«شو» يتحدَّث إلى «أحمد»
بسرعةٍ أرسل خطةً إلى الشياطين، كانت هي الخطة «ح». فجأةً انطلق سيلٌ من الرصاص في اتجاهاتٍ متعدِّدة، وكانت الطلقات متبادلة حتى غطَّت المكان كله. فهم «أحمد» أن الشياطين قد بدءوا تنفيذ الخطة. وفي هدوء زحف على الأرض منسحبًا من المكان. عندما اقترب من باب القصر وجده مُغلقًا. فكَّر قليلًا، ثم أخرج من حقيبته جهازًا صغيرًا، ثبَّته على فُوَّهة مسدسه، ثم ضغط الزناد، فانطلق شعاع غير مرئي وجَّهه إلى الباب، فانفتح في هدوء. دخل بسرعة، لكنه لمح عدة أشخاص يتحرَّكون. كان كل شيء يبدو عاديًّا. اختفى خلف ستارة سميكة تغطِّي إحدى الشرفات، وبدأ يراقب. كان يرى الخدم وهم يتحرَّكون وكأن لا شيء بالخارج، أو كأن القصر معزول عزلًا تامًّا. فجأةً رأى «كاواوا»، كان يتقدَّم في هدوء ويبدو مفكِّرًا، قال في نفسه: هل «جارو» مع «شو-لان» الآن، أو إنه نائم؟
اختفى «كاواوا». خرج «أحمد» من خلف الستارة وتقدَّم في بطء، فجأةً وجد أمامه رجلًا، ولم يكن أمامه سوى الاشتباك معه. هاجم الرجل بسرعة حتى لا يعطيه فرصة التصرُّف. ضربه يمينًا مستقيمة جعلت الرجل يتراجع حتى يصطدم بالحائط. وقبل أن يسقط تلقَّاه بين ذراعَيه، ثم جرَّه إلى حيث توجد الشرفة، فأزاح الستارة قليلًا، ثم أخفاه. التفت بسرعة، ثم قفز إلى منتصف المكان. كانت هناك صالة واسعة تتوسَّطها منضدة أنيقة فوقها فازة ثمينة، وكانت الجدران تحمل صورًا زيتيةً للحقول والخضرة. رأى ذلك كله في نظرةٍ واحدة. ظلَّ يتسمَّع لعله يسمع صوتًا، لكن الأرض كانت كلها مغطاةً بسجادٍ سميك يمنع أي صوت للأقدام. رصد المكان. كانت أمامه طرقة طويلة لا يوجد فيها سوى بعض التماثيل قفز إليها في رشاقة حتى اجتازها. كانت هناك قاعة واسعة تمامًا، مؤثثة بأثاثٍ فاخر، لكن لا يوجد أحد. فكَّر: أين اختفى «كاواوا»؟ إنه اتجه إلى نفس المكان. انتظر بعض الوقت لكن لم يظهر أحد، ولم تكن الأصوات في الخارج تصل إليه. لمح في نهاية القاعة بابًا مغلقًا. أسرع إليه فعرف أنه باب مصعد. ضغط الزر، وفي لمحةٍ كان المصعد أمامه. فتح الباب، ثم دخل. لم يكن في القصر سوى طابقَين علويَّين. ضغط أول زر فانطلق المصعد في لمح البصر، وعندما توقَّف عند الطابق الأول فتح الباب بسرعة، لكن شيئًا لم يظهر. كان النظام في الطابق الأول يكاد يكون هو نفسه نظام الطابق الأرضي. عاد إلى المصعد، وقبل أن يضع يده على الزر تحرَّك، وعرف أن أحدًا استدعاه، وصعِد المصعد إلى الطابق الثاني. التصق «أحمد» بجدار المصعد وتحفَّز للقاء أي إنسان. توقَّف عند الطابق الثاني وفتح الباب، فجأةً ظهر ما لم يكن يتوقَّعه؛ لقد كان «جارو»! كاد «جارو» يصيح من دهشته، لكن نظرة «أحمد» إليه جعلته يصمت، في نفس الوقت كان صوتٌ بالخارج يقول: لقاؤنا بعد نصف ساعة لنذهب إلى هناك. ردَّ «جارو» بابتسامة: نعم أيها السيد «كاواوا»! أغلق باب المصعد، فضغط «أحمد» زر الطابق الأول وهمس: أليست هذه مفاجأةً أيها الصديق «جارو»؟!
