البيت الذي شيَّده سويفت: فانتازيا مسرحية في فصلين
«مواطنة: آهٍ يا سيدي، لا بدَّ أنك غريب! ومن المؤكَّد أنك لا تعرف عميدَنا الطيب؛ فهو صارم وحريص تمامًا في عاداته، يحب النظامَ في كل أمر، مهما يكن. وسيرحل إلى العالم الآخر في الخامسة، وفي الخامسة على وجه الدِّقة.»
تُشكل حياة الهجَّاء الإنجليزي العظيم «جوناثان سويفت»، وتراثُه الأدبي الساخر، مصدرَ إلهام للمشتغلين في الأدب المسرحي، والمنشغلين بالمصير الإنساني؛ مما دفع الكثيرين إلى الكتابة عنه بأشكالٍ مختلفة، ومنهم الكاتب الروسي «جريجوري جورين» الذي قدَّم «سويفت» وتراثَه في هذا العمل بطريقةٍ مبتكَرة؛ إذ يتخذ من عام ١٧٤٥م، وهو العام الذي رحل فيه «سويفت»، سياقًا زمنيًّا لأحداث العمل، ومن منزل «سويفت» سياقًا مكانيًّا، ومن شخوص أعماله، خاصةً عملَه الأبرز «رحلات جوليفر» الذي وصل فيه إلى أوجِ إبداعه المسرحي، أبطالًا. ويبدأ «جورين» في رسم خصائص جديدة مختلفة لهذه الشخصيات، لا تُنافي خصائصَهم في الأصل الذي رسمه «سويفت»، وإنما تتناسب مع الحدث من ناحية، ولا تُعيد تكرار ذاتها من ناحيةٍ أخرى. وقد قاوم «جورين» في هذا العمل مَسْرَحة حياة «سويفت» لصالح مَسْرَحة الحياة والموت والحب والكراهية، حتى يعكس الحياةَ والمصير الإنساني عامةً.