ردُّ الصاع
كان جورج ستريتر في باريس لكونه كان يأمُل أن يَلتقيَ بألفريد ديفيسون هناك وينتظر أن يحدث ذلك. كان يعلم أنَّ ديفيسون سيمكث في باريس لمدة أسبوعين على الأقل، وكان يَرغب في لقائه في شوارع تلك المدينة وليس في شوارع لندن لسببٍ معين.
كان ستريتر مؤلِّفًا شابًّا نُشِرت له عِدَّة كتب، وكان يمضي في ذلك بأفضل ما يُمكن أن يُتوقَّع منه، حتى تعثَّر فجأة. ولم تكن تلك العَثرة بعَثرة حقيقية إلا فيما يتعلَّق باعتداده بنفسه؛ ذلك أن تلك العَثرة لم تعِق مبيعات آخر كُتبه، بل بدا أنها تزيدها. وكانت تلك العَثرة غير متوقعة، ذلك أنه تلقَّى صفعةً حيث كان يتوقع تربيتًا. وكانت الصفعة قوية للغاية وفي محلِّها حتى إنها أذهَلته في البداية. وبعدها أصبحَ غاضبًا دون سبب معقول. ثم قرَّر أن يردَّ الصاع.
كان المقال النقدي الذي نُشِرَ عن كتابه في جريدة آرجوس لاذعًا للغاية، وربما ما جعله يستشيط غضبًا أكثر من أي شيء آخر هو أنه فَطنَ إلى حقيقة النقد الموجَّه إلى كتابه رغم اعتداده بنفسه. فلو أنَّ كُتبه أقل نجاحًا، أو لو أنَّه وافد جديد في معترك الكُتَّاب والمؤلِّفين، فلربما أعطى نفسه فرصة الاستفادة من الضربات الشديدة الموجَّهة إليه من قِبَل جريدة آرجوس. ولربما تذكَّر أن الشاعِر تينيسون أزالَ من إصداراته اللاحقة كلَّ أوجه الخلل والقصور التي أشارَ إليها كريستوفر نورث المبتذل، رغم أنَّ تينيسون قد ردَّ الصاع إلى كريستوفر حين نعتَه بأنَّه قديم الطراز وفَظ ومُبتذَل.
قرَّر ستريتر أنْ يردَّ الصاعَ بشيءٍ ملموس أكثر من مجرد بيت شعر ساخر. وقد أقرَّ — حتى أمام نفسه — أن للناقد كلَّ الحق أن ينتقد الأعمال الأدبية؛ فتلك هي مهمته، لكنه تذرَّع بأن الرجل الذي يتظاهر بأنه صديق المؤلِّف ويَمدح كتبه أمامه ليس له أدنى حق في أن يجيء من وراء ظهره ويكتب عنه مقالًا نقديًّا لاذعًا كالذي ظهرَ في جريدة آرجوس؛ ذلك أنَّ ستريتر عَلِمَ أنَّ ألفريد ديفيسون قد كتبَ النقدَ المنشور في جريدة آرجوس وأنه يَدَّعي بأنه صديقه، كما ادَّعى أنه يكنُّ إعجابًا شديدًا لما يؤلِّف ستريتر من كتب.
وبينما كان ستريتر يَسير في شارع دي إيتاليانز، رأى الرجل الذي كان يأمُل أن يلتقيَه جالسًا أمام أحد المقاهي؛ وبالإضافة إلى ذلك، كان مسرورًا حين وجدَ أنَّ الرجل جالسٌ مع أحد أصدقائه. التقت أعينهما، فكان التعارُف بين المؤلِّف والكاتِب متبادلًا.
قال ديفيسون: «مرحبًا يا ستريتر. متى وصلتَ إلى هنا؟»
أجابه ستريتر: «غادرتُ لندن البارحة.»
قال ديفيسون بنبرة وديَّة: «اجلس إذن وتناوَل شيئًا معنا.» ثم تابعَ حديثه قائلًا: «هذا صديقي هارمون يا ستريتر. إنه منفي ويقيم في باريس؛ ومن ثمَّ فإنه يحب أن يلتقيَ ببَني جِلْدَته.»
