دين الإنسانية
قلنا في صدر هذه الرسالة إننا نتتبع فيها المقدمات ونقسمها إلى قسمين: مقدمات كافية لتفسير النتائج التي تأتي بعدها، ومقدمات غير كافية لا تفسر جميع النتائج التي تلحق بها، وقد تبدو هذه النتائج كأنها منقطعة عن تلك المقدمات، أو مستغنية عن تفسيرها.
ونحن نرى في فصول هذه الرسالة تفاوتًا بين المقدمات في كفايتها، ولكنه لم يبلغ قط مبلغ التفاوت في مقدمات دين الإنسانية، ولا في مقدمات النبوة كما بسطناها في موضعها، فلو أنَّ جميع الأديان التي عرفها الناس قبل الدعوة المحمدية وُضِعَت أمام الباحثين يومئذٍ، لما استطاعوا أن يستخلصوا منها ظهور دعوة دينية تخاطب أمم الإنسانية جميعها من جزيرة العرب على الخصوص.
ومن الواجب أن نفرق بين دين التوحيد ودين الإنسانية في هذه الخصلة، فقد وجدت أديان تدعو الأمم إلى التوحيد قبل دعوة الإسلام، ولكنها لم تكن تدعوهم لأنها تسوي بينهم، وترى لهم حقًّا واحدًا في عبادتهم؛ بل كانت تدعوهم إلى عبادة ملك واحد في السماء، وملك واحد في الأرض، كأنها مسألة سيادة لا مسألة مساواة.
وقد جاءت الدعوة إلى التوحيد قبل الإسلام عن طريق توحيد الدولة، وفرض السلطان الواحد والعبادة الواحدة حيث تبسط سلطانها؛ إذ كانت القبيلة القوية تتغلب على القبائل الصغار فتفرض عليها عبادة ربها، وطاعة رئيسها، ثم يتغلب الشعب القوي على الشعوب الصغيرة، فيفرض عليها عبادة ربه، وطاعة أميره، ثم تمتد حدود الدولة وراء بلادها فتصبح لها الصفة «العالمية»، وتحسب الأرض كلها عالمًا واحدًا خاضعًا لشريعتها وشرائعها، فلا يطاع فيه ملك غير ملكها، ولا يعبد فيه رب غير ربها. ولا يأتي هذا التوحيد على سبيل التسوية بين الغالب والمغلوب، أو على سبيل الهداية والإرشاد؛ بل يأتي على سبيل القهر والإخضاع، وتجريد المغلوب من سادته في الأرض وسادته في السماء على السواء.
وعلى هذه السنة جرى الرومان على إخضاع اليهود حين فرضوا عليهم عبادة «الإمبراطور» في هيكلهم، ووضع الشارة الرومانية على محاريبهم، فلم يفرضوا عليهم ذلك هداية لهم أو اعترافًا بمساواتهم؛ بل فرضوه لإخضاعهم وتحريم كل معبود في الدولة غير معبودهم، وهكذا صنع غير الرومان في مصر وبابل والبلاد الفارسية.
إنَّ هذا «التوحيد» وجد قبل الإسلام.
ولكنه أبعد شيء عن دين الإنسانية الذي نعنيه، وهو الدين الذي يتجه إلى جميع الأمم بدعوة واحدة على سنة المساواة بين الشعوب والأجناس، والتماس الهداية للغالب والمغلوب، فشتان دعوة إلى توحيد العبادة تقوم على السيادة والاستعباد، ودعوة إلى توحيد الإنسانية في حقوق واحدة، وهداية واحدة، وإيمان واحد بإله لا إله غيره يتساوى الناس بين يديه، ولا يتفاوتون بغير الفضل والصلاح.
لقد كان الإله عند العبريين يسمى إله إسرائيل، ويخص من أبناء إبراهيم ذرية يعقوب بن إسحاق دون سائر العبريين.
قال يوشع: «هكذا قال الرَّب إله إسرائيل.»
ويقول الشعب في كتاب الأيام: «ألست أنت إلهنا الذي طردت سكان هذه الأرض أمام شعبك إسرائيل وأعطيتها لنسل إبراهيم خليلك إلى الأبد؟»
وقال داود في سفر صمويل الأول: «مبارك الرَّب إله إسرائيل الذي أرسلك هذا اليوم.»
