مساجلة أدبية
مقدمة
تُعَدُّ هذه الوثيقة من أروع ما كُتِب في الأدب المصري القديم في عهد الدولة الحديثة، وتدل الشواهد على أنها كُتبِت في النصف الأول من الأسرة التاسعة عشرة؛ فقد وجدنا أن رعمسيس الثاني قد ذُكِر فيها عدة مرات، وقد عُثِر على عدة «استراكا» وقِطَع من البردي كُتِب عليها أجزاء من هذه المناقشة، وتاريخها كلها لا يتخطى منتصف الأسرة العشرين، على أن مجرد الاقتباس منها في هذا العصر لدليل ناطق على انتشارها في مدارس عهد الرعامسة.
ولكن مما يُؤسَف له أن الوثيقة في صورتها التي وصلت بها إلينا لا يمكن ترجمتها ترجمة مرضية إلى أية لغة حديثة، حتى ولو كنَّا أكثر تمكُّنًا من مفرداتها مما وصلنا إليه الآن، والوثيقة كما هي غامضة في كثير من جُمَلها؛ وذلك لجهلنا لكثير من مرامي الكلمات الحقيقية، وقد زاد الطين بلة تعدُّد الفجوات التي في الورقة، والأغلاط التي في المتن نفسه.
ولكن على الرغم من كل هذا سيجد القارئ الشرقي في هذه المناقشة لذةً لا يشعر بها القارئ الغربي الذي لا يمكنه أن يتذوَّق تمامًا ما فيها من النكات والمداعبات، فضلًا عن أنها تعرض أمامنا سلسلة صور هامة عن العالم المتمدين في هذا العصر، وبخاصة في موضوع الرحلة في فلسطين، وإنْ بُولِغَ في تصويرها ووصفها.
وقبل سرد ملخَّص هذه الوثيقة يجب أن نعرف هنا أن مؤلِّفَها يُدعَى «حوري»، وأن خصمه يُدعَى «أمنموبي»، وقد اتفقت جميع النسخ التي وقعت تحت أيدينا على هذه التسمية.
ملخص المناقشة
كان الكاتب «حوري» من حَمَلة الأقلام، وكان موظفًا في الإصطبلات الملكية، وقد كتب لصديقه «أمنموبي» كتابًا تمنَّى له فيه الفلاح والحياة السعيدة في الدنيا والآخرة.
وقد ردَّ عليه «أمنموبي» مُظهِرًا أسفه لهبوط مستوى كتابة صديقه، مع عجز «أمنموبي» عن الانفراد بالرد عليه، واستعانته بكثير من المساعدين.
وعندئذٍ قام «حوري» بدوره يُصلِي مساجِلَه «أمنموبي» قوارصَ الكَلِم، ولاذع التهكُّم، مصرِّحًا بعجزه مرة، ومكنيًا أخرى، متتبعًا ما عالَجَه «أمنموبي» من الأمور، ومُظهِرًا ما فيه من النقص. ولم يكن «أمنموبي» بالكاتب المتحفظ الذي يلتزم أدبَ التراسُلِ والمساجَلَة، فإنه حذف السلام العادي من صدر رسالته، وعبَّر عن احتقاره لمقدرة «حوري» وتمكُّنه من مادته، فما كان من هذا الأخير إلا أن تهكَّمَ عليه ما وسعه التهكُّم، وسرد أمثلة عدة لأناس وصلوا إلى أعلى المراتب مع ما فيهم من نقص عقلي وجسمي، وفي ذلك تعريض «بأمنموبي» الذي وصل إلى مرتبة سامية على غير كفاية رزقها. واندفع «حوري» يرد هجمات «أمنموبي» بقسوة لاذعة، وطلب أن يحكم بينهما الإله «أنوريس»، وتابع تحديه لزميله بأن ينفرد بحل مسألة حسابية تتناول بناء مطلع، أو نقل مسلة، أو إقامة تمثال ضخم، أو غزوة لبلد أجنبي وما تتطلبه من المؤن والذخائر.
وعندئذٍ ادَّعَى «أمنموبي» أنه يحمل لقب «ماهر»، فاتخذ «حوري» من هذا الادعاء مادة لإثبات عجز منافسه وجهله، فسرد على «أمنموبي» عددًا عظيمًا من بلدان شمال سوريا التي يجهلها، وصوَّرَ له المتاعب التي سيتعرض لها في حياته بحمله هذا اللقب، ثم سأله ساخرًا من ضآلة معارفه عن بلاد فينيقية، والبلاد التي إلى الجنوب منها، وبلاد أخرى كان يختلف (الماهر) إليها، ثم تصوَّرَ «أمنموبي» في صورة خيالية يقاسي فيها تجاريب الحياة التي يسبِّبها له هذا اللقب، فيتعرَّض لاختراق أقاليم جبلية، ولمخاطر الحيوان المفترس، ولتحطيم عربته، ثم وصوله إلى يافا، وإصلاح العربة وابتداء رحلة جديدة.
ولم يكتفِ بذلك «حوري»، بل واصَلَ استجواب صديقه عن أسماء الأماكن التي تقع على الطريق العام الموصل إلى غزة، فيتضح جهله كذلك بها.
وإلى هنا قد وصل «حوري» إلى هدفه من إظهار فوقه على مُنَاظِره، ويأخذ في الإجهاز عليه بأن يقف منه موقف الناصح الخبير، فيسأله ألا يغضب، ويطلب إليه أن يستمع في هدوء حتى يتعلم، ويستطيع التحدث عن البلاد الأجنبية، ويقص حوادث السياحة.
هذا ما حدث بين الأديبين، ويؤسفنا أننا لم نصل أحيانًا إلى الكنه الحقيقي لبعض الأساليب؛ لأن لكل أمة في لغتها طريقتها الخاصة في التعريض والتلويح والتلميح والرمز والإشارة، وما إلى ذلك مما يكسب الكلمات معنى مجازيًّا قد يكون بينه وبين المعنى الحقيقي مراحل واسعة.