قال ستريتر: «في هذه الحالة، فإنه على الأرجح يعرف عادات المكان؟»
أجابه ديفيسون: «حقَّ المعرفة! لقد أصبحَ فرنسيًّا بدرجة كبيرة، لقد تسمَّمت أفكاره وفَسدت أخلاقه كثيرًا، إن كان بإمكاني تعريف الأمر على هذا النحو، حتى إنه أصبحَ مؤخرًا إما مسئولًا عن إحدى المبارزات أو شاهِدًا عليها. بالمناسبة يا هارمون، أيُّهما كان دورك؟»
أجابَه الآخر: «شاهدًا ليس إلا.»
أضافَ ديفيسون: «أنا لا أحبِّذ المبارزة، إنها تبدو لي عادة حمقاء وغير ذات جدوى على الإطلاق.»
أجابه ستريتر باقتضاب: «لا أوافقكَ الرأي. ليس هناك سببٌ يجعل التبارز غير ذي جدوى، ويبدو أنَّ هناك الكثير من الأسباب التي تُحتِّم خوضَ المبارزات. فهناك الكثير من الأشياء التي توجد في البلدان المختلفة والتي تكون أسوأ من الجرائم، لكن ليس لها حلٌّ أو علاجٌ سوى الدعوة إلى التبارز؛ إنَّها مخالفات — إنْ جاز لي التعبير — لا يُدركها القانون، كالخيانة — على سبيل المثال — حين يدَّعي المرءُ أنه صديقٌ لآخَر، ثم يطعنه في ظهره في أول فرصة تسنح له.»
أومأ هارمون بالإيجاب على هذا الرأي، فيما قال ديفيسون بنبرة مَرِحة:
«أوه، لست عليمًا بذلك! في رأيي أنَّ مثل هذه الأشياء، التي لا أشك أبدًا في وجودها، لا تستحقُّ أن نضفي عليها أهمية كبيرة بالالتفات كثيرًا إليها والاكتراث بها. ماذا ستشرب يا ستريتر؟»
قال ستريتر مُحدِّثًا النادِل الذي كان واقفًا ليأخذ طلبه: «أحضِر لي مشروب البراندي.»
وحين عاد النادِل بكوب صغير سكبَ فيه مشروب البراندي ببراعة رجلٍ فرنسي بحيث ملأ الكوب إلى درجة أنه لا يُمكن إضافة قطرة أخرى إليه، ولكن من دون أن يسمح للمشروب أن يفيض من الكوب، وهنا أخرجَ ستريتر محفظة نقوده.
صاحَ ديفيسون قائلًا: «لا، لا! لن تدفع مقابل هذا المشروب؛ أنت تشرب بصحبتي.»
قال ستريتر بأسلوب فَظ: «أنا أدفع ثمن مشروباتي.»
احتجَّ الناقِد قائلًا: «ليس عندما أدعوكَ لتناول المشروب معي. سأدفع حساب هذا البراندي.»
قال ستريتر وهو يرفع الكوب الصغير ويلقي بمحتوياته في وجه ديفيسون: «حسنٌ، خُذْه إذن.»
فأخرجَ ديفيسون منديله.
سألَه ديفيسون وقد احمرَّ وجهُه: «ماذا تعني بتصرفكَ هذا بحق الجحيم؟»
أخرجَ ستريتر بطاقته المصنوعة من الورق المقوَّى وكتبَ عليها كلمة أو اثنتَيْن.
وقال: «هَاكَ، هذا هو عنواني في باريس. إذا لم تكن تعلم ماذا أعني بتصرفي هذا، فسَلْ صديقك، يُخبرك هو بذلك.»
وبهذا نهضَ المؤلِّف، وانحنى أمام الرجلَيْن ثم رحلَ.
وعندما عادَ إلى فندقه، بعد أن تجوَّل في الشوارع ذات الإضاءة البرَّاقة، وجدَ السيد هارمون ينتظره ومعه رجلٌ فرنسي.
