بيروت بيروت
«حفلَت صحفُ الأحد بأنباء الانفراج الأمني، وبشَّرتِ «السفير» بأن الساعات الأربع والعشرين القادمة ستكون حاسمةً بالنسبة للوضع الأمني في المنطقة الغربية، وللمُعالَجة الجذرية والنهائية لما أَسمَته «التجاوُزات على الأمن الشخصي والكرامة والملكية، وعمليات الابتزاز والتهديد، والخُوَّة والنهب، فضلًا عن الاشتباكات بين الأفراد والمنظمات، والعناصر غير المنضبطة التي تُروِّع السكان الآمِنين، وتخطف منهم البقيةَ الباقية من إصرارهم على التمسُّك بالأرض أو الوطن أو القضية».»
يسافر «صنع الله إبراهيم» إلى بيروت للبحث عن ناشرٍ لكتابه، فيُفاجأ بنسفِ مقر الدار أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وسفَرِ مالكها إلى الخارج، ثم يَتعرَّف على ممثِّلة ومُخرِجة ويبدأ في كتابةِ نصوصِ فيلمٍ وثائقي عن الحرب؛ يَرسم من خلاله صورةً حية لبيروت؛ المدينةِ العربية التي حملَت الحب والحرب في رَحِمها، فجمعَت بين الحياة والموت. تتجلى عبقرية «صنع الله إبراهيم» في اختياره الفريد لزمن الرواية؛ إذ يتَّخذ من هذه الحرب سياقًا زمنيًّا لها، ليُسلِّط الضوءَ على تأثيرها على المجتمع اللبناني، ويُركِّز فيها على تفاصيل الحياة اليومية والمعاناة التي يُعايِشها الشعب اللبناني. كما جاءت فكرةُ التعليق الصوتي على فيلمٍ يَتناول الحربَ الأهلية طريقةً مبتكرة في السرد الروائي، استطاع من خلالها تصويرَ الكثير من الحقائق التاريخية وتوثيقَها، فجاءت الرواية عملًا بحثيًّا رصينًا، وروائيًّا بديعًا.