(مناقشة أدبية)٢ ورقة أنستاسي الأولى
-
(١)
«ذو القريحة الممتازة»: الكاتب ذو التفكير المختار الرزين في المناقشة (؟)، والذي ينشرح الناس من ألفاظه عند سماعها، المُتَفَقِّه في كلمات الله،٣ وليس هناك شيء لا علم له به، وهو بطل في شجاعته وفي عمل «سشات»،٤ وخادم رب «هرموبوليس» (الأشمونين) في مدرسة كتابته، وأستاذ المدرسين المساعدين في دار الكتب، وأشهر زملائه والمتفوق على قرنائه، وأمير معاصريه، والمنقطع القرين، وهو الذي يظهر فضله في كل الصبية؛٥ نشيط اليد، وأصابعه تجعل الطفل عظيمًا، وهو نبيل حاد الذكاء حاذق في العلم، وهو بذلك مجدود، وحامي نفسه بصفاته الحسنة، محبوب من قلوب الناس دون أن يقاوم (؟)، ويرغب الناس في مصاحبته دون سآمة، سريع في كتابة الصحف البيضاء، ممتلئ شبابًا، فائق الرِّقة، حلو الرشاقة، وهو الذي يشرح القطع الصعبة كأنه هو الذي ألَّفها،٦ وكل ما يخرج من فمه مغموس في الشهد، وبه تشفى القلوب كأنه دواء، وهو سائس جلالته٧ الذي يصحب المليك ويسوس أمهار الملك، ومربٍ غيور للإصطبل،٨ والمسن الذي يعمل مثله يفشل، ومَن يحل النير … «حوري» بن «وننفر» من العرابة المدفونة إقليم الصالحين،٩ والذي ولدته أمه «توزرع» في مقاطعة «بارست»١٠ مغنى «باست» في حقل الإله.١١
-
(٢)
«يرسل تحياته لصاحبه الكاتب أمنموبي»: إنه يسأل عن صحة صاحبه، وأخيه الممتاز، والكاتب الملكي قائد الجيش المظفر، وصاحب الذوق السليم، والخُلُق العظيم، والحكيم الفهم، المنقطع النظير في الكتابة، والعزيز عند الناس أجمعين، وإن رشاقة جماله لمَن ينظر إليه كجمال نبات البردي في قلب الأجانب،١٢ وهو كاتب في كل معنى، فهو لا يفوته عرفان شيء، والناس تبحث عن أجوبته لسدادها، نبيه رحيم القلب، محب للناس، ويُسَرُّ للعمل الحق، ويُولِّي ظهره للعسف، كاتب الجياد (؟) … «أمنموبي» بن مدير البيت «موسى» المرحوم.١٣
-
(٣)
«مقدمة الخطاب»:١٤ أتمنى أن تحيا وتفلح وتكون في صحة جيدة يا أخي العزيز، وأن تكون مثريًا متين الحال مدركًا كل ما تتمناه (؟)، وأن يكون عندك ما يُحتاج إليه طول الحياة من ذخيرة ومئونة؛ وأن يجتمع السرور والفرح في طريقك … ليتك ترى أشعة الشمس وتغمس نفسك فيها، ليتك تُمضِّي مدة حياتك … وآلهتك مرتاحة إليك وليست غضبى، ليتك تتسلم مكافآت بعد عُمْر طويل، وحبك في قلوب أهل العدل،١٥ ليتك تدخل قبرك في الجبانة وتختلط بالأرواح الصالحة، ليتك تحاكم بينهم وتبرأ ساحتك في «بوصير» أمام «وننفر»،١٦ وتسكن في العرابة بجوار «شو أوتوريس»١٧ ليتك تعبر «بكر»١٨ في ركاب الإله، ليتك تخترق إقليم الإله (؟) في ركاب «سوكاريس»،١٩ ليتك تنضم إلى نواتي القارب «نشمت» من غير أن تمنع، ليتك ترى الشمس في السماء حينما تفصل العام.٢٠ليت «أنوبيس» يصل رأسك بعظامك،٢١ ليتك تخرج من المكان الخفي دون أن تتلف، ليتك ترى نور الشمس في العالم السفلي حينما تمر بك،٢٢ ليت بحرًا عظيمًا يفيض في بيتك٢٣ ليغمر طريقك، وليته يعلو بارتفاع سبعة أذرع بجوار قبرك، ليتك تقعد على شاطئ النهر في ساعة راحتك تغسل وجهك ويدك، ليتك تتسلم القربان، وليت أنفك يستنشق النسيم، ليتك تريح حنجرتك … ليت إله الغلال يعطيك خبزًا «وحتحور» جعة، ليتك ترضع ثدي البقرة «سخايت»، وليت أحسن العطور (؟) تفتح لك (؟) … ليت تمثالك المجاوب٢٤ يساعدك ويحمل رملًا من التل الشرقي إلى التل الغربي، ليت جميزتك٢٥ تبلل حنجرتك دون أن تتلف، وليتك تصد أعداءك، وليتك تكون قويًّا على الأرض، وليتك تكون مشرقًا، وليتك تحول نفسك إلى أي شيء تريد مثل «الفنكس»، وإلى كل شكل يماثل صورة الإله.