وفي سفر الأيام: «خلصنا يا إله خلاصنا، واجمعنا وأنقذنا من الأمم لنحمد اسم قدسك، ونتفاخر بتسبيحتك. مبارك الرَّب إله إسرائيل من الأزل إلى الأبد …»
ويطمئن بنو إسرائيل إلى هذه الحظوة وإن لم يستحقوها بولاء أو إيمان، ويتنبأ المتنبئون والأنبياء فينعون عليهم خيانة الإله كما جاء في سفر أرميا: «إنَّ آباءكم قد تركوني وذهبوا وراء آلهة أخرى وعبدوها، وسجدوا لها، وإياي تركوا، وشريعتي لم يحفظوها، وأنتم أسأتم في عملكم أكثر من آبائكم، وها أنتم ذاهبون كل واحد وراء عناد قلبه الشرير حتى تسمعوا لي …»
ولكنهم يعودون فيسمعون من صاحب النذير أنَّ الله يريدهم شعبًا له: «وأجعلُ عيني عليهم للخير، وأرجعهم إلى هذه الأرض، وأبنيهم ولا أهدمهم، وأغرسهم ولا أقلعهم، وأعطيهم قلبًا ليعرفوني أني أنا الرَّب؛ فيكونوا لي شعبًا، وأنا أكون لهم إلهًا؛ لأنهم يرجعون إليَّ بكل قلوبهم …»
ودامت هذه العقيدة إلى عصر الميلاد؛ فتهيأت العقول لعقيدة أرفع منها وأعدل وأقرب إلى المساواة بين الناس، فكان يحيى المغتسل — يوحنا المعمدان — يزعزع هذه الثقة بالخلاص لغير سبب من عمل أو إيمان، ويخاطب القوم كلما تمادوا في اغترارهم بالنسبة إلى إبراهيم الخليل قائلًا: «إنَّ الله قادر على أن يخلق لإبراهيم أبناء من حجارة الأرض؛ فإن لم يخلصوا في إيمانهم فلا أمل لهم في الخلاص.»
وتحولت الدعوة المسيحية من بني إسرائيل إلى الأمم على الرغم من بني إسرائيل؛ لأن السيد المسيح شبههم بالمدعوين الذين أقيم لهم العرس فتعللوا بالمعاذير وتخلفوا عن إجابة الدعوة: «فقال هذا: إني اشتريت حقلًا وعليَّ أن أخرج فأنظره … وقال ذاك: إني اشتريت أزواجًا من البقر وسأمضي لأجربها، فغضب السيد وقال لعبده: اذهب عَجِلًا إلى طرقات المدينة وأزقتها وهات إليَّ من تراه من المساكين، فعاد العبد وقال لسيده: قد فعلتُ كما أمرتَ ولا يزال في الرحبة مكان، قال السيد: فادع غيرهم من أعطاف الطريق وزواياه حتى يمتلئ بيتي؛ فلن يذوق عشائي أحد من أولئك الذين دعوت فلم يستجيبوا الدعاء.»
ولم تتحول الدعوة المسيحية عن بني إسرائيل إلا بعد إعراضهم عنها، وإصرارهم على الإعراض في كل بقعة من بقاع فلسطين توجهت إليها دعوة السيد المسيح وتلاميذه. أما قبل ذلك فكانت الدعوة مقصورة عليهم، صريحة في تقديمهم على غيرهم من الأمم: «ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيداء، وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة: ارحمني يا سيد، يا ابن داود، ابنتي مجنونة جدًّا. فلم يجبها بكلمة، فتقدم إليه تلاميذه وطلبوا إليه قائلين: اصرفها؛ لأنها تصيح وراءنا، فأجاب وقال: لم أُرسَل إلَّا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. فأتت وسجدت له قائلة: يا سيد، أعنِّي، فأجاب وقال: ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب، فقالت: نعم يا سيد، والكلاب أيضًا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها. حينئذ أجاب يسوع وقال لها: يا امرأة، عظيم إيمانك! ليكن لك ما تريدين …»
وتحولت دعوة السيد المسيح ودعوة الرسل المسيحيين إلى الأمم غير مقصورة على بني إسرائيل، ولكنهم كانوا يدعون الأمم لأنهم أحق بإبراهيم من أبنائه بالجسد؛ إذ كان المستجيبون للدعوة أبناء إبراهيم بالروح.
•••
وإذا روجع تاريخ الأديان قبل ألفي سنة لم يوجد منها دين واحد خرجت دعوته من نطاق القومية فعمت شعوب الإنسانية على اختلاف أصولها وأجناسها.
