قفاز في العين الكبريتية!
– إنهم يتعقبوننا قبل أن نبدأ.
– ألا تُلاحظون أننا مطالبون الآن بالبحث عن صائد الحيتان … وعالم الفضاء!
– ولماذا لا تضيف الرجل الأصلع؟
– و«لورانس» أيضًا … ربما يكون له دور في هذه الألغاز!
دار هذا الحوار بين الشياطين الأربعة، والسيارة تنهب بهم الأرض في طريقهم إلى السهل البركاني …
سأل «عثمان»: ولكن ما دور «جونز» في هذا كله … أو ما صلته بعالم الفضاء؟
صاح «أحمد»: فعلًا … ملاحظة جديرة بالاهتمام …
ساد الصمت لحظة قبل أن تتوقف السيارة التي استأجرها «أحمد» لهذا الغرض، وفرد خريطة للمنطقة … كان هناك تحذير على جانب من الطريق يُشير إلى أنَّ هذه المنطقة خطرة بالنسبة لسير السيارات …
أخرج «بو عمير» و«فهد» زَحَّافات التزحلق، وبدأ الأربعة في ربط الزحافات وانطلقوا … كان السهل مليئًا بصخور بركانية سوداء تحيط بها من بعيد جبال الثلج الأبيض …
اعترضت طريقهم بعض الصخور الضخمة، وفجأة صاح «عثمان»: رجل صغير … انظروا!
توقفوا لحظة فلم يتبينوا أحدًا، قال «أحمد»: ما هذا؟ … لعله خيالك!
قال «عثمان»: صدقني … لقد لمحت شخصًا وراء هذه الصخور.
ولكن البحث لم يُسفر عن شيء، وبعد مسيرة قليلة لاحظ «أحمد» وجود آثار لسيارة أو ما يشبه ذلك …
قال «فهد»: لعلها آثار العربة التي يستقلونها هنا على الثلج.
بو عمير: أعرف هذه العربة … ولكنها ليست بهذا الاتساع، ولكن ما هذا؟
تطلَّع الجميع إلى عمود من الدخان، وعندما اقتربوا من مصادر الدخان، قال «فهد»: رائحة كبريت … لعلها عين كبريتية!
كانت حفرة مُتَّسعة تغلي بالحامض ويرتفع صوتها، وكان الجو ممتلئًا برائحة الكبريت … فأدار «أحمد» نظره، وصاح فجأة: أين فهد!
ولكن لم يسمع ردًّا؛ فقد كان صوت غليان العين والحامض المندفع منها يهدر في صخب، فأسرع «أحمد» يتبعه «عثمان» و«بو عمير» يدورون حول العين … وفجأة لمح «عثمان» فردة قفار قريبًا من حافة العين الكبريتية، فالتقطها … ولكن أين «فهد»؟ … هكذا سأل نفسه وهو يبحث عنه.
وكما اختفى «فهد» فجأة … ظهر فجأة …
صاح «أحمد»: لقد ظنناك سقطت في العين!
فهد: آسف … لقد كنتُ أختبر شيئًا!
سأل «بو عمير»: ترى … من هو صاحب القفاز؟
كان نفس السؤال يطوف برءوس الأربعة … هل يمكن أن يكون صاحبه عالم الفضاء المفقود «جاك»؟
سأل «أحمد»: متى أمطرت السماء ثلجًا آخر مرة؟
عثمان: «بو عمير» خبير بهذا الجو الثلجي.
بو عمير: أعتقد منذ ثلاثة أيام.
أحمد: إذا كانت السماء قد أمطرت ثلجًا منذ ذلك الوقت … فهذا معناه أن الكابتن «جاك» قد عاد إلى هنا بعد ذلك … هذا إذا كان هو صاحب القفاز … فلماذا عاد يا ترى؟
فهد: وكيف تتأكد من حقيقة صاحب القفاز؟
عثمان: ربما يُساعدنا في ذلك «لورانس» الجيولوجي الأمريكي.
بو عمير: ولكننا لم نعرف بدقة متى اختطف العالم الأمريكي … ربما في هذا التاريخ.
أحمد: تقصد منذ أيام قليلة؟
فهد: ولماذا لا يكون هذا القفاز للتمويه … وتكون عملية الاختطاف قد تمت في مكان آخر؟
أحمد: هذا محتمل جدًّا!
فهد: ورُبَّما يكون مختطفوه عادوا به؛ ليدلَّهم على معلومات معينة.
أحمد: ومحتمل أن تكون الآثار التي تركناها منذ برهة … للطبق الطائر.
عثمان: وهل تصدق ذلك يا «أحمد»؟
سكت «أحمد» ولم يجب … لم يكن هناك مَفَرٌّ من العودة إلى الفندق، وهناك كانت تنتظرهم أخبار جديدة. لقد وصل رد على الإعلان …
كانت البرقية من رجل يُقيم في المنطقة الجنوبية، لم يحدد بلدة إقامته، ويقول إنه «جونز بيكلي» … وفحص «أحمد» البرقية بدقة، ولم تكن صادرة من «توركو» أو من أي جهة، فلم يجد سوى بعض الكلمات المطموسة، وسطر في البرقية يقول فيها إنه في انتظارهم في مكان قريب، وذكر عنوانًا في المدينة يقولُ إنه سوف يصل إليها محددًا الساعة الثامنة مساء اليوم التالي … فقال «أحمد» متسائلًا: ولماذا لم يحضر بنفسه إلى هنا؟ … لو علمت أنَّ لي مالًا في مكان لتوجهت إليه فورًا …
وسكت «أحمد» لحظة ثم قال: ولماذا لا نسبق الأحداث ونطير إلى «توركو» هذه؟