-
(٤)
«كيف تتسلم الخطاب»: وبعدُ، تسلَّمْتُ خطابك في ساعة فراغ (؟)، وأخذت رسالتك، وأنا قاعد بجوار الجواد الذي في عهدتي، وكنت سعيدًا وممتلئًا فرحًا وعلى استعداد للإجابة، ولما دخلت حظيرتي لأفحص٢٦ رسالتك وجدتها خالية من المدح والذم، وعباراتك مضطربة، وكل كلماتك مقلوبة، ولا روابط بينها، وكل تخيلاتك … وتخلط الغث بالسمين، والحسن ﺑ … وكلماتك ليست (؟) بالعذبة ولا بالمرة … فهي نبيذ مخلوط بشراب عفن «بور».٢٧
-
(٥)
«لم تكتب خطابك بمفردك»:٢٨ أكتب إليك لأساعدك كما يساعد الصديق المتعلم الأكبر منه ليصبح كاتبًا نابهًا، وعندما تكتب سأجيب على كتابتك: تأمَّلْ، فإن كلماتك ليست إلا كلامًا باردًا … وإنك تعمل مثل … إني لم أقف مرتاعًا منك؛ لأني أعرف طبيعتك، وقد خُيِّلَ إليَّ أنك ستجيب عليه بنفسك، في حين أن حُمَاتَكَ (مساعديك) يقفون وراءك، إنك تحصل لنفسك على عدة … بمثابة مساعدين كأنك تتطلب الحكام لعقد جلسة (؟)، وكأني بك ونظراتك مضطربة عندما تقف هناك متملقًا المساعدين (؟) قائلًا: تعالوا معي ومدوا إليَّ يد المساعدة. وتقدِّم إليهم الهدايا كل على حدة، ويقولون لك: «تشجَّعْ سنتغلب عليه.»٢٩ وأنك تقف هناك مضطربًا و… ويقعد سبعة الكتَّاب يفكِّرون، وإنك تسرع معهم … وتكلِّف٣٠ كل واحد (من سبعة الكتَّاب) بفقرتين (من الإجابة) حتى تتمكَّن من إتمام رسالتك المؤلفة من أربع عشرة فقرة (فواحد؟) يؤلِّف مدائح، واثنان يهجوان، وآخَر يقف ويعلِّمهم القواعد، والخامس يقول: لا تسرعوا (؟) تأنَّوا (؟) واجعلوه نموذجًا، والسادس يسرع ليقيس الترعة بالذراع لأجل أن تحفر … ليجعلها تسلم، والسابع يقف عن كثب يتسلم أرزاق الجند و… أرزاق …٣١ إن أوامرك مرتبكة، ولم يُعبَّر عنها بطريقة صحيحة (؟)، وإن (خريوف)٣٢ يلعب دور الرجل الأصم فلا يسمع شيئًا، ثم يحلف «ببتاح» يمينًا قائلًا: إني لا أسمح للختم أن يوضع على مخزن الغلال٣٣ ويخرج غضبان، فكم (جالونًا؟) تنقصك؟ وكم (هن) ناقصة من كل كيل (؟)؟ انظر! إنك كاتب تصدر الأوامر إلى الجيش، والناس يصغون لما تقوله، ولست محتقرًا، وإنك كاتب ماهر وليس هناك شيء لا تعرفه، ومع ذلك فإن رسالتك موضوعة وضعًا رديئًا فوق ما يُتصوَّر لتجعل الإنسان يصغي إليها …
-
(٦)
«جوابي سيكون أحسن من رسالتك»: إني أجيبك كذلك برسالة جديدة من أولها (؟) إلخ (؟)، وهي ملأى بتعابير من شفتي قد صغتها بنفسي منفردًا، ولم يكن أحد آخَر معي، أقسم بروح (كا) (إلهي؟) تحوت، إني ألَّفتها بنفسي دون أن أطلب أي كاتب٣٦ ليساعدني.وإني سأعطيك أكثر (أكتب خطابًا أطول) في عشرين فقرة، وأكرِّر لك ما قلته (واضعًا) كل فقرة في مكانها من الأربع عشرة فقرة (المؤلف منها) خطابك.٣٧ أقبض على القرطاس لأخبرك بأشياء عدة، ولأفيض عليك كلمات مختارة كأنها نيل٣٨ وصل إلى أقصى فيضانه، مياهه مضطربة اللمعان في فصل الفيضان، حينما يغمر كل الحقول (؟).إن كل كلماتي عذبة حلوة … وإني لن أفعل فعلك؛ لأنك تبتدئ بذمي في أول فقرة، وفي فاتحة رسالتك لم تسأل عن صحتي، وكل ما تقوله٣٩ بعيد عني ولا يؤثِّر فيَّ؛ لأن إلهي «تحوت» و«رع» لي، وإني أقسم بقوة «بتاح» رب الصدق … انظر! إن ما قلته ربما لا يحدث، وإن كل ما خرج من فيك قد ينقلب على عدو آخَر! ومع ذلك سأدفن في العرابة المدفونة في مقر والدي، (لأني) ابن رجل مستقيم في مدينة رب الحق (؟)، وسأُدفَن بين عشيرتي في تل «تاجسر» (الجبانة).في أي شيء كنتُ قد أسأت إليك في قلبي حتى تهاجمني كذلك؟ ولمَن ذكرتك بشرٍّ؟ لقد كتبتُ إليك كتابًا يشبه المداعبة اللذيذة التي تسلي كل إنسان.٤٠
-
(٧)