قال ستريتر: «لم تكن لديَّ أدنى فكرة أنك ستأتي بهذه السرعة، وإلا فما جعلتك تنتظر كثيرًا.»
أجابه هارمون: «لا بأسَ؛ لم ننتظر طويلًا. مثل هذه الأمور تستدعي تصرفًا فوريًّا. والإهانة لا تدوم إلا لأربع وعشرين ساعة، وصديقي هنا — وهو المسئول أيضًا عن المبارزة — لا يرغب في أن يحمل عليك بمشقة تكرار تصرفك هذا المساء. نحن متأكدون أنَّ لديك صديقًا على استعداد للتصرف بالنيابة عنك؛ ذلك أنَّ تصرفك بدا مُتعمَّدًا.»
فأجابَه ستريتر: «أنت محق بعض الشيء؛ لديَّ صديقان سيسرُّني أن أُقدِّمَك إليهما. لتأتِ معي من هذا الاتجاه، إذا سمحت.»
وسرعان ما جرى الترتيب للإجراءات التمهيدية، وحُدِّدَ موعد اللقاء في صباح اليوم التالي للتبارز بالمسدسات.
الآن وقد جرى تدبير كل شيءٍ، لم يبدُ الأمر سارًّا كثيرًا بالنسبة إلى ستريتر كما بدا له حين غادرَ لندن. لم يطلب ديفيسون أيَّ تبرير أو تفسير، لكن بالطبع يمكن تبرير هذا بأنَّ ذلك الناقِد الغادِر يعرف تمامًا سببَ إهانته. ومع ذلك، كان ستريتر يتوقع أنه سيتظاهر بأنه يجهل سببَ الإهانة، وأنه سيتجنَّب لقاءه للاعتذار له حين يعرف السبب.
على أيِّ حال، قرَّر ستريتر أن يمضي ليلته على أكمل وجه. فتركَ أصدقاءه ليدَّبرُوا أمر العربة وكلَّ ما هو ضروري، فيما ارتدى هو زيَّه الرسمي وذهبَ إلى جمعٍ كان قد دُعيَ إليه وسيلتقي فيه بالكثير من الرجال والنساء من أبناء وطنه في أحد الأحياء الراقية في باريس.
وبدت مُضيفته مبتهجة للغاية حين رأَتْه.
فقالت: «لقد تأخَّرتَ كثيرًا، كنت أخشى أن يكون قد وقعَ لك خطبٌ ما يمنعكَ من الحضور كليةً.»
قال ستريتر: «لا شيءَ يُمكن أن يمنعني من الحضور حين تكون السيدة وودفورد هي مُضيفتي!»
أجابَتْه السيدة: «أوه، هذا لطفٌ كبير منك يا سيد ستريتر! لكنني لن أقف هنا وأتحدث إليك هكذا؛ فقد وعدتُ الآنسة نيفيل بأنني سأقدِّمك إليها، وهي تتطلَّع كثيرًا إلى لقائك. إنها معجبة كثيرًا بك، وقد قرأت كلَّ كُتبك.»
قال ستريتر ضاحكًا: «كُتبي ليست كثيرة إلى هذا الحد، لكنني آملُ أن يكون رأيُها فيها أفضل من رأيي.»
فردَّت عليه مُضيفته وهي ترشده إلى مَنْ ستقدِّمه إليها: «أوه، جميعنا يعرف تواضع المؤلِّفين!»
كانت الآنسة نيفيل شابة بارعة الجمال، ولا شك أنها كانت مسرورة جدًّا للقاء المؤلِّف الشاب الصاعد.
قالت الآنسة: «كنت أريدُ لقاءك منذ فترة طويلة، لأتحدَّث معك بشأن كُتبك.»
قال ستريتر: «هذا لطفٌ كبير منكِ، لكن ربما ينبغي لنا أن نختار موضوعًا أكثر نفعًا كي نتحدَّث بشأنه؟»
«لستُ واثقة من هذا. لا شك أنك اعتدتَ على سماع الأشياء اللطيفة التي يقولها الناس عنك. هذا هو الحظ العاثر الذي يواجه الكثير من المؤلفين.»
