهوية التي قدَّمها مختار للضابط،
حين تمَّ القبض عليه في بيت دعارة آخر.
اعتمد الفيلم على ميلودراما تكررت كثيرًا في الأفلام المصرية، خاصةً
القديمة، كأن تعترف الأمُّ لابنها بماضيها منذ ثلاثين سنة، وزواجها من
السيد السيد الجميعي (مثلما هو الاسم في الرواية)، وهو من الأعيان،
تزوجها بقسيمة زواج، ظلت الأمُّ محتفظة بها في سريرها في المستشفى، هي
وصورة الزفاف، لقد تمَّ ذلك منذ ثلاثين عامًا، وتردِّد الأمُّ أنها هي
التي هربت من زوجها، «كان رجل دون، ما كانش يستعناني خدامة»، جاءت إلى
الإسكندرية وهي حامل، إنه رجل غني من القاهرة، ومن عيلة كبيرة.
يدور كل هذا في الخلفية، وما إن ينتهي المشهد حتى نرى المحامي
يردِّد: إنها المرَّة الأولى التي يسمع فيها هذه الحكاية، كما أن السيد
الجميعي لم يكُن اسمًا لأحد زبائنه قط.
كل هذه المشاهد، والتالي، غير موجودة في الرواية ولا الفيلم الأول؛
حيث يذهب مختار إلى بيت العاهرة نور، ويسألها عن أبيه، وعن مشهد ساخر
لا علاقة له بأيِّ نصٍّ، تمسك نور القوَّادة صورة الجميعي، وتعرضها على
عاهراتها، وتطرق الباب على واحدة من البنات، وهي في حالة «شغل»،
وتعطِّلها عن أداء وظيفتها، كما تُريها الصورة، فتجيبها أنها لا تعرف
صاحبها، ثُم تعود لممارسة عملها، وهنا وعلى طريق الأفلام القديمة تأتي
شُرطة الآداب، وتحدث كبسة، ويمسكون بمختار، وفي قسم الشُّرطة أو
المديرية تدَّعي نور أنها كانت قعدة أخوَّة، وتكون المصادفة أن الضابط
الذي يُجري التحقيق اسمه إبراهيم السيد
الجميعي، ويقول في جدِّية: «أنت ابن السيد الجميعي!» وهنا
يبرز له البطاقة، ويقول نور بكل فخر أنه ابن عزيزة مهران.
وفي مشهد تالٍ نرى مختار يخرج في صحبة المحامي من المحكمة، ويخبره
أنه سوف يسافر إلى القاهرة بحثًا عن أبيه، وفي داخل القطار يتعرف
(مصادفةً) على إلهام، التي تعرَّف عليها في الرواية، حين ذهب لعمل
إعلان بحثًا عن أبيه، لكن هذه هي إلهام
«يسرا»، قد ظهرت له في القطار قبل أن يذهب إليها في
الجريدة، فقد أخذت مكانه، وتركها إلى البوفيه، وما تلبث أن تأتي إليه
في البوفيه لتخبره أن المقعد الذي أمامها (مصادفةً) قد خلا من راكبه،
ليجلس إليها، ويزداد التعارف، وتمنحه بطاقتها بعد أن سألها عن
الجميعي.
في الرواية لم يكُن الأمر صعبًا على صابر في العثور على فندق، فأبناء
الإسكندرية لا يعرفون في هذه الآونة سوى لوكاندات كلود بيه. وهكذا نزل
صابر، أمَّا مختار فإنه يذهب إلى أكثر من فندق مرتفع الأسعار بالنسبة
له، وفي النهاية يدلُّه صبحي على
فندق أرخص، اسمه «لوكاندة القاهرة»، وهي غير موجودة في منطقة كلود بيه،
لكنها في نصف البلد، وفي الفندق يقابل عم خليل
«محمد توفيق» الذي أدَّى دور السرياقوس في الفيلم الأول،
وزوجته كريمة «شهيرة».