«الإجابة على هجو «أمنموبي»»: لقد قلت عني إنني مكسور الجناح٤١ خائر القوى، وقد حقَّرتني كاتبًا وقلت … «هو لا يعرف شيئًا!» هل أمضي وقتي بجانبك متملقًا وقائلًا: «كن حاميًا لي إذا اضطهدني شخص آخَر؟» فبحكم الرب المظفر صاحب الاسم العظيم، والذي ترتكز قوانينه على أساس متين مثل قوانين «تحوت»، إني أنا نفسي نصير كل أقاربي …٤٢ولكني أعرف عدة أناس تعوزهم القوة،٤٣ مكسوري الجناح ومقطَّعين إربًا إربًا، ومع ذلك فإنهم أغنياء، في بيوتهم الطعام والمؤن، ولا يقولون عن أي شيء: «آه، إذا كنت أملك …» تعالَ، دعني أحدثك عن حال الكاتب «روي» الذي يُدعَى «محورنار» صاحب مخزن الغلال، فهو لا يتحرك ولم يَجْر منذ ولادته، وهو يمقت عمل الرجل النشيط ولا يعرفه، وإنه قد ذهب فعلًا إلى الغرب،٤٤ رغم أن أعضاءه كانت لا تزال في صحة، وهو لا يخاف الإله الطيب.٤٥وإنك لأكثر تغفيلًا من «كسا» حاسب الماشية …٤٦ أسرع فسأخبرك بشكله …ولا شك في أنك قد سمعت عن اسم «آمون-واح-سو»، وهو أحد رجال الخزانة المسنين، فهو يمضي حياته مراقبًا في المصنع بجوار الحداد.٤٧تعالَ كي أحدِّثك عن «ناخت» صاحب مخزن الخمر،٤٨ فإنه أحسن لك عشر مرات من هؤلاء، وإني محدِّثك عن ضابط الرديف الذي كان في «عين شمس»، وقد أصبح الآن من كبار رجال القصر، فهو أصغر من قطٍّ تام النمو وأكبر من قرد!٤٩ إنه مثرٍ في بيته … على حين أنك ستكون هنا في الحظيرة إلى الأبد … ولقد سمعت باسم «كسب» … الذي يتحرك على الأرض دون أن يلتفت إليه، وهو غير مرتب الملابس وموثق القماط (؟)، وإذا نظرت إليه عند المساء في الظلمة فإنك تقول: «إنه طائر يمر.» ضعه في كفة الميزان لتعرف وزنه؛ فهو يزن نحو عشرين «دبنًا»،٥٠ وإذا نفخت بجواره حينما يمر سقط من حالق كأنه ورقة غصن.وإذا حدَّثتُكَ عن «واح» صاحب حظيرة الماشية، فإنك تعطيني مقدار وزني ثلاث مرات من خالص النضار،٥١ إني أقسم بربي «هرموبوليس» و«بنحم أوايت»٥٢ إنك قوي الذراع وستتغلب عليهم.٥٣ دعهم يفحصوا أولئك وهؤلاء حتى أضربهم بذراعي، ولن يفلت من يدي أحد منهم.يا سيدي الطيب، ويا صديقي الذي لا يعرف ما يقول. انظر! إني أحل لك مصاعبك الأليمة وأجعلها لذيذة لك.٥٤
-
(٨)
«إنك تلعب دور الحكيم»: لقد أتيت مزوَّدًا بأسرار عظيمة، وتخبرني بمثل من أمثال «حردادف»٥٥ على أنك لا تعلم إذا كان حسنًا أو رديئًا، فأخبرني ما هو الفصل الذي يسبقه (المثل) (وما الذي يأتي بعده) … إنك رجل عالم على رأس إخوانه،٥٦ وعلم الكتب (؟) منقوش على قلبك، ولسانك سعيد (؟) وكلماتك واسعة، والمثل يخرج من فيك يزن أكثر من ثلاثة «دبن» أرطال … عيناي تنبهران لما تفعل، وأفغر فمي عندما تقول: «إني بوصفي كاتبًا منغمسًا في السماء وفي الأرض وفي العالم السفلي، أعرف الجبال بالرطل والهن،٥٧ وإن بيت الكتب مخفي ولا يُرَى، وتاسوع آلهته مخبَّأة وبعيدة عن …٥٨ وإني هكذا أجيبك: احذر ألا تقترب أصابعك من كلمات الله …٥٩ وعن كل ما يأتي لا نفهم إلا: مثل … يجلس ليلعب النرد.
-
(٩)
«ليس صوابًا أن تشك في علمي»: لقد قلتَ لي: «إنك لست بكاتب، وإنك لست بجندي (؟)، لقد كوَّنتَ نفسك لتكون رئيسًا … ولست في القائمة.» والآن إنك كاتب الملك الذي يجند الجنود، والذي أمامه … السماء٦٠ مفتوحة أمامك. أسرِعْ حينئذٍ إلى مكان الكتب حتى يدعوك ترى الصندوق الذي فيه السجلات، وإذا أخذت معك طاقة أزهار إلى هرش٦١ فإنه سيفتح لك بسرعة … وستجد اسمي في القائمة ضابطًا في الإصطبل العظيم «لرعمسيس» محبوب «آمون»، وعندك برهان آخَر على رياستي في الإصطبل،٦٢ فإن لي مرتب طعام مقيَّدًا باسمي، وعلى ذلك فإني خدمت جنديًّا وكاتبًا.وليس هناك شاب من جيلي يمكنه أن يقرن نفسه بي «دع الرجل يسأل عن أمه»!٦٣ فأسرع إذن وسَلْ رؤسائي الضبَّاط وهم يخبرونك عني.
-
(١٠)
«أما ما تطلبه مني، فأرني أولًا كيف تعمله أنت»: وقد قلتَ لي مرة أخرى: إن سلسلة جبال عالية٦٤ تقف أمامك. أدخل في هذه السلسلة المخيفة، وإن كنتَ لا تعرفها٦٥ ادخل أمامي، وإني سآتي على إثرك، وعلى أية حال (؟) فإنك لم تدنُ من حماها، ولم تقترب منها، فإذا عُثِرَ عليك فيها حينئذٍ فإني سأذهب هناك أيضًا خلفك، واحذر أن تضع يدك لتجرني إلى الخارج (؟).