همس «جارو»: إنها مفاجأة لم أفكِّر فيها أبدًا أيها الصديق «مانجا»! كان المصعد قد توقَّف عند الطابق الأول، فهمس «أحمد»: هل تنزل هنا؟ كان «جارو» ينظر في دهشة، فلم يرد. كرَّر «أحمد» السؤال فقال «جارو»: نعم، سوف أستبدل ثيابي لأصحب السيد «شو-لان».
قال «أحمد» بسرعة: وأين هو؟ لم يُجِب «جارو» مباشرة؛ فقد سأل: كيف استطعت الوصول؟ ابتسم «أحمد» وقال: هيا نخرج أولًا، ثم نتحدَّث. إنها قصةٌ طويلة. فتح الباب فخرج «جارو» أولًا. ألقى «أحمد» نظرةً سريعة، فشاهد اثنَين يقفان أمام المصعد، وفي هدوءٍ تقدَّم، فظهرت الدهشة على وجه الرجلَين، إلا أن «جارو» قال بسرعة: صديقي السيد «مانجا».
نظر الرجلان له في شك، ثم تقدَّم أحدهما، فسار «جارو» و«أحمد» خلفه. في نفس الوقت كان الرجل الثاني يسير خلفهما. كان «أحمد» يمشي في حذرٍ من حدوث شيء لا يتوقَّعه؛ فقد بدا وجوده غريبًا. وقف الرجل أمام باب حجرة انفتح وحده، فدخل «جارو» وتبعه «أحمد»، قال الرجل: سوف أمر عليك بعد نصف ساعة. أغلق الباب، فالتفت «جارو» إلى «أحمد» قائلًا في صوتٍ خفيض: كيف وصلت؟ أجابه «أحمد» بسرعة: ليس هذا وقت هذه الأسئلة. سوف أقص عليك كل شيء عندما نعود إلى «بانكوك». حدِّثني أنت، هل التقيت ﺑ «شو-لان»؟
صمت «جارو» قليلًا، ثم قال: ليس بعد. كادت الدهشة تظهر على وجه «أحمد» لكنه استطاع أن يخفيها، وسأل: ومتى تلقاه؟ …
سأل «جارو»: هل يهمُّك هذا؟ ابتسم «أحمد» وقال: بعض الشيء، لقد قرأت كثيرًا عنه، وأتمنَّى أن أراه.
قال «جارو»: بالرغم من أنني لا أفهم شيئًا ممَّا تفعله إلا أنني سأقول لك، سوف ألقاه بعد نصف ساعة في قصره الخاص.
ظهرت الدهشة على وجه «أحمد» وهو يسأل: قصرًا آخر غير هذا؟!
أجاب «جارو»: نعم!
سأل «أحمد»: وأين هو؟
قال «جارو»: لا أدري، لكنه في نفس المكان.
فكَّر «أحمد»: هل يصحب «جارو» إلى لقاء «شو-لان»، أو إن هذه تكشفه، خصوصًا وأن «كاواوا» هو الذي سوف يأخذ «جارو» إليه!
كان «جارو» يبدو حائرًا أمام وجود «أحمد»، في نفس الوقت فإن «أحمد» كان يفكِّر في شيءٍ آخر، قال «جارو» فجأة: صدِّقني، لقد بدأت أشك فيك. نظر له «أحمد» مبتسمًا، ثم قال: عندما تعرف فإن شكك سوف ينتهي. صمت لحظة، ثم أضاف: إنني أعرف أنك شاب طيب، وما أفعله الآن لمصلحتك. أنت لا تعرف كل ما يدور هنا. وسكت، ثم قال: أسألك سؤالًا: هل تعرف فيمَ يتاجر والدك؟ اتسعت عينا «جارو»، ثم ظهرت الجدية على وجهه وقال: والدي! إذن تعني؟ قال «أحمد»: سوف لن أقول لك شيئًا الآن، إن لنا لقاءً لأشرح لك كل شيء …
كان «جارو» قد أخذ يفكِّر فيما قاله «أحمد». ابتعد عنه قليلًا وأخذ يمشي في الحجرة. كان ظهره ناحية «أحمد»، بينما فكَّر «أحمد» بسرعة: هل ينفِّذ خطته الآن؟ إنها فرصةٌ أخيرة.