وقد وُجدت في الصين شعوب بلغت في ذلك العهد مائة مليون أو تزيد، ووجدت في الهند شعوب تقاربها في العدد، ولم يعرف هؤلاء ولا هؤلاء دعوة الإنسانية إلى دين واحد؛ بل كانت الصين تدين بعبادة الأسلاف، وكل بيت له هيكله وعبادته على حدة، وكانت ديانة الهند ديانة الطبقة الغالبة ينفرد الأحبار بتلاوة أسفارها، ويحرمون على الطبقات المحرومة تلاوتها والتعرض لفهمها وتفسيرها، ويقول جوتاما ريشي في بعض كتب الفيدا: «إذا سمع الفيدا رجلٌ من المنبوذين، فمن واجب الملك أن يصب الرصاص المذاب في أذنيه.»
هذه مقدمات الدعوات الدينية قبل الدعوة المحمدية بعدة قرون، وتقف المقدمات عند هذه الدعوات، ثم يستمع الناس إلى دعوة من أعماق جزيرة العرب تنادي بني الإنسان جميعًا إلى دين واحد، وإله واحد، وحق واحد: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: ١٣]. وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ [سبأ: ٢٨]. وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [الأنبياء: ١٠٧].
ويفصل رسول الدعوة آيات الكتاب الذي أنزل إليه فيقول في تفسير هذه الآيات: «لا فضل لعربي على أعجمي ولا لقرشي على حبشي إلا بالتقوى.»
ولو لم يكن من سعة المسافة بين المقدمات وهذه النتيجة غير هذا الذي أجملناه لكان فيه الكفاية.
لكن العجب منه يتضاعف ويتعاظم حين تأتي النتيجة من أعماق الجزيرة العربية، حيث مشتجر الأنساب والأعراق على نحو لم يعرف له مثيل بين الأمم والعصبيات.
وبقية تبقى بعد ذلك لعجب فوق ذلك العجب المتضاعف المتعاظم، فإن الرسول الذي نادى بهذه المساواة بين الأصول والأمم لم يكن دون أحد من أبناء الجزيرة كلها حسبًا ونسبًا من أبويه الشريفين؛ بل كان من شرف الأبوة في الذؤابة التي يعترف بها النظراء، ويعنو لها المكابرون. وهذا الرسول هو الذي يتعلم منه الناس أنهم إذا صلحوا واستقاموا: فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ [المؤمنون: ١٠١].
المسئولية الفردية
وللديانة الإنسانية مناط واحد هو ضمير كل فرد من أفرادها، فما لم يكن لهذا الضمير حساب وعليه تبعة، فلا ديانة لإنسان ولا لجملة الناس.
وفكرة التبعة الفردية والمسئولية الفردية بسيطة سهلة الفهم، تتجدد الحاجة إلى تطبيقها كل يوم في كل بيئة اجتماعية، فلو كانت الفكرة تروج بمقدار بساطتها، وسهولة فهمها، وتجدد الحاجة إلى تطبيقها؛ لما خلا المجتمع الإنساني قط من مبدأ المسؤلية الفردية منذ أوائل عهد الإنسان بالاجتماع.
لكن الواقع أنَّ هذه الفكرة البسيطة قد أهملت، وظلت مهملة من عهد البداوة إلى عهود الحضارة الأولى؛ لأن محاسبة الفرد لم يكن لها مرجع إلى سلطان واحد؛ إذ كان الفرد من القبيلة يعتدي على فرد من قبيلة أخرى، ويندر أن ترضى قبيلة المعتدي أن تسلمه إلى قبيلة المعتدى عليه؛ فإن لم تسلمه «تضامنت» في الدفاع عنه، ووقعت الحرب بين القبيلتين، أو تعرض كل فرد من أفراد قبيلة المعتدي لأخذ الثأر منه، وقد يتوارثون الثأر إلى الأبناء والأعقاب.
فمضى نظام القبيلة على «مسئولية» القبيلة كلها عن جميع أفرادها، ثم تطورت القبيلة، وتألف الشعب من جملة قبائل متعارفة على نظامها القديم، فثبتت على عاداتها لصعوبة التغيير في الجماعات التي تقوم على المحافظة ورعاية المأثورات السلفية، وبلغ من ثبات هذه العادات أنَّ رومة — التي كانت تسمى أم الشرائع — جعلت الأب مسئولًا عن الأسرة، وأباحت له التصرف في أرواحها وأموالها. وقد ناظرتها في الشرق شريعة حمورابي، فجعلت من حق الرجل الذي تقتل بنته أن يتسلم بنت القاتل ليقتلها كأنها لا تحسب عندهم إنسانًا مستقلًّا بحياته.