- (١١)
-
(١٢)
«أمنموبي لا يمكنه أن يحسب كما ظهر ذلك في حفر بحيرة وبناء مطلع»: موضوع آخَر، انظر إنك تأتي وتدل بوظيفتك،٦٩ وإني سأجعلك تعرف كيف تكون الأمور معك حينما تقول: «إني الكاتب الذي يصدر الأوامر للجيش.» هب أنك أعطيت بحيرة لتحفرها وقد أتيت إليَّ لتسألني عن أرزاق الجند وتقول: «احسبها.» فأنت تهجر وظيفتك، وعلى ذلك فواجب تعليمك إنجازها يقع على عاتقي: تعال لأخبرك بأكثر مما قلت.٧٠إني أجعلك تخجل (؟) حينما أكاشفك بطلب من سيدك، الذي أنت كاتبه الملكي، وذلك حينما يُؤتَى بك تحت نافذة٧١ لأي عمل عظيم، حينما تخرج من الجبال آثار عظيمة «لحور» رب الأرضين؛٧٢ لأنك تأمل، أنت الكاتب الماهر الذي على رأس الجند.٧٣ (مطلوب) بناء مطلع٧٤ طوله ٧٣٠ ذراعًا،٧٥ وعرضه ٥٥ ذراعًا،٧٦ يحوي ١٢٠ حجرة٧٧ مملوءة بالقصب وعروق الخشب، وارتفاعه من القمة ٦٠ ذراعًا، و٣٠ ذراعًا في الوسط، و… ١٥ ذراعًا، و… ٥ أذرع، وكمية اللبن اللازمة له مطلوبة من القواد، وقد اجتمع الكتَّاب معًا دون أن يعرف واحد منهم أي شيء، وكلهم يضعون ثقتهم فيك، ويقولون إنك كاتب ماهر يا صديقي (؟). قرِّرْ لنا بسرعة، انظر، إن اسمك شهير، دَعْ واحدًا يوجد في هذا المكان ليعظم الثلاثين الآخَرين،٧٨ ولا تجعل أحدًا يقول: إن هناك شيئًا لا تعرفه! أجِبْ كم عدد اللبنات اللازمة له؟انظر، إن كل مقاساته (؟) أمامك، وكل حجرة من حجراته طولها ٣٠ ذراعًا، و٧ أذرع في العرض.٧٩
-
(١٣)
«كذلك لا يفهم «أمنموبي» كيف يقدر وزن مسلة»: آه يا سيدي الطيب، أنت أيها الكاتب اليقظ، الذي يرأس الجيش ومَن يُميِّز نفسه حينما يقف عند البابين العظيمين،٨٠ والذي ينحني بخضوع تحت النافذة!وصلت رسالة من ولي العهد في «راكا» لتسر قلب «حور» المظفر، ولتهدئ الأسد الغاضب، وتخبره كيف صنعتَ مسلة جديدة منقوشًا عليها اسم جلالته، طولها ١١٠ أذرع، وقاعدتها ١٠ أذرع، والقطعة التي في نهايتها مقياسها ٧ أذرع من كل جهاتها، والجزء المدبَّب يبلغ ذراعًا وإصبعًا، والجزء الهرمي يبلغ طوله ذراعًا و… مقياسه إصبعين، فاحسب الآن (؟) حتى يمكنك أن تجلب كل رجل يُحتَاج إليه لجرها، وأرسلهم إلى الجبل الأحمر، وانظر، إنهم في انتظارهم.٨١
كُنْ مساعدًا لولي العهد ابن الشمس، قرِّرْ لنا كم رجلًا يلزم لجرها، ولا تجعلهم يرسلون إلينا مرة أخرى؛ لأن الأثر ملقى على استعداد في المحجر! أجب بسرعة ولا تتردد.
انظر، إنك تبحث عنها بنفسك!٨٢ استمر، تأمل، إذا نشطت نفسك جعلتك سعيدًا، لقد تعودت فيما مضى أن أجهد نفسي مثلك، وعلى ذلك دعنا نلتحم في المعركة٨٣ سويًّا. (حل المسألة) فإن قلبي ذكي، وأصابعي سهلة القياد وماهرة حيث تضل أنت، تقدَّمْ ولا تبكِ؛ إن مساعدك يقف خلفك، وسأجعلك تقول: «يوجد كاتب ملكي مع «حور» الثور القوي.»٨٤ وعليك أن تأمر أناسًا ليصنعوا صندوقًا توضع فيه الرسائل. (الباقي غير مفهوم.) -
(١٤)
«كذلك عند إقامة تمثال ضخم يخطئ «أمنموبي» الحساب»: وقد قيل لك: أَخْلِ المخزن٨٥ المملوء بالرمل الموجود تحت أثر سيدك٨٦ الذي قد أُحضِرَ من الجبل الأحمر، ويبلغ طوله ثلاثين ذراعًا، وهو ممتد على الأرض، وعرضه عشرين ذراعًا. (من الجمل التالية نعلم فقط أن «المخزن» يشمل عدة أقسام مملوءة بالرمل المجلوب من شاطئ النهر، وكلها تبلغ خمسين ذراعًا في الطول.) وإنك مكلَّف الآن أن تجد، (والأمر الذي يشغل بال الملك (؟) هو):٨٧ «كم رجلًا يلزم لهدمه في ست ساعات؟» وإن قلوبهم مستعدة،٨٨ ولكن رغبتهم لهدمه ضئيلة؛ لأن الوقت الذي يعطاه الجند للراحة ليأخذوا فيه غذاءهم٨٩ لم يُحسَب. دَعِ الأثر ينصب في مكانه؛ لأن رغبة الملك أن يراه جميلًا.