في هذه المَشاهد أضاف السيناريو شخصية السمسار
فرج «يوسف شعبان» الذي سيلعب دورًا أقرب إلى دور مُشابه في
فيلم «تأمين مزدوج»؛ حيث ستكتشف في
نهاية الفيلم أن كريمة استخدمت مختار ليقتل زوجها، كي يصفو لها الجوُّ
مع عشيقٍ آخر، وذلك مثلما حدث في الفيلم الأمريكي، الذي تحوَّل بدوره
إلى فيلمٍ مصريٍّ بعنوان «من أجل امرأة».
شخصية فرج هذا غير موجودة في النصِّ الأدبيِّ، وهو يظهر في بداية
الأمر مشجعًا للزوج على أن يأخذه حقنة تجعله «أجدع من مليون حصان»،
وسرعان ما ستأتي الحقنة بنتيجة عكسية؛ حيث سيلازم خليل (٨٠ سنة) الفِراش، وستكون هذه فرصة لمختار
أن يصعد على شقَّة كريمة وزوجها لأول مرَّة؛ مما سيسهل مهمَّته
كقاتل.
والغريب أيضًا، ودون سبب أن مختار يبلغ إلهام أنه يبحث عن أخيه، وليس
عن أبيه، لكنها ستعلم الحقيقة فيما بعد دون أن تعلِّق على ذلك، كما أنه
سرعان ما سيقع في غرام كريمة، رغم
علاقته بإلهام، وهناك فارق واضح بين أنوثة كريمة، وشبقها في الفيلم
الذي أخرجه حسام الدين مصطفى، وبين
كريمة في فيلم أشرف فهمي، فهي أقلُّ
أنوثة وجاذبية، وتبدو باردة وهي تشكو لمختار وتتحدث عن ظروفها، عقب
قيام مختار بإحضار الطبيب، إذ تفاجأ بها تأتي له في غرفته بالطعام «مش
عايز تدوق أكلي؟» وتخبره عن ظروفها، وأن زوجها اشتراها كزوجة، واستغلَّ
ظروف والدتها، «اشترط أن يتزوجني بعد أن ماتت أمي.» وتردِّد أيضًا:
«عايشة معاه في عذاب كل ليلة ما لوش آخر.»
في فيلم «الطريق» حدثت الجاذبية من
النظرة الأولى، ولم تأتِ المرأة إلى غرفة الرجل ليلًا إلا بعد أن استوى
الشوق، وأبلغت عشيقها أن كل شيء تابع لمزاجها، أمَّا دخول كريمة على
مختار ومعها صينية الطعام فقد انتهى بأن تمدَّدت، دون قصد، فوق سريره،
وتتمُّ القُبلة الأولى بشكرٍ رومانسي لشخصين المفروض أنها في أشدِّ
حالات الحرمان والهيجان، وليست الرومانسية.
لم يتوقف الفيلم وسط هذه الشخصيات الزائدة، أو الأحداث الإضافية، عند
رحلة الابن الميتافيزيقية للبحث عن أبيه، فهناك مشهد الترام في فيلم
«الطريق» الذي أوحى من خلال المونتاج عن المعاناة التي عاناها مختار
بحثًا عن أبيه، وقد تعرض الفيلم لبعض حالات البحث عن الأب؛ حيث إنه
كلما رأى شخصًا له طربوش، تصوَّر أنه أبوه، حتى الأب في الكابوس، ظهر
له طربوش، وكأن كل رجال قبل الثلاثين عامًا الماضية من تاريخ إنتاج
الفيلم لا تزال الطرابيش فوق رءوسهم.