أجابها ستريتر: «إنه حظ عاثر.»
ثم أضافَ قائلًا: «إنَّ ما يَحتاجه المؤلِّف هو شخصٌ يَصدُقه القولَ ويخبره برأيه بصراحة.»
قالت الآنسة نيفيل: «آه! هذا شيءٌ آخر لست واثقة جدًّا بشأنه. أعتقد أنَّ السيدة وودفورد أخبرتْك بأنني قرأتُ كلَّ كُتبك، أليس كذلك؟ فهل أضافت إلى قولها ذلك بأنني أمقتها؟»
لم يستطع ستريتر نفسه أنْ يُخفيَ ما تسبَّب به ذلك التعليق من شعور بالدهشة. فضحكَ باضطراب، وقال:
«على العكس، لقد جعلتْني السيدة وودفورد أعتقد بأنكِ أحببتها.»
اتكأت الفتاة للخلف في كرسيِّها، ونظرت إليه بعينَيْن شبه مغلقتَيْن.
وقالت: «السيدة وودفورد لا تعرف ذلك بالطبع. ليس من الوارد أن أخبرَها بأنني أمقت كُتبك وقد طلبتُ منها أن تُقدِّمني إليك. لقد سلَّمت جَدلًا بأنني أعتزم أن ألقيَ على مسامعك إطراءاتٍ وتعليقاتٍ سارَّة، في حين أنني اعتزمت أن أقول عكس ذلك تمامًا. لا أحدَ سيكون في مثل صدمة السيدة وودفورد إذا عرَفتْ أنني سأتحدثُ معك بكل صراحة، إلا لو كان هذا الشخص أنت.»
قال الشابُّ بنبرة جادة: «لست مصدومًا. فأنا أعرف أنَّ هناك الكثير من أوجه القصور في كُتبي.»
قالت الآنسة الشابة الصريحة: «أنت لا تَعني ذلك بالطبع؛ لأنك لو كنت تَعنيه لما كرَّرت الأخطاء نفسها في كتاب تلو الآخر.»
قال ستريتر: «لا يسعُ المرءَ سوى أن يبذل قصارى جهده.» وقد زاد شعوره بالانزعاج رغمًا عنه؛ ذلك أنَّ المرء لا يستطيع أن يتحدَّث بلطفٍ مع صديقه الصريح. ثم أردفَ قائلًا: «لا يسعُ المرءَ سوى أن يبذل قصارى جهده، كما قال هوبرت الذي شنَّ جَدُّه حربًا على هاستينجز.»
أجابته الآنسة نيفيل: «بلى، لا يسعُ المرءَ سوى أن يبذل قصارى جهده، وإنْ كان ينبغي لنا أن نتذكَّر أنَّ الرجل الذي قال هذه الجملة قد قالها قبل أن يُهزَم مباشرةً. يراودني الشعور بأنكَ لا تبذل قصارى جهدك، وأنك لن تبذل قصارى جهدك حتى يأتي شخصٌ بغيض مثلي ويَتحدَّث معك حديثًا صريحًا مفيدًا.»
قال ستريتر: «ابدئي الحديث الصريح؛ فأنا مستعدٌّ وأتوق إلى سَماعه.»
«هل قرأتَ المقال النقدي الذي نُشِرَ في جريدة آرجوس عن كتابك الأخير؟»
قال ستريتر وهو مذهولٌ بعضَ الشيء: «هل قرأتُه؟» وقد جالت بخاطره فكرة اللقاء المُرتقَب الذي كان قد نسيَ أمره للحظة. ثم أضافَ: «أجل، لقد قرأتُه؛ وحظيتُ بشرف لقاءِ الشخص الذي كتبَه هذا المساء.»
انتفضت الآنسة نيفيل في كرسيِّها حتى إنها كادت تَقفز عنه.
وقالت: «لم أكن أريد أن تعرفَ بذلك! مَنْ أخبرك؟ كيف عرفت أنني أكتبُ مقالاتٍ نقدية لجريدة آرجوس؟»
صاحَ ستريتر وهو مشدوه: «أنتِ! أتعنين أنكِ أنتِ مَنْ كتبتِ ذلك المقال النقدي؟»
غاصَت الآنسة نيفيل في كرسيِّها وهي تتنهَّد.