-
(١٥)
«أمنموبي غير قادر على حساب المئونة اللازمة لحملة عسكرية»: إنه الكاتب النبيه ذو القلب الذكي — والذي لا يفوته معرفة أي شيء مهما كان، أيها المصباح في الظلام أمام الجم الغفير ليعطيهم نورًا! هَبْ أنك أُرسِلْتَ في مأمورية إلى فينيقيا (؟) على رأس جيش مظفر لتقهر هؤلاء الثائرين المسمين «نعرين»،٩٠ وعدد مَن تقودهم من الرديف ١٩٠٠، و٥٢٠ شردانيين،٩١ و١٦٠٠ كهك، و١٠٠ ماشوشا، و٨٨٠ من السودان، والكل ٥٠٠٠ عدا ضباطهم.وقد أحضر أمامك هدية من الخبز والنبيذ،٩٢ غير أن عدد الرجال كبير (جدًّا) عليك،٩٣ والمئونة قليلة جدًّا بالنسبة إليهم: ٣٠٠ رغيف من القمح، ١٨٠٠ … رغيف، و١٢٠ من الماعز المختلفة الأنواع، و٣٠٠ كيل من النبيذ، والعساكر عددهم عظيم، والمئونة قُدِّرَتْ بأقل منهم (؟) …وتسلمت المئونة، وهي موضوعة الآن في معسكرك، وجيشك مستعد ومسلَّح؛ فعليك إذن أن تقسِّمها بسرعة وتعطي كل رجل نصيبه، والبدو عندئذٍ ينظرون خلسة (يقولون؟) «أيها السبهربود»٩٤ (الكاتب الفَطِن)، وقد أتى وقت الظهر والمعسكر حار، (والجند) يقولون: «حان وقت المسير.» «لا تغضبن يا قائد «الرديف»، لا يزال عندنا كثير لنقطعه.» ونحن نقول: «لماذا لا يوجد إذن خبز؟ إن مراكز معسكرنا الليلة بعيدة جدًّا! فما معنى أنك تضربنا أيها السيد الطيب مع أنك كاتب ماهر؟٩٥ اقترب لتعطى الطعام، على أنه قد تمر ساعة يكون الإنسان فيها من غير كاتب من قِبَل الحاكم، فعلى الرئيس أن يقوم مقام الكاتب، على أنك تأخذ على عاتقك أن تضربنا، فإن ذلك ليس بالحسن أيها الزميل؛ لأن (الفرعون) يسمع بذلك ويرسل بعزلك.٩٦
-
(١٦)
«إنك لا تعرف إلا القليل عن سوريا»: في خمس الفقرات الأخيرة، وهي التي تبتدئ هنا، وجَّهَ «حوري» عنايةً إلى نهاية رسالة قرنه، والظاهر أنها بوجه خاص قد سلته «بكلماتها الضخمة»، وفيها لفت «أمنموبي» الأنظار إلى أعماله العظيمة وتجاربه في سوريا، وأعطى لنفسه بكبرياء نعتًا أجنبيًّا هو «ماهر»،٩٧ أي بطل (وهي كلمة كنعانية). ونرى أن «حوري» يمتحن هذه القصة، ويتبع كل سياحة قرنه من شمال سوريا إلى «تخوم مصر»، ولكنه يصوِّر السياحة بأنها ملأى بمخاطرات قاسية صغيرة وكبيرة، وقد يجوز أن يكون هذا حقيقيًّا حسب رأيه، يضاف إلى ذلك أنه يلمح بواسطة أسئلة حاذقة أن معلومات قرنه قليلة جدًّا عن البلاد التي زارها، وأنه لم يشاهد فيها إلا شيئًا يسيرًا جدًّا. ولقد كان من الضروري علينا، لنتذوق هذه السخرية أن نعرف قصة «أمنموبي» نفسه التي قد حرَّفها هنا، غير أنه على الرغم من هذا التحريف يمكننا أن نتذوق الوصف الحي الذي وضعه أمامنا لفلسطين، وهي بلاد كان يعرفها «حوري» على ما يظهر جيدًا، وعلى أقل تقدير كان يعرفها أحسن من قرنه المتفاخر بعلمه: إن رسالتك مفعمة بالهجمات (؟) وتنوء تحت عبء الكلمات الضخمة. انظر، فإنهم سيكافئونك كالذين يبحثون وراء حمَّال، وسيثقلونك أكثر مما تود.٩٨أنت تقول مرة أخرى: إني كاتب، وماهر. ونحن بدورنا نقول: إن كلماتك صادقة، فابرز حتى تُمتَحَن؛ فقد أُسرِج لك جواد سريع كابن آوى مع … وكأنه عاصفة الريح حينما ينطلق، وإنك ترخي العِنان وتقبض على القوس، سترى ماذا تفعل يدك، وسأشرح لك طبيعة «ماهر»، وأريك ماذا يفعل. ألم تذهب إلى أرض «خاتي»، ألم ترَ أرض «يوب»؟٩٩ «وخدم»، هل تعرف طبيعتها، «وإجدى» كذلك أي شيء تشبه؟ و«سومر» التابعة «لسسي»١٠٠ على أي جانب منها تقع بلد «خِرة» …؟ وما شكل مجرى مائها؟ ألم تسر إلى «قادش»١٠١ «وتوبيخي»؟ ألم تذهب إلى إقليم البدو مع جند الجيش الرديف؟ألم تطأ طريق «مجر»؛١٠٢ حيث السماء مظلمة نهارًا، ويغزر فيها نمو العليق (؟) والبلوط وأشجار الأرز التي تناهض السماء؟ وهناك أسود أكثر من الفهود والضباع، ويحيط بها البدو من كل جانب، ألم تتسلق جبل «شوى»؟ ألم تطأه ويداك موضوعتان على … وعربتك قد كُسرت من الجبال عندما يجرون حصانك؟١٠٣أرجوك. دعني أخبرك عن … «برت»، إنك تنفر من تسلقها وتفضِّل عبور نهرها … وسترى ما يكون عليه الإنسان لأجل أن يصير «ماهرًا»، وذلك حينما تحمل عربتك على كتفك … وحينما تقف عن المسير في المساء ترَى جسمك كله مهدمًا … وأعضاءك مكسرة … وتستيقظ عند ساعة الرحيل في … ليل، وأنت وحدك تسرج الحصان، والأخ لا يأتي لأخيه،١٠٤ والهاربون (؟) قد أتوا إلى المعسكر، وحلَّ قيد الجواد اﻟ … قد نُهِبت بالليل وسُرقت ملابسك، وسائسك قد استيقظ بالليل وعرف ما قد ارتكبوه؛ فأخذ ما بقي، وانضَمَّ إلى صف الخَوَنة، واختلط بقبائل البدو وغيَّر نفسه إلى آسيوي، وقد أتى العدو لينهب سرًّا، وقد وجدك لا حراك بك، ولما استيقظت لم تجد لهم أي أثر، وقد أخذوا كل متاعك، وقد صرت «ماهرا» كامل العدة وقبضت على أذنك.١٠٥
-
(١٧)
«بخصوص فينيقيا»: سأحدثك عن مدينة أخرى سرية، اسمها «جبيل»، فما شكلها؟ وإلهتهم ما شكلها؟١٠٦ ألم تطأها قدماك؟
-
(١٨)
«مدن منوعة»: سأحدِّثك عن بؤس آخَر عبر «سرام»، وإنك ستقول: «إنه يحرق أكثر من لدغة.»١٠٩ وإن حال «الماهر» سيئ جدًّا.