في سرعةٍ أخرج حقنةً مخدِّرة، ثم اقترب في هدوءٍ من «جارو» الذي لم يلتفت إليه. كان «أحمد» يتحدَّث حتى لا يعطي له فرصةً ليفكِّر في شيء، كان يقول: إن رحلة الفجر التي ستذهب إليها رحلةٌ غير قانونية، بل إنها يمكن أن تؤدِّي بك إلى مشاكل لا تدريها.
وأثناء الحديث ضغط على الحقنة التي استقرَّت في ذراع «جارو»، فرفع ذراعه الأخرى يتحسَّس هذه الوخزة التي شعر بها. ولم تمضِ لحظة، وبينما كان يستدير ليتحدَّث إلى «أحمد» تهاوى إلى الأرض، إلا أن «أحمد» أسرع إليه وتلقَّاه بين ذراعه، ثم حمله ودخل به إلى الحمام، وفي سرعةٍ أخرج أدوات الماكياج من حقيبته، وبدأ يختفي خلف ملامح أخرى، هي ملامح «جارو». وعندما انتهى من ذلك حمل «جارو» مرةً أخرى إلى الحجرة وأرقده فوق السرير، وبسرعةٍ أخرج ملابس خاصةً من الدولاب الموجود ولبسها، ومن حسن حظه أنها جاءت مناسبةً تمامًا. وقف أمام المرآة، ثم ابتسم. كان من الصعب أن يشك أحدٌ في أن هذا الشاب هو «جارو». قال لنفسه في ابتسامة: مرحبًا أيها الصديق «جارو»! ثم التفت إلى السرير وانحنى قليلًا وهو يقول: معذرةً يا صديقي «جارو»، إنها ضرورة العمل.
نظر في ساعة يده. كان الوقت قد حان. اتجه إلى باب الحجرة لكنه عاد مرةً أخرى إلى السرير فغطَّى «جارو» حتى لا يكاد يظهر. فجأةً سمع دقات على الباب، فقال بصوتٍ مرتفع: إلى اللقاء يا صديق «مانجا». نم جيدًا حتى أعود. قال ذلك وهو يفتح الباب حتى يسمع مَن بالخارج.
كان الرجل يقف عند الباب، فقال «أحمد» بنفس لهجة «جارو»: أرجو ألَّا يوقظ أحدٌ صديقي «مانجا» حتى أعود من زيارة الزعيم.
انحنى الرجل وهو يقول: أمرك يا سيدي. تقدَّم الرجل فسار «أحمد» خلفه حتى باب المصعد. فتح له الباب فوجد «كاواوا» داخله، كانت مفاجأةً ﻟ «أحمد»، لكنه تمالك نفسه. ألقى عليه «أحمد» تحية الصباح، فردَّ «كاواوا»: صباح الخير يا سيد «جارو»!
تأكَّد أن «كاواوا» لم يستطِع أن يكشفه. ضغط «كاواوا» زرًّا في أعلى جدار المصعد، فانفتح بابٌ سحري دخله «كاواوا» وهو يقول: تفضَّل! … تقدَّم «أحمد». كانت أمامه طرقة طويلة مضاءةً إضاءةً كاملة.
