انطباعات مستفزة
«لقد اخترتُ هذا العنوانَ عن عمْد، لا لأنَّها انطباعاتٌ مستفزَّة، ولكنْ لأنَّني حين كتبتُها، كنتُ أريدُ أن أُفرِغَ نفسي مِن استفزازاتِها؛ لا أُفرِغها في عقلِ القارئِ ووِجْدانِه، وإنما لأُفرِغَها على الورَق.»
تَدفعُ الأحداثُ الكاتبَ دفعًا نحوَ الكتابة، وتَستفزُّه أقلُّ الحركاتِ حولَه؛ ليُخرِجَ ما أضمَرَه في ساعةِ اضطرابٍ أو لحظةِ غضَب، أو ما تَجودُ به بناتُ أفكارِه مِن خواطرَ تُداهِمُه ساعةَ الليل؛ فالكاتبُ يَكونُ إذنْ في حالةٍ من الاستنفارِ الدائم، يَكتبُ قبلَ نومِه وبعدَ استيقاظِه، وأحيانًا في لحظاتِ قلقِه بينَهما؛ لِيُسجِّلَ فكرة، أو يُدوِّنَ فِقْرة. والكاتبُ الغزيرُ الإنتاجِ الدكتورُ «يوسُف إدريس»، يَمُدُّ بينَه وبينَ القارئِ عبرَ هذهِ الصفحاتِ جسرًا لِيَنقلَ مِن خلالِه مشاعرَه التي يُضمِرُها، مناقِشًا مَشاكلَ المجتمعِ المصريِّ مُمَثَّلًا في كُتَّابِه وعُمَّالِه وسَاستِه، وساردًا رحلاتِه العِلميَّةَ والأدبيَّة، ومُعبِّرًا عن رأيِه في أحداثِ الوطنِ العربيِّ الكبير.