متفرقات
إلى الأستاذ مكرم١
يا من أسى جرح مصر في ضمائرها
جِراحُ جسمك تأسو مصرُ شكواها
إذا شكا مكرمٌ فدَّته أمته
كما رعاها وحيَّاها وفدَّاها
الله والنيل قد صانا وقد عرفا
من ليس يعرف إلَّا النيلَ واللهَ
تهنئة
ولدي في البيان والأدب
تلك قُرْبى من أكرم القُرَب
كن أبًا واستمع نداءك من
كلِّ نجل بذلك اللقب
فإذا حفَّك البنون بما
شئت من بهجة ومن لعب
وإذا ما بلغت في عقب
فوق ما قد بلغت في نسب
وإذا ما ارتقيت في رتب
أبدًا ترتقي إلى رتب
كان لي الفخر أن دعوتك: يا
ولدي، أو دعوتني بأبي
إنَّ في حافظٍ٢ لمفخرةٌ
لذويه وصحبه النجب
تقريظ
لك شعر يحكي سريرة نفس
رُكِّبت من صراحة ونقاء
جُبلتْ كالفراش في أمة الطيـ
ـر خفوقًا بين الندى والضياء
واستوت في الحياة فوق جناح
مستطار الخطى رقيق الغشاء
فتعهَّدْ حدائق الشعر والْبَس
حلل الروض، واطَّلع في السماء
وانشدِ النور في جوائك واطلب
بعدها الشمس في رحيب الفضاء
أنت يا طاهر٣ الفؤاد جدير
من محبيك بالرضا والثناء
لك يومٌ موفٍ بأجمل سعي
وغدٌ مقبل بخير رجاء
أسود يلتحي
أليس كَفَى هذا السواد فزدتَه
سواد غراب في لحاك معلق؟
سريت برأس لا حدود لوجهه
فما زال فيه الليل بالليل يلتقي
ألا فانتظر حتى تشيب فقد ترى
سوادك محفوفًا بأبيضَ مشرق
وأخلقُ أن يرتادك الشيب حالكًا
على حالكٍ، لو كان يجري بمنطق
نبوءة٤ أو وسواس
يا نبيِّي العزيز! أنت نبيٌّ
غلبته وساوس الشيطان!
غلبته الشكوك لا عن بيان
ناطق بالهدى، ولا برهان
موجسًا من خيانة في ثنايا الغيـ
ـب، والغيب صارم الكتمان
دلَّه حدسه عليها وما دلـْ
ـلَ على موضع لها أو زمان
أو على آثم جناها وأخفى
سرَّها عن رقيبه اليقظان
قل لنا السرَّ كلَّه يا نبيِّي
أو فها نحن في الهوى سيان
أعرف الناس خائنين فهلا
زدت شيئًا عليَّ في العرفان
يا نبيِّي، فاشرح لنا أنت ما قد
كان، لا ما يكون في الإمكان
البيلا٥
البيلا. البيلا. البيلا
ما أحلى «سُلب البيلا»
•••
هاتوا البيلا واسقوني
هاتوا البيلا. داووني
الطب «وديني» يوصيني
بالبيلا، تحيا البيلا!
البيلا. البيلا. البيلا
ما أحلى البنت البيلا!
•••
ما لي وما للشيكولاتا
تمشي لي تاتا تاتا
بطلٌ مثلي هيهاتا
بالحلوى ينسى البيلا
البيلا. البيلا. البيلا
أبدًا لا أنسى البيلا
•••
يوم رضاعي خدعوني
بالبيلا لم يرووني
من ثديٍ لا تسقوني
اسقوني، اسقوني البيلا
البيلا. البيلا. البيلا
هاتوا لي كأس البيلا
•••
أخطف كأسي بالكفين
خطف المفطوم الثديين
إن أغمض عينيه الثنتين
فتحت عيني البيلا
البيلا. البيلا. البيلا
«نور العينين» البيلا
•••
بالبيلا كنت حكيمًا
أرضى بالمر عليمًا
طمعًا في الصبر وفيما
يحلو من وعد البيلا
البيلا. البيلا. البيلا
ما أحلى وعدَ البيلا!
•••
قالوا السكران العربيد!
عربيد أنا بالتأكيد
أرقص، وأغني، وأجيد
في ساعة «سلب البيلا»
البيلا. البيلا. البيلا
غنوا في نخب البيلا
•••
لقبي في صحبي «هِمَّا»
ظلموني في اسمي ظلما
إن نادوا البيلا يومًا
أغلط في اسمي والبيلا
يحيا «هِمَّا» والبيلا
البيلا. البيلا. البيلا
١
وجهت إلى الأستاذ النابغة «مكرم عبيد» حين إجراء العملية الجراحية في
المستشفى القبطي.
٢
قيلت في تهنئة الأديب المهذب «حافظ جلال» بخطبته.
٣
هو الشاعر الأديب: «طاهر الجبلاوي»، والأبيات نظمن في تقريظ ديوانه
«ملتقى العبرات».
٤
تنبأ أحد المصدقين بقراءة الأفكار عن بعد أن هناك خيانة ستقع دون تعيين
المكان وشخص الخائن، والشاعر يقول في هذه القصيدة: إن هذه النبوءة لا تعدو
القول بأن الخيانة موجودة في الناس، وهذا شيء نشترك في علمه أجمعين.
٥
البيلا: أي البيرة … والقصيدة منظومة في طفل صغير تعبت معدته فوصف له الطبيب
مقدارًا قليلًا جدًّا من الجعة يشربه بين حين وآخر، فألِفَ الطفل الجعة
واستطابها وأصبح يهش لها ويؤثرها على الحلوى والفاكهة. وفي القصيدة تمثيل له
على هذه الحالة يجمع نقيضي أمره؛ فهو يتكلم تارة كأنه رجل كبير وتارة كأنه طفل
صغير.