في الفيلم دخلت رحلة الباحث إلى حالة الأحلام والكوابيس، حيث يرنُّ
جرس الهاتف، ونسمع مختار يردِّد أنه سيكون عنده بعد ربع ساعة، وفي
المشهد التالي نجده يجلس أمام رجل يرتدي بدلة بيضاء، يضع الطربوش على
رأسه، له نفس ملامحه، ويبدو كأنه لا يعرف الحكاية، وأن كل الذي دفعه هو
الإعلان «لما شفت الحامل، قلت آجي أشوفك»، وما تلبث إلهام أن تظهر،
كأنها هي التي أتت به، يقوم الرجل بتمزيق قسيمة الزواج وصورة الزفاف،
فيصرخ «انت اتجننت ح تلغي وجودي.» فيردِّد الآخر بكل برود: «أنت أفَّاق
زي أمك.» ثُم نكتشف أن كل هذا المشهد كابوس.
في المشهد التالي تشعر كريمة بالغيرة بعد أن صارت عشيقة لمختار، حيث
تبلغ إلهام حين تتصل به هاتفيًّا أنه غير موجود، وحين يظهر بعد ثوان
تنكر أن شخصًا طلبه في الهاتف، وقد حدث برود في العلاقة مع إلهام عقب
نشوء علاقته الجنسية مع كريمة، فصار يراها في الكافتريا تنتظره دون أن
يدخل إليها. وفي الفيلم نجد كريمة تدلِّك ظَهر زوجها، وهو يحدِّثها عن
مختار، وقبل أن ينام يبتلع المنوم كي تكون هناك فرصة لنزول المرأة إلى
غرفة مختار.
وقد كشفت كريمة عن مشاعر الغيرة التي تستبدُّ بها، أكثر من مرَّة في
الثانية، وهي تحدِّث إلهام التي حضرت إلى الفندق أنه ممنوع صعود النساء
إلى غرفة النزلاء «حسب أوامر بوليس الآداب».
كان فرج السمسار يظهر بين الحين والآخر في الفيلم، وهو الذي يصحب
مختار في سيارته ويؤلبه دون أن يدري، ويخبره أن أباه في علم الغيب «إذا
قابلتك فرصة ما تضيعهاش، شوفلك واحدة متريشة.» ثُم يصحبه معه إلى شقَّة
للعب القمار.
ثُم تأتي الخطوة التالية؛ حيث تحثُّ كريمة عشيقها أن يقتل زوجها،
«يمكن يعيش عشرين سنة»، وتخبره أن الرجل يجب أن يموت كي تكون له وحده،
وفي هذا المشهد نكتشف أن مختار الذي أخبر إلهام أنه يبحث عن شقيقه قد
أخبر كريمة بالحقيقة، إنه يبحث عن أبيه، وهناك مشهد يدلُّ على إصرار
مختار لقتل خليل، حيث يبدو مختار وقد نسي البحث عن أبيه، ويردِّد وهو
ينظر إلى صاحب الفندق العجوز: «كفاية عليك كده يا عم خليل، بقيت أعجز
من الزمن، ثمانين سنة وزيادة، الموت راح عليك، أنا ح أخليك تنام على
طول، لازم تموت يا عم خليل.»
ورغم ذلك فإن مختار يتراجع عن هذا التربُّص، حين يأتيه الأمل أن أباه
على قيد الحياة، ويردِّد إلى العجوز أن يدعو له أن يقابل أباه، ثُم
يردِّد: «لو ما جاش التليفون كان ممكن أعمل أي غلطة.» وفي مكتب إلهام
يقف أمام الهاتف يناجيه، «رن بقى»، ويكتشف أنه تعرض لمزاح ثقيل، فيكون
هذا المزاح سببًا في تدبير خطَّة القتل التي تشبه مثيلتها في الرواية
والفيلم، لكن مع المزيد من الإطالة والتشويق؛ فهو يتسلل من البيت
المجاور إلى مسكن العجوز الواقع في أعلى الفندق، ويربض أسفل السرير في
الوقت الذي يقوم وصيف الفندق علي السرياقوس
«أحمد غانم» بتوصيل العجوز، ويدور حديث بين الاثنين،
يحدِّثه عن السبَّاك، ويتكلم عنه «علي» أنه راجل نتن، مكلبش في الدنيا،
كما يطلب العجوز من «علي» أن ينزع عنه الحذاء لإحساسه بالتعب، وبعد
انصراف «علي» يغلق العجوز الباب بالمفتاح ويبدأ في الصلاة، وطوى
المصلية، ثُم صعد فوق السرير، هنا يخرج مختار من أسفل السرير ومعه يد
الهون، وينزل به على رأسه ليهشِّمها وهو ينظر إليه.
في المشهد التالي نكتشف أن كريمة عشيقة لفرج السمسار الذي يردِّد:
«فيه حد بيحبك، وبيموت فيكي غيري؟» وقد جمعهما الفِراش، سعيدة، وتردِّد
له: «نديله قرشين يمشي بيهم نفسه، بعدما خسر فلوسه في القمار.»
ثُم يبدأ التحقيق، ويحكي للمحقِّق عن وقائع يوم القتل، والمشهد
التالي يتحدث فيه فرج إلى «علي» وعن ملابسات الجريمة، ونفهم أن كريمة
لن تستطيع إدارة الفندق، وأنه سوف يتمُّ بيع اللوكاندة لبناء عمارة؛
أيْ إن كل الأمور سارت في نطاق التنفيذ. تردِّد كريمة في مشهدٍ لاحقٍ
أنها لن توافق على البيع بسهولة؛ لأنها من ريحة المرحوم.
إلا أنها سرعان ما تكشف عن أوراقها، حين تدخل عليه، وتطلب منه أن
يترك الباب مفتوحًا «فرج جاب لي زبون، وح تاخد نصيبك.»، ثُم تخبره أن
زواجهما مستحيل «اللي باعمله ده ح يريحك، تتجوز البت اللي بتحبها، أول
ما يحصل البيع ح أديك خبر.» ثُم نعرف أن بيع الفندق سيتمُّ بعد
أسبوعين، في الوقت الذي تتوقف فيه متابعة الشُّرطة للجريمة، وفي المشهد
التالي نرى حقيبة النقود، حصيلة بيع اللوكاندة، وفرج يردِّد: «عايزين
نهيص.» ويذهب إلى بيتها، وهناك يدور حوار غير قابل للتصديق؛ حيث تتصل
كريمة بمختار وتبلغه أنها عند أمِّها، وتطلب منه أن يأتي ليأخذ فلوسه،
في ٥ ش الجلاء بشبرا، كأنما ليس هؤلاء جميعًا غير معرضين للتصنُّت،
وسرعان ما يقوم فرج بخنقها بيديه؛ أيْ إن بصماته على رقبتها، ويبلغ
الشرطة مرَّتين بأن هناك رجلًا قتل امرأة في العنوان نفسه، ويصل مختار
إلى المكان بعد أن تهرَّب من إلهام، ويردِّد لها أنه عثر على أبيه
الحقيقي، «كلها ساعة وأرجع لك.»
ثُم نرى فرج في بيته وهو يتطلع إلى النقود في الحقيبة، وسرعان ما
يتمُّ القبض عليه.
المشهد الأخير في الفيلم يدور في صالة الإعدام؛ حيث يلبس مختار ملابس
التنفيذ الحمراء، يُساق إلى غرفة الشَّنق، ويبدو متماسكًا جامد الوجه،
وفجأةً يرى رجلًا يشبه أباه، إنه عشماوي، الذي يضع غطاء التنفيذ فوق
رأسه، ثُم يضع حبل المشنقة، بينما يصرخ مختار أنه أبوه في نهايةٍ لا
نستطيع أن نؤكد؛ هل هي بمثابة كابوس مثل الذي رآه من قبلُ أم هي
الحقيقة؟ ليترك لنا الفيلم تساؤلاته على طريقة مصطفى محرم وأشرف
فهمي.