تعال وضعني على الطريق المؤدية إلى الجهة الجنوبية لإقليم «عكا»، وأين الطريق إلى «اكساف»؟ بجانب أي مدينة هو؟
أرجو أن تعلِّمني شيئًا عن جبل «وسر»، وما شكل قمته؟ وأين جبل «سشم»؟ ومَن الذي سيأخذ …؟ و«الماهر» أين يعمل السياحة إلى «هازور»؟ وما شكل نهرها؟
أرشدني الطريق إلى «حماة»، وإلى «دجر» وإلى «دجر إل» ميدان لعب كل «ماهر».
أرجو أن تعلمني شيئًا عن طريقه، وأَرِني «يان»، وإذا كان إنسان مسافرًا إلى «إدمم» فأين يُولِّي وجهه؟
فلا تولِّ ظهرك عن تعليمنا (؟)، وأرشدنا إلى معرفتها (أي كل ما ذكرت من الأماكن).
-
(١٩)
«المدن الأخرى»: تعال ودعني أحدِّثك عن مدن أخرى واقعة فوقها (؟) (أي التي ذكرت)، ألم تذهب إلى أرض «تخسي»١١٠ و«كفر مررن» و«تمنت» و«قادش» و«دبر» و«آزي» و«حارنمي»؟ ألم تَرَ «كراجات أناب» و«بيت صوفر»؟ ألم تعرف «إدرن» و«زربت» أيضًا؟ ألم تعرف اسم «خلز» التي في أرض «وبي»، كالثور على تخومها، وهي ميدان مواقع كل المحاربين؟١١١أرجو أن تعلِّمني شيئًا عن هيئة (؟) «كين»، وتعرفنى ما «رهب». فَسِّرْ لي «بيت-شائيل»، «كراجات-ئيل» (؟)، نهر الأردن كيف يُعبر؟ وأرني كيف يمر الإنسان إلى «مجدو» الواقعة في أعلاه.١١٢ إنك «ماهر» حاذق في ضروب الشجاعة العظيمة! و«ماهر» مثلك عنده من الصفات (؟) ما يجعله يسير (؟) على رأس الجموع! إلى الأمام يا «مرين»١١٣ لتصطاد! انظر، يوجد (؟) اﻟ … في وادٍ عمقه ألفا ذراع مملوء بالحصى والمرو، إنك تلف (؟) وإنك تقبض على القوس، وإنك … على شمالك، وتدع الرؤساء١١٤ يرون كل لذيذ لأعينهم حتى تكل يدك: أبات كمو آرى ماهر نام١١٥ (إنك تقتل كالأسد، يأيها الماهر اللطيف.) إنك اكتسبت اسم … «ماهر» (بين) ضبَّاط مصر، وكذلك أصبح اسمك مثل اسم «كازردي» رئيس «إيسر»١١٦ حينما وجده الضبع في شجرة القار. انظر، إن هناك (؟) مضيقًا قد حفَّه بالمخاطر البدو الذين يكمنون تحت الأشجار، بعضهم يبلغ أربع أذرع أو خمسًا من الأنف إلى أخمص القدم، وجوههم متوحشة، وقلوبهم غليظة، ولا يصغون إلى الملاطفة.والآن إنك وحيد ولا مساعِد لك ولا جيش خلفك، ولا تجد دليلًا (؟) يهديك إلى الطريق لتعبر، وإنك تصر (؟) على السير إلى الأمام، مع أنك لا تعرف الطريق، فالرعدة تستولي عليك، وشعر رأسك يقف، روحك توضع في يدك،١١٧ وطريقك مملوءة بالحصى والمرو، وليس هناك مسلك معبَّد للسير؛ لأنه قد كُسِي ﺑ … الشوك ونبات «نه» ونبات حافر الذئب.١١٨ والوادي على أحد جانبيك، والجبل يشرف على الجانب الآخَر، وإنك تسير قدمًا وتقود (؟) عربتك بجانبك، وتخاف أن … جوادك، وإذا كبا الجواد فإن يدك١١٩ تسقط وتترك خالية (؟) و… جلد يسقط، وتنزع سرج الجواد لتصلح اليد التي في وسط (؟) الممر الضيق، وإنك لست بماهر في طريقة ربطها، ولا تعرف كيف تربطها سويًّا (؟) واﻟ … تسقط من مكانها، وقد كان الجواد مثقلًا جدًّا لتضيفها إلى حمله، وإنك لسقيم القلب، وقد بدأت تجد السير على القدم والسماء صافية١٢٠ (حارة)، ويُخَيَّل إليك أن العدو وراءك، وحينئذٍ تأخذك الردة. آه، ليت لك حجرًا … حتى يمكنك أن تضعه على الآخَر! والجواد قد أعياه النصب إلى أن تجد مأوى لليل، عندئذٍ تعرف طعم الألم، وعندما تدخل «يافا» تجد المراعي نامية خضراء في أوانها،١٢١ وتشق لنفسك طريقًا في …١٢٢ وتجد العذراء الرشيقة التي تحرس الكروم، فتأخذك لنفسها صاحبًا تعطيك لون صدرها،١٢٣ إلا أنك قد عرفت واعترفت!١٢٤ وقد وضع «الماهر» تحت التجربة، فتبيع جلبابك المصنوع من كتان مصر العليا الجيد …١٢٥ وتنام كل مساء، وليس لك لباس إلا خرقة (؟) من الصوف، ولا حراك بك و… قوسك … مدية، وجعبة سهامك قد سُرِقت، وعِنانك قد قُطِع في الظلام.
