النهاية الغريبة!
قام «مصباح» بالاتصال فورًا ﺑ «أحمد» … وروى له التفاصيل، قال «أحمد»: لم أتوقع أن تكون المسألة بهذه السهولة!
مصباح: إنهم جميعًا في حالة سعار … كلٌّ منهم يحاول الحصول على الغنيمة!
أحمد: سنكون عند منتصف الليل غدًا عند الطرف الشمالي للجزيرة حيث قلعة الشيطان!
مصباح: لا تتدخلوا إلا إذا طلبنا ذلك!
أحمد: اتفقنا!
عاد «مصباح» إلى زملائه، وكان «روكي» منهمكًا في اللعب، فأخذوا يتفرجون عليه، حتى أشرفت الساعة على الواحدة صباحًا فقام قائلًا: هل قضيتم وقتًا ممتعاً؟
رد «رشيد»: الممتع أن نتفرج عليك وأنت تلعب … إنك ماهر جدًّا في اللعب، وقد كسبتَ مبلغًا كبيرًا!
روكي: غدًا ستحصل على أضعاف أضعاف المبلغ … سوف يدفع «كارلو» لكلٍّ منا نحو ٥٠ ألف دولار!
عادوا إلى قلعة الشيطان، وفي صباح اليوم التالي، بدت حركةٌ نشيطة في مقر العصابة، كان رجال القواد الثلاثة يركبون السيارات … وبعد نحو ساعة لم يعد في المكان إلا رجال «كارلو» وبينهم الشياطين الثلاثة … وبعض الحراس من الفرق الأخرى.
عقد «كارلو» اجتماعًا لرجاله … قال: إن «باتشينو» سيحاول الهرب هذه الليلة ومعه ثروةٌ تقدر بأكثر من ٥٠٠ مليون دولار نقدًا وسبائكُ ذهبية … إن مهمتنا هي الحصول على هذه الثروة بأي ثمن!
روكي: لم تعد هناك مشكلة!
كارلو: إنك لا تعرف … «باتشينو» … إنه ثعلبٌ ماكر، وقد يكون قد دبر خطةً ما … علينا أن نكون حذرين!
روكي: طبعًا!
كارلو: سأكون بجواره من أول الليل … وعندما يذهب في غيبوبة، نكون في منتصف الليل تمامًا، وعليكم أن تجمعوا كل الموجودين من الفرق الثلاث … ثم أقيموا المتاريس خلف الأبواب!
روكي: وأين توجد النقود؟
كارلو: هذه ليست مشكلتك … إن كل واحدٍ فيكم سيحصل على ٥٠ ألف دولار … وسوف أذهب إلى «لاس فيجاس» وأنتظر من يشاء أن يلحق بي هناك!
مرت الساعات بطيئة، هبط الظلام … وأخذ رجال «كارلو» يُحكِمون الحصار حول بقية الرجال … وكان الشياطين الثلاثة يحرصون على أن يكونوا على مقربة من المقر الرئيسي في «قلعة الشيطان»، وهو مبنًى مرتفع يشبه القلعة حقًّا … وله ميناءٌ صغيرٌ خاص، لاحظ الشياطين أن ثمة يختًا فاخرًا يقف فيه على أهبة الاستعداد للإبحار.
وكان الشياطين الثلاثة يتنقلون في المكان، وكلٌّ منهم يحمل مدفعًا رشاشًا خفيفًا، ولكنه ممتاز من نوعٍ خاص … وانتهز «رشيد» فرصة أنه قريب من باب الميناء الصغير، ودخل وشاهد مجموعة من الرجال تنقل صناديق وحقائب مغلقة، لم يشكَّ لحظةً واحدة أنها تخصُّ «باتشينو» … المريض … وأن الرجل يستعد للإبحار فورًا …
عاد «رشيد» مسرعًا إلى ساحة القلعة، واقترب من «باسم» و«مصباح» وهمس لهما بما حدث، وقال «باسم»: يجب أن نعدِّل الخطة فورًا … وبدلًا من الاشتراك في هذه المذبحة تعالوا نقتحم القلعة!
رشيد: سنلتقي به … فالساعة الآن الحادية عشرة والنصف وأعتقد أنه قريب!
تسلَّل الثلاثة إلى داخل القلعة، ولم يشكَّ فيهم أحد … فهم من رجال «كارلو» المسئول عن حماية القلعة في غياب بقية الرجال.
أسرعوا يصعدون السلالم الداخلية المهجورة التي لا يستخدمها أحد … وفي كل دور كانوا يبحثون خلف الأبواب المغلقة عن «باتشينو»، وفجأة في الدور الرابع شاهدوا أحد رجال «كارلو» يتسلل بجوار أحد الأبواب … اقترب منه «رشيد» في هدوء، ثم ضربه ضربةً قوية، وقبل أن يسقط على الأرض حمله «مصباح» وألقاه في إحدى الغرف وأغلق الباب … ثم اقترب الثلاثة من الباب الذي كان الرجل سيدخل منه، وأدار «باسم» الباب في بساطة وفتحه وظهر على الفور فراشٌ كبير ورجل يجلس فيه وقد بدا عليه الإعياء الشديد … وكان «كارلو» يقف بجوار الفراش ورجلٌ يعدُّ ثياب «باتشينو» وكان «كارلو» يقول: إننا لم نعرف أين ستذهب أيها الزعيم!
ردَّ «باتشينو» في صوتٍ واهن: سأذهب إلى جزيرة «برميودا» ومن هناك سوف أركب باخرة لعبور المحيط … سأترك لكم العصابة كلها، وأعمالي الكثيرة … وقد تركنا وصية لكم بتقسيم العمل …
عندما فتح «باسم» الباب نظر «كارلو» إليه؛ صاح بوحشية: ماذا تفعل هنا أيها الوغد؟!
قال «باسم» بهدوء: هناك مشكلةٌ عاجلة يا سيدي القائد … إنهم يريدونك حالًا!
خطا «كارلو» إلى الباب بسرعة، وهو يسبُّ ويلعن، ولم يكد يغادر الباب حتى انقضَّ عليه «مصباح» و«رشيد» وتمكَّنا منه ففقد وعيه، وألقياه مع زميله … ثم اقتحما الغرفة.
قال «باتشينو»: من أنتم؟
رد «رشيد» بحسم: ستأتي معنا!
وفي نفس الوقت كان «مصباح» قد ضرب الذي يعدُّ الثياب فألقاه أرضًا … وقال: ستأتي معنا وستقول لرجالك ألا يتعرضوا لنا، وإلا ستهلك!
سار الرجل معهم وهو يرتجف، نزلوا في مصعدٍ خاصٍّ موجود داخل الغرفة، ووجدوا أنفسهم على حافة الميناء الصغير … وكان «باتشينو» يشير للرجال أن يوسعوا الطريق ودخلوا اليخت، وطلبوا من بقية الرجال مغادرته. تحت تهديد المدافع … ثم أدار «مصباح» المحرك، وانطلق القارب إلى عرض البحر.
ولم يبتعدوا عن المكان بأكثر من خمسة كيلومترات حتى وجدوا قاربًا ضخمًا يطاردهم، ويطلق عليهم كشافات النور … ظنوا أنه من قوارب خفر السواحل المسلحة أو من رجال العصابة … ولكن الصوت الذي طلب منهم التسليم عرفوه على الفور … كان صوت «عثمان» الذي يعرفونه جيدًا …
توقفوا تمامًا واقترب منهم اليخت … وقفز «أحمد» ووراءه «عثمان» وكلٌّ منهما يحمل مدفعًا رشاشًا، فصاح «رشيد» ضاحكًا: إننا نستسلم دون قتال!
أحمد: معقول أننا لم نسمع طلقةً واحدة!
رشيد: هذه أغرب نهاية لمغامرة … لقد استولينا على كنز «باتشينو» و«باتشينو» نفسه دون أن نطلق رصاصةً واحدة!
أحمد: هيا بنا نبتعد … إن رجال العصابات كلهم سوف ينطلقون في أعقابنا؛ فمعنا كنز من النقود والذهب يسيل له لعاب أمثال هؤلاء الذئاب …