مشى عدة خطوات خلف «كاواوا»، ثم نزلا عدة درجات فوجد سيارةً في الانتظار. أشار «كاواوا» له: تفضَّل. قفز «أحمد» في رشاقةٍ إلى السيارة الصغيرة التي انطلقت بسرعة البرق. كان «أحمد» وحده فقد تخلَّف «كاواوا». كان الموقف غامضًا تمامًا، ولم يكن أحدٌ في السيارة سواه؛ فهي بلا سائق. قال في نفسه: لعلها سيارة إلكترونية موجَّهة. فكَّر لحظة، ثم بدأ يرسل رسالةً إلى رقم «صفر» يشرح له ما حدث حتى اللحظة التي ينطلق فيها الآن لمقابلة «شو-لان»، وما يحدث في الخارج من اشتباكاتٍ بين رجال «شو-لان» وبين الشياطين. وجاء رد رقم «صفر»: «استمر. أهنئك!» مضت ربع ساعة والسيارة في نفس سرعتها. لم يكن شيءٌ يظهر حوله. كانت السيارة مضاءةً لكن مصابيحها الأمامية كانت بلا أنوار. فجأةً ظهرت إضاءة قوية، حتى أنه غطَّى عينَيه بيدَيه. فجأةً توقَّفت السيارة. ظلَّ لحظةً لا يتحرَّك، ثم سمع صوت باب السيارة يُفتح. نظر في اتجاهه. كان رجل قصير ينحني أمامه وهو يقول: مرحبًا بك أيها السيد «جارو»! نزل في هدوء وهو يردِّد: مرحبًا.
قال الرجل: إن السيد «شو-لان» في انتظارك.
تقدَّم الرجل فسار خلفه. كانت أمامه قاعة واسعة تمامًا تبدو غايةً في الجمال وكأنها واحدة من تلك التي يقرأ عنها في الأساطير والحكايات. مشى كثيرًا … والمكان لا ينتهي، حتى دخل في حجرةٍ واسعة. قال الرجل: تفضَّل. سوف يكون السيد «شو-لان» هنا حالًا.
ظلَّ يتأمَّل المكان. كان كل شيء جميلًا بدرجةٍ لافتة للنظر. لفت نظره عدة ثقوب صغيرة في جدران الحجرة وإن كانت لا تظهر لأي عين. فَهِم أنها للمراقبة، وأنه من الضرورة أن تكون خلفها عدسات للتصوير. جلس في هدوءٍ ووضع ساقًا على ساق وكأن كل شيء يحدث بشكلٍ عادي. فجأةً فُتح الباب وظهر رجلٌ قصير يبدو كصبيٍ له لحية متوسطة بيضاء، يلبس نظارة، تلمع تحتها عيناه بذكاءٍ حاد، وترتسم على وجهه ابتسامة كأنه رسمها ونسيها منذ زمن. قال بصوتٍ خالٍ من أي عاطفة: أهلًا بك يا ابني. وقف «أحمد» بسرعةٍ وهو ينحني انحناءةً خفيفة ويرد: أهلًا بك يا سيدي. جلس «شو-لان» وقال: اجلس! جلس «أحمد» صامتًا، فقال «شو»: لعلها رحلةٌ صعبة. لعلك لم تنَم حتى الآن.
ابتسم «أحمد» وهو يقول: إنها رحلةٌ ممتعة.
قال «شو»: سوف تخرج في رحلةٍ أكثر متعةً الآن! انتهز «أحمد» الفرصة وأخذ يتحدَّث عن قراءته في زراعة الأفيون، ولحظات جمع المادة المخدِّرة في ساعات الفجر، ثم تحدَّث عن هذه التجارة وأرباحها، واهتمام والده بها. كان «شو» يستمع إلى «أحمد» في إنصاتٍ شديد، وإعجابٍ أشد، ثم قال في النهاية: إنك على درايةٍ تامة بكل شيء، وهذا شيء يسعدني تمامًا … فجأةً دخل أحد الرجال فنظر له «شو» باهتمام. انحنى الرجل على أذن «شو» وأخذ يهمس له بكلمات، تغيَّر على أثرها وجهه، ثم قال في هدوء: هاتهم! فهم «أحمد» بسرعة ماذا تعني هذه الكلمة؛ لقد وقع الشياطين في قبضة رجال «شو-لان». انصرف الرجل فقال «شو»: سوف نتأخَّر قليلًا. هناك أشياء صغيرة حدثت ولا بد أن أنتهي منها قبل أن ننطلق. ردَّ «أحمد» مبتسمًا: لا بأس. في نفس الوقت كان يخفي انفعالُه خوف وقوع الشياطين. تحدَّث «شو» أحاديث متناثرةً حتى لا يفرض الصمت نفسه، وبعد دقائق دخل عددٌ من الرجال يبدو عليهم الإجهاد. نظر لهم «أحمد» لحظةً فعرف بينهم أحد رُكَّاب الطائرة. حدَّث نفسه: لعله ذلك الذي كان بجوار «فهد». رجل البوليس الخفي. ظهرت على وجهه ابتسامة وهو يقول في نفسه: لقد وقع الرجل. وقف الرجال أمام «شو-لان» الذي أخذ ينظر لهم في هدوء. كان رجل الطائرة ينقُل عينَيه بين «شو» وبين «أحمد» الذي خشي أن يقول شيئًا. قال «شو» في هدوءٍ شديد: ماذا تريدون؟
أجاب الرجل: لا شيء … إننا من هواة تسلُّق الجبال، ويبدو أننا فقدنا الطريق. ظلَّ «شو» ينظر للرجل، ثم قال لرجله: خذوهم الآن … سوف أرى عندما أعود. خرج الجميع وبقي «شو» و«أحمد» وحدهما. فكَّر «أحمد»: إن هذه هي الفرصة. ها هو «شو-لان» وحده، والشياطين لا يريدون سواه!