وجوادك قد ذهب و… على الأرض التي تزلُّ القدم عليها، والطريق تمتد أمامك، وتحطم عربتك … وأسلحتك تسقط على الأرض وتُدفَن في الرمل …
إنك تتكفَّف: «أعطِ طعامًا (؟) وماءً لأني وصلت سالمًا.» إلا أنهم يعطونك أذنًا صمَّاء، ولا يسمعون ولا يعبئون بقصصك.
ثم إنك تقصد دكَّان الحدَّاد والمصنع يلتفُّ حولك، والحدَّادون والأساكفة١٢٦ كلهم محيطون بك، ويفعلون كل ما تريد، ويعتنون بعربتك فتكف عن التراخي،١٢٧ ﮐ … قطعت تمامًا (؟) … وضعت في مكانها، ويضعون جلدًا … على يدك (جزء من العربة) ويصلحون نير العربة، ويصلحون … التي نقشت … ويعطون … سوطك ويضعون له سيورًا (؟)، ثم تنطلق مسرعًا لتحارب في ميدان الواقعة لتقوم بجليل الأعمال الدالة على الشجاعة.١٢٨ -
(٢٠)
«محاط الحدود ونهاية الموضوع»: أيها السيد الطيب، والكاتب المختار، و«الماهر» الذي يعرف يده،١٢٩ وقائد «النعريين»، ورئيس «الزابا»١٣٠ (الجيش)، لقد وصفت لك الممالك الأجنبية إلى أقصى أرض كنعان، ولم تُجِبْني لا بالحسن ولا بالقبيح، ولم ترسل إليَّ أي تقرير. تعالَ إذن حتى أحدِّثك بأكثر مما سبق إلى غاية (؟) حصن «ممرات» «حور».١٣١وسأبدؤك ببيت «سسي» (رعمسيس الثاني) ألم يطأها قدمك قطُّ؟ ألم تأكل سمك ماء …؟ ألم تستحِمَّ فيها؟ تعالَ دعني أذكِّرك «بهزن»، أين قلعتها؟ تعال دعني أحدثك عن إقليم (بوتو) رعمسيس، وعن «بيت-انتصارات» أو سما رع (رعمسيس الثاني)، وعن «أسب إيل»، وعن «ابسكب». وسأحدثك عن حال «أنين»، ألا تعرف قانونها (؟)؟١٣٢ ثم «نخسي» و«خبرت»، ألم ترهما منذ ولادتك؟ يا «ماهر» أين هما، و«رفح»١٣٣ فما شكل جدارها؟ وكم ميلًا تبعد عنها «غزَّة»؟ أجِبْ بسرعة.
قدِّمْ لي تقريرًا حتى يمكنني أن أطلق عليك اسم «ماهر»، ويمكنني أن أفخر باسمك للآخرين، سأقول لهم عنك إنك «مارين».
وإنك غضبان الآن مما أقوله لك، إني … قلبك في كل الحرف، وقد علَّمَني والدي ما عرفه، وعلَّمني مرات يخطئها العدُّ، وإني أعرف كيف أقبض على العِنان أحسن بكثير مما تعرف، ولا يوجد شجاع يمكنه أن يتفوَّق عليَّ، وإني حاذق في خدمة «مونتو».١٣٤إن كل ما جاء على لسانك مضر جدًّا و… ألفاظك جدًّا، وإنك وأنت تأتي إليَّ منغمسًا في الارتباك ومحمَّلًا بأغلاطها، وإنك تقسم الكلمات كالإنسان الذي يندفع غير مبالٍ، ولا تمل من …
كُنْ قويًّا! وإلى الأمام! أسرع! هلَّا تنزل من عليائك؟ وما معنى أن الإنسان لا يعرف ما قد وصل إليه؟ … إني أتقهقر (؟) انظر، إني قد وصلت (؟) «أنحن»، وإذا كان قلبك مثقلًا فإنه هكذا قد ركب، لا تغضبن! …١٣٥… لقد قطعت من أجلك آخِر رسالتك وأجبتك عمَّا قلته، وكل أحاديثك كانت مجموعة على لساني، وبقيت على شفتي، وإنها لمرتبكة حينما تُسمَع ولا يقدر شخص غير متعلم أن يفهمها، وهي كحديث رجل من الدلتا مع آخَر من «الفنتين».١٣٦ حقًّا إنك كاتب البابين العظيمين (القصر)، ذلكم الرجل الذي يكتب التقارير عن كل حاجات البلاد للملك، وإنها لجيدة حسنة لمَن يراها.١٣٧ لا تقولنَّ: «إنك جعلت اسمي نتنًا أمام الآخرين وأمام الكل.» انظر لقد أخبرتك كيف يكون الإنسان «ماهرًا»، وقد اخترقت من أجلك أرض «رتنو» (فلسطين)، ووضعت أمامك كل البلاد الأجنبية جمعاء، والمدن على حسب ترتيبها (؟).أحن نفسك أمامنا (اخضع)، وانظر إليها (البلاد) بهدوء؛ حتى يمكن أن تصبح قادرًا على وصفها١٣٨ (في المستقبل)، وحتى يمكن أن نَعُدَّكَ … ناصحًا.