الولد الشقي في المنفى
«هل أصبحتُ جثَّةً إلى هذا الحد؟! ولكني أُصبح جثةً بالفعل لو ارتضيت هذا الوضع. إذن لا بُدَّ من الهجرة وإلى أي مكان. حتى لو اضطرتني الظروف إلى العمل حمَّالًا في الميناء أو عاملَ نظافةٍ في الطريق العام.»
في هذا الكتاب، يقص علينا الكاتب الكبير «محمود السعدني» أحداث الفترة العصيبة التي أعقبت خروجه من السجن في عهد الرئيس «السادات»؛ فقد فُصِل من عمله، وأُغلِقت في وجهه جميع أبواب الرزق، فلم يجد بُدًّا من اللجوء إلى منفًى اختياري دام قُرابة تسع سنين قضاها بين عدة عواصم أوروبية وعربية، مثل: لندن والدوحة وأبو ظبي وبيروت وطرابلس، وعمل في صحفٍ ومجلاتٍ عربية، مثل: «دار الوحدة» و«السفير»، وقابل عددًا من الرؤساء العرب مثل «معمر القذافي» الذي أحسن وِفادته في طرابلس. وخلال تلك السنوات نجح «السعدني» في إصدار مجلة أسبوعية من منفاه في لندن حملت عنوان «٢٣يوليو»؛ لتكون لسان حالٍ للمعارضة، ونصيرًا للقضايا الوطنية. ورغم منع تداول المجلة في مصر، فقد استطاع «الولد الشقي» النهوض بها حتى صارت أهم مجلة عربية تَصدر في لندن، وتَضخَّم توزيعها في العالم العربي.