فلما كانت الليلة ٦١١
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الكهين الأبطن لما أخبر الأولاد بذلك الخبر قال لهم: ثم إنه رجع غلبان، ولم يقدر على فتح كنز الشمردل من أولاد الملك الأحمر، فلما عجز أبوكم عنهم جاءني، وشكا إليَّ، فضربتُ له تقويمًا، فرأيت أن هذا الكنز لا يُفتَح إلا على وجه غلام من أبناء مصر اسمه جودر بن عمر، فإنه يكون سببًا في قبض أولاد الملك الأحمر، وذلك الغلام يكون صيَّادًا، والاجتماع به يكون على بركة قارون، ولا ينفك ذلك الرصد إلا إذا كان جودر يكتف صاحب النصيب ويرميه في البركة، فيتحارب مع أولاد الملك الأحمر، وكلُّ مَن كان له نصيب فإنه يقبض أولاد الملك الأحمر، والذي ليس له نصيب يهلك، وتظهر رجلاه من الماء، والذي يسلم تظهر يداه، فيحتاج أن جودرًا يرمي عليه الشبكة ويخرجه من البركة. فقال إخوتي: نحن نروح ولو هلكنا، وأنا قلت أروح أيضًا، وأما أخونا الذي في هيئة يهودي فإنه قال: أنا ليس لي غرض. فاتفقنا معه على أنه يتوجه إلى مصر في صفة يهودي تاجر، حتى إذا مات منَّا أحد في البركة يأخذ البغلة والخرج منه ويعطيه مائة دينار، فلما أتاك الأول قتله أولاد الملك الأحمر، وقتلوا أخي الثاني، وأنا لم يقدروا عليَّ فقبضتهم. فقال: أين الذين قبضتهم؟ فقال: أَمَا رأيتهم قد حبستهم في الحقين؟ قال: هذا سمك. قال له المغربي: ليس هذا سمكًا، إنما هم عفاريت بهيئة السمك، ولكن يا جودر اعلم أن فتح الكنز لا يكون إلا على وجهك، فهل تطاوعني وتروح معي إلى مدينة فاس ومكناس، ونفتح الكنز، وأعطيك ما تطلب؟ وأنت بقيت أخي في عهد الله، وترجع إلى عيالك مجبور القلب. فقال له: يا سيدي الحاج، أنا في رقبتي أمي وأخواي. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتَتْ عن الكلام المباح.