الملك «شبتاكا»
دد كاو رع | شبتاكا |
- (١) لم يترك لنا «شبتاكا» أثرًا مؤرخًا من عهده إلا مقياس النيل الذي دونه على مرسى الكرنك، وقد أرخ «بالسنة الثالثة» الشهر الأول من الفصل الثالث اليوم الخامس من الشهر في عهد جلالة الملك «شبتاكا»، وعندما تولى جلالته بوصفه ملكًا في معبد «آمون» منحه البهاء في ظهوره باعتباره محبوب الإلهتين مثل «حور» على عرش «رع» والفيضان الذي منحه والده آمون العظيم «حعبي» عظيم، العظيم في فيضاناته، أعطاه إياه في زمنه، هو عشرون ذراعًا وشبران (راجع Br. A. R. VI, § 887) ويعترف «بتري» بأن «شبتاكا» حكم اثنتي عشرة سنة،٢ غير أنه يظن أن «شبتاكا» ينبغي أن يكون قد امتطى عرش الملك وهو في العشرين من عمره تقريبًا، ومات بعد أن جاوز الثلاثين بقليل، هذا؛ ويجعل مكان حكمه في مصر الوسطى والوجه البحري، غير أن هذه النظرية لا تتفق كثيرًا مع ما نعرفه عن آثاره، فقد أقام «شبتاكا» آثارًا في طيبة، ويظن الأثري «بدج»٣ أن أحد المعابد الصغيرة المخربة الآن في جبل «برقل» كان من عمله، وهذا ليس ببعيد قط، وبخاصة بعدما كشف عن قبره في جبانة «الكورو»، وهذا الرأي الذي عبر عنه «بدج» يخالف ما ذكره الأثري «جوتييه»؛ إذ اعتقد أن رأي «بدج» مجرد نظرية؛ لأن هذا الملك لم يوجد له أية آثار في بلاد النوبة أو السودان،٤ والواقع أنه قد وُجد له بعض آثار في الحفائر التي عملت في صنم (A.A.A, 10; (1923) PI. 43 (1 et 6) cf. p. 113).
- (٢) ويوجد لهذا الفرعون مقصورة محفوظة الآن بمتحف برلين وكانت من قبل مقامة بمعبد الكرنك بالقرب من البحيرة المقدسة،٥ والظاهر أن هذه المقصورة كانت قد أقيمت على بقايا مقصورة «لرعمسيس الثالث»، وتحتوي على معظم ما كان معروفًا عن هذا الملك.
- (٣) ويوجد له تمثال بدون رأس مثله جالسًا عُثر عليه في «منف» في معبد الإله «بتاح»، وهو محفوظ بالمتحف المصري،٦ وقد أخطأ «مسبرو» في نسبة هذا التمثال لكل من «شبتاكا» «وتهرقا».
وقد قيل إن هذا التمثال فيه ملامح من تماثيل الملك خفرع مما أوحى بأنه من تماثيل هذا الملك الأخير، وأنه أصلح من جانبي العرش، غير أن البحث قد أثبت عكس ذلك؛ لأن أمثال هذا التمثال المنسوب لخفرع يعد رأيًا خاطئًا، ومن جهة أخرى فإن تقليد تماثيل خفرع يعد من الأمور التي تثبت أن عصر النهضة في الفن وغيره أخذ يتطور منذ الأسرة الخامسة والعشرين، ثم بلغ قمته في عهد الأسرة السادسة والعشرين.
- (٤) ويوجد في الكرنك منظر نحته «شبتاكا» على واجهة معبد «أوزير» مثل فيه وهو يتسلم السيف من الإله «آمون».٧
- (٥) وفي المتحف البريطاني يوجد محراب صغير من البرنز للإله «آمون رع» عليه اسم هذا الفرعون.٨
- (٦)
ويحتمل أن البناء الذي أقيم فوق قبره كان هرمي الشكل وبُني بالحجر الرملي، ولم يبقَ إلا الخندق الدال على مكان البناء، وتدل الظواهر كذلك على أن السور الذي كان حول القبر قد بُني من الحجر الرملي أيضًا، وقد وجد الخندق الدال عليه، كما وجدت بعض قطع من المباني في الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية، وشكل المباني كان بسيطًا، ومزار القبر قد هدم تمامًا، ولم يُعثر على ودائع أساس لهذا الملك.
الأولى مساحتها ٦ × ٣ من الأمتار، أما الأخرى وهي أقل من الأولى انخفاضًا فمساحتها ٦٫٤٠ × ٥٫١٠ من الأمتار وقد نصب في وسطها تابوت.