فجأةً تردَّد صوت طلقات، نظر «شو» إلى «أحمد» نظرة تساؤل، ثم همس: يبدو أن المتاعب قد ازدادت. وقف بسرعة، ثم استدار ليخرج، وكانت فرصة. أسرع «أحمد» يسحب مسدسه ومعه حقنة مخدرة، وقبل أن يستطيع تثبيتها في المسدس كان «شو» قد التفت إليه، وعندما رأى المسدس ارتسمت الدهشة على وجهه.
وفي سرعة البرق كان يسحب مسدسًا صغيرًا من كم ذراعه الأيسر، إلا أن «أحمد» كان حذرًا تمامًا؛ فلم يعطِه الفرصة ليتصرَّف؛ فقد قفز في الهواء، وضرب المسدس من يده، غير أن «شو» الذي كان خفيفًا جدًّا طار في الهواء وضرب «أحمد» بقدمه ضربةً جعلته يتألَّم، غير أن الألم لم يمنعه من الحركة؛ لقد أسرع «شو» ليلتقط مسدسه، لكن «أحمد» كان قد عاجله بضربةٍ قوية جعلته يترنَّح. فجأةً ظهر «فهد» و«باسم» على الباب، لمحهما «أحمد» وقد ظهرت الدهشة على وجهَيهما. وقف «شو» ينظر إليهما في تردُّد. لقد أيقن الآن أنه لا يستطيع شيئًا … قال «فهد» في دهشة: «جارو» يصارع «شو»! إنني لا أصدق! نظر إلى «باسم» وهمس: أين «أحمد»؟ ابتسم «أحمد» ابتسامةً لا تظهر، في نفس الوقت كانت قوة مسلحة قد ظهرت على الباب يتقدَّمها «رشيد» و«مصباح». وقفوا جميعًا ينظرون للموقف في تساؤل، وسأل قائد القوة: أين صديقكم؟ إنه يستحق تهنئةً خاصة.
وقفوا حائرين ولم يردَّ أحدٌ منهم، إلا أن «أحمد» ابتسم ابتسامةً عريضةً وهو ينزع الماكياج. نظر له «شو» وهو يهمس في ذهول: غير معقول! أنت لست «جارو»! في نفس الوقت انفجر الشياطين في الضحك.
تقدَّم قائد القوة يشد على يد «أحمد» وهو يقول: إن البوليس الدولي يهنِّئك على جهودك الممتازة!
تقدَّم أحد مساعدي القائد وقبض على «شو» الذي كان يقف مذهولًا. وعندما أوشك الجميع على الخروج وصلت رسالة من رقم «صفر» تقول: «لقد انتهى «شو-لان» إلى الأبد، وسوف يتخلَّص الإنسان من السموم التي كانت تقتله؛ وذلك بفضل جهود الشياطين. تهنئتي وإلى اللقاء».
أخذ الشياطين طريقهم إلى الخارج، في الوقت الذي كانت فيه الشمس تظهر في السماء لتُغطِّي الكون بأشعتها الذهبية، فقال «أحمد»: إن الفجر الجميل سوف يطلع كل يوم دون أن يكون هناك من يُشوِّه جماله بزراعة السموم …