القضاء المفتون
أو مدام فهمي أمام القضاء
كَيْفَ قَوَّضْتُمُ بِنَاءَ الْقَضَاءِ
فِي سَبِيلِ النَّجَاةِ بