عبيد بن الأبرص

مكانته في الشعراء

عدَّه ابن سلام في الطبقة الرابعة وقرنه بطرفة بن العبد وعلقمة بن عبدة التميمي وعدي بن زيد العبادي، قال: وعبيد بن الأبرص قديم عظيم الشهرة، وشعره مضطرب ذاهب لا أعرف له إلا قوله:

قال: ولا أدري ما بعد ذلك. وقال الجاحظ: إن عبيدًا وطرفة دون ما يقال عنهما إن كان شعرهما ما في يد الناس فقط، وقد أشار أبو العلاء المعري إلى اختلال بائيته بقوله:

شيء من أخباره

وسبب قوله للشعر أنه كان محتاجًا، ولم يكن له مال فأقبل ذات يوم ومعه غُنَيْمَة له، ومعه أخته مأوية ليوردا غنمهما، فمنعه رجل من بني مالك بن ثعلبة وجبهه أي قابله بما يكره، فانطلق حزينًا مهمومًا للذي صنع به المالكي حتى أتى شجرات، فاستظل تحتهن فنام هو وأخته، فزعموا أن المالكي نظر إليه وأخته إلى جنبه فقال:

ضاويًا أي ضعيفًا، والعرب تزعم أن نكاح القرائب مثل بنات العم والخال ونحوها يضعف الابن، فكيف بالأخت! فسمعه عبيد فرفع يديه، ثم ابتهل فقال: اللهم إن كان فلان ظلمني ورماني بالبهتان فأدلني منه — أي اجعل لي منه دولة — وانصرني عليه. ووضع رأسه فنام، ولم يكن قبل ذلك يقول فأتاه آتٍ في المنام بكبة من شعر حتى ألقاها في فيه، ثم قال: قم. فقام وهو يرتجز ويتغنى ببني مالك، وكان يقال لهم بنو الزنية:

ثم استمر بعد ذلك في الشعر، وكان شاعر بني أسد غير مدافَع، وأدرك حجر أبا امرئ القيس.