ولم يوجد في حجرة الدفن أي أثاث جنازي، وتدل حالتها على أنها كانت قد استعملت كرَّة أخرى للدفن في عهد متأخر.
ووجد له كذلك تماثيل مجيبة كالتي وجدت «لشبكا».
وأهم شيء وجد في قبر «شبتاكا» هو قطع جمجمته، ولكنها كانت هشة للغاية عندما سلمت للفحص، ومع ذلك فإنه لحسن الحظ قد أمكن جمع كل هذه القطع الصغيرة بعناية فائقة أسفرت عن إعادة تركيب الجمجمة وأخذ مقاييس لها، والواقع أنها كانت صغيرة ولم تكن ذات تفاصيل عضلية بارزة، وكان من المحتمل أن يشك الإنسان في سلالتها إذا لم يكن لدينا أدلة على شخصية صاحبها.
هذا مجمل ما عُثر عليه لهذا الملك من آثار في مصر وبلاد «كوش»، وكما هو ظاهر لا نعرف منها عن قيام أية حروب وقعت بينه وبين بلاد «آشور» التي كانت قد بدأت توجه مطامعها بنوع خاص نحو البلاد الواقعة في غربي ممتلكاتها، وأعني بذلك البلاد الواقعة على البحر الأبيض المتوسط في آسيا ثم إلى مصر في أفريقيا.
وسنرى بعد من النقوش الآشورية أنه كلف «تهرقا» ابن أخيه بالقيام بحملة على الآشوريين لطردهم من حدود مصر وما جاورها من البلدان، ومن الغريب أنه ليس لدينا مصدر واحد يدل على قيام حرب بين مصر وبلاد آشور في الآثار المصرية التي وصلت إلينا حتى الآن، ولعل سبب ذلك أن ملوك مصر لم يوفقوا في هذه الحروب، وأن النصر كان عدوًّا لهم في كل أطوارها، ولذلك لم يكن من ديدنهم أن يدونوا وصف أية حروب كانت الغلبة فيها عليهم.
-
قبور جياد «شبتاكا»: القبر الأول١٥: هذا القبر مستطيل الشكل بعيد الغور، وليس فيه سنادات داخلية كما في مقابر
الجياد الأخرى، وقد وجد هيكل الجواد سليمًا تقريبًا ولا ينقصه إلا الرأس١٦ والأشياء التي كانت معه وجدت عند نهاية الرأس،١٧ وقد وجد معه على أقل تقدير خمس قلائد أو عقود، الأولى منها تحتوي على أربع عشرة
طغراءات للملك «شبتاكا» نقش عليها بالتوالي لقبا الملك وهما: «زد-كاو-رع» «من خبر رع».
والثانية قلادة من الخزف مؤلفة من تعاويذ تمثل العين السليمة «وزا» وأصداف محار في موضعها
الأصلي.١٨ والقلادة الثالثة تتألف من ثمان وعشرين زهرة مصنوعة من الخزف الأزرق مدلاة بين
مجاميع مؤلفة من حلقات من الخرز في موضعها الأصلي.١٩ والقلادة الرابعة تتألف من ست وثلاثين عينًا سليمة «وزا» من الخزف الأزرق،
ومعها كرة من الخزف المطلي محلاة بنقط ودوائر في كل طرف منها، وقد وجدت بنظامها الأصلي.٢٠هذا؛ وقد وجدت كمية كبيرة من خرز خزفي في هيئة حلقات موضوعة على الأرض تظهر كأنها شبكة من الخرز.٢١
-
مدفن لجواد ثانٍ للملك «شبتاكا»٢٧: قبر هذا الجواد يشبه قبر الجواد السابق،٢٨ وقد وجد جسمه في مكانه الأصلي كما في القبر السابق.٢٩
والأشياء التي وجدت معه هي:
سمط منظوم من الأعين السليمة المصنوعة من الخزف الأزرق كالتي في القبر السابق،٣٠ وكذلك سمط من العيون السليمة المصنوعة من الخزف الأزرق والمحار كما في القبر السابق، وكمية كبيرة من حلقات الخرز كما في القبر السابق أيضًا، وهكذا نجد تشابهًا عظيمًا بين محتويات هذين القبرين. -
مدفن لجواد ثالث للملك «شبتاكا»٣١: قبر هذا الجواد يشبه القبر رقم ٢٠٩ من كل الوجوه تقريبًا، هذا إلى سمط نظم من
الطغراءات المصنوعة من الخزف نقش عليها اسم هذا الملك.
مدفن لجواد رابع للملك «شبتاكا»: يشبه هذا القبر في شكله ومحتوياته القبر ٢٠٩.٣٢