آثرت الحرية
«أمَّا الآن وقد انتهت الحرب بنصرنا، فإني أرى من الواجب المفروض عليَّ أن أتحدَّث لأكشفَ عن كل شيء، ولأكشفَ عنه بأعظم ما أستطيع من الصراحة والقوة، ومن أجل ذلك وضعتُ هذا الكتاب.»
انشقَّ «فيكتور كرافتشنكو» عن الحزب الشيوعي بعد خمسة عشر عامًا من الانضمام إليه، تَرقَّى خلالها في المناصب حتى أصبح رئيسًا لقسم الذخائر في مجلس وزراء الجمهورية الاشتراكية السوفييتية المتحدة، وقد استغلَّ زيارته للولايات المتحدة عامَ ١٩٤٤م في مهمةٍ رسمية وأعلن انشقاقَه عن نظام «ستالين» مُفضِّلًا الحرية، وقرَّر أن يكتب هذا الكتابَ عن جرائم الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي آنذاك، وهو ما عايَشه بنفسه بوصفه أحدَ رِجالاته البارزين. وكما أن لصاحب الكتاب مغامرةً مثيرة، فللكتاب أيضًا قصةٌ مثيرة مع المحاكم الفرنسية؛ حيث ادَّعت مجلة «ليتر» أن الكتاب مِن صُنع المخابرات الأمريكية مُستغِلةً انشقاق «كرافتشنكو»، لكنه كسب القضية في النهاية وأثبت أنه صاحبُ الكتاب، غيرَ أنه قد أُصِيب بصدمةٍ من جرَّاء تَعامُل «الديمقراطية الأمريكية»، وأحسَّ بفشله وانعزل، ثم أطلق النار على نفسه في منزله بنيويورك عامَ ١٩٦٦م.