وكانت في الهند حضارات تأخذ بمبدأ المسئولية الفردية، ولكنها ترجع بها إلى حياة سابقة متسلسلة من حياة سابقة على مدى الأزمنة التي لا تعرف لها بداءة منذ أزل الآزال، فهو مولود بجرائره وآثامه، وكفارة تلك الجرائر والآثام إلى الأجل المقدور، وليست تبعاته مرهونة بما يعمله بعد ميلاده؛ بل هي سابقة للميلاد لاحقة به آمادًا بعد آماد.
وعلى هذا تعاقبت الأجيال على إهمال المسئولية الفردية في أطوار البداوة وأطوار الحضارة، ولم تُعرف حضارة واحدة دانت بهذه المسئولية على النحو الذي نفهمه الآن، أو على نحو قريب منه غير الحضارة المصرية في عصور الأسر القديمة، ثم طواها الزمن وطوى معها شرائعها فلم يبق منها إلا اليسير.
•••
ولا نطيل في شرح «المسئولية الفردية» كما اعتقدها أناس من المتدينين الكتابيين قبل الإسلام، ولكننا نشير إلى طرف منها للإبانة عما انتهت إليه واستقرت عليه عند ظهور الدعوة الإسلامية.
ففي سفر التكوين أنَّ «نوحًا شرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه، فأبصر حام أو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجًا … فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير فقال: ملعون كنعان، عبد العبيد يكون لإخوته …»
وفي سفر يشوع أنَّ «عاخان» سرق من غنائم القتال في وقعة عاي، فانهزم الإسرائيليون … «وأجاب عاخان يشوع وقال: حقًّا إني قد أخطأت إلى الرَّب إله إسرائيل … رأيت في الغنيمة رداء شنعاريًّا نفيسًا ومائتي مثقال من الفضة، ولسان ذهب وزنه خمسون مثقالًا، فاشتهيتها وأخذتها، وها هي مطمورة في الأرض وسط خيمتي والفضة تحتها. فأخذ يشوع عاخان بن زارح والفضة والرداء، ولسان الذهب، وبنيه وبناته، وبقره وحميره، وغنمه وخيمته، وكل ماله وجميع إسرائيل معه وصعدوا بهم وادي عجوز … فقال يشوع: كيف كدرتنا يكدرك الرَّب في هذا اليوم؟ فرجمه جميع إسرائيل بالحجارة، وأحرقوهم بالنار، ورموهم بالحجارة، وأقاموا فوقه رجمة حجارة عظيمة إلى هذا اليوم، فرجع الرَّب عن حمو غضبه.»
•••
وكان القول الشائع أنَّ عصيان آدم جريرة لا يُسأل عنها وحده؛ بل يُسأل عنها كل ولد من ذريته.
•••
أما الدعوة الإسلامية فالمسئولية الفردية فيها شيء جديد كل الجدة لم يتطور مما تقدمه، ولم يكن نتيجة قط لإحدى هذه المقدمات، ومعجزة المعجزات فيها أنها قامت بالمسئولية الفردية، حيث يصدها كل عرف قائم، ويعوقها كل نظام مصطلح عليه في المعاملات والعقوبات، قامت بها في أعماق الجزيرة العربية ولا قانون فيها غير قانون الثأر، ولا شريعة لها غير شريعة القبيلة، وتعلم الناس لأول مرة في تاريخ البداوة والحضارة: وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ [النجم: ٣٩]. وأنَّ جيلًا من الأجيال لا يؤخذ بجريرة أسلافه، ولا يؤخذ خلفاؤه بجريرته: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [البقرة: ١٣٤]، وكُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [الطور: ٢١].
•••
مرحلة شاسعة لم يعمل فيها تاريخ البشرية كله ما عمله الإسلام وحده مبتدئًا بغير سابقة؛ بل مبتدئًا على الرغم من العوائق والموانع والمناقضات.
ولم تكن هذه المرحلة الشاسعة نافلة من نوافل الرأي على حواشي العقيدة، ولكنها هي الفتح الأكبر من فتوح الضمير في جميع مراحل التاريخ؛ إذ لا قوام للخلق ولا للدين بغير التبعة، ولا معنى بغير التبعة لتكليف ولا حساب.