وقالت: «هَاكَ، وكما يقول الأمريكيون، لقد كشَفَني اندفاعي. في النهاية، لم تكن تعلم أنني الكاتِبة؟!»
«كنتُ أعتقد أنَّ ديفيسون هو كاتِب المقال. لقد عرفتُ ذلك من أرفع المسئولين.»
قالت الآنسة نيفيل ضاحكة: «مسكين ديفيسون! إنه أحد أفضل أصدقائك وأكثرهم إخلاصًا، وأنا كذلك، ولهذا السبب أرى في الحقيقة أنني صديقتُك أكثر من السيد ديفيسون؛ ذلك أنني أُومن أنَّ باستطاعتك أن تُبليَ بلاءً حسنًا، في حين أن السيد ديفيسون غبيٌّ بما يكفي ليعتقد بأنك تُبلي بلاءً حسنًا بالفعل.»
وعندما بلغ الحديث بينهما هذا المَبلَغ، نظرَ ستريتر في ساعته على عجل.
قالت الآنسة نيفيل: «آه! أرى أنَّ المحادثة لا تروقُك. ستَتذرَّع بأنَّ لديك موعدًا، وكأنَّ الوقت مناسب لأي موعد في هذه الساعة المبكرة من الصباح.»
قال ستريتر: «لكنني لديَّ موعد بالفعل؛ ولا بد أن أُودِّعكِ الآن. لكنني أؤكِّد لكِ أنني قد أبصرتُ حقائقَ الأمور الآن، وأنني تعلَّمتُ الليلة دَرسًا لن أنساه. وآملُ أن تمنحيني شرف لقائكِ مرة أخرى واستكمال هذا الحديث. ربما حينها أخبركِ بسبب رحيلي الآن.»
وجدَ ستريتر أصدقاءَه في انتظاره. كان يعلم أنَّ محاولة الالتقاء بديفيسون قبل هذا اللقاء لم تكن بمُجدية. فقد كان أمامهم طريقٌ طويل ليقطعوه، وحين وصلوا إلى نقطة اللقاء كانت خيوطُ النهار الأولى قد لاحَتْ في الأفق، وقد وجدوا الفريقَ الآخر في انتظارهم.
أخذَ كلُّ رجلٍ مكانه والمسدس الذي أُعطيَ إياه. وحين صدحت كلمة «أطلِق!» أنزلَ ستريتر يدَه إلى جانبه. ووقفَ ديفيسون ومسدسه لا يزال مُشهَّرًا في وجه ستريتر، لكنه لم يُطلق النار.
قال ديفيسون: «لماذا لم تُطلق النار يا جورج؟»
عنَّف هارمون صديقه في تلك اللحظة، وقال بأنه يجب ألَّا يتكلَّم مع الخصم الآخر إلا من خلال شاهِد المبارَزة.
قال ديفيسون في نفاد صبر: «أوه! أنا لا أفهم قواعد هذه اللعبة السخيفة!»
تقدَّم ستريتر خطوة نحو الأمام.
وقال: «إنما أردتُ أن أمنحك فرصة إطلاق النار عليَّ إذا كنتَ تُريد أن تفعل ذلك، والآن أريد أن أعتذر منك لما بدَرَ مني من تصرُّف في المقهى. أتصوَّر أنه يُمكنني القول بأنني فعلتُ ما فعلت نتيجة سوء فهمٍ من جانبي، وأنا على استعداد لفعل أي شيءٍ لتعويضك عن ذلك.»
قال ديفيسون: «أوه، لا بأسَ! لستَ في حاجة لقولِ المزيد. أنا راضٍ تمامًا الآن. لنَعُدْ إلى المدينة؛ فالجو بارد نوعًا ما هنا.»
قال هارمون وهو يتنهَّد: «ولا يزال الإنجليز لديهم من الجرأة والوقاحة ما يجعلهم يتحدَّثون عن المبارزات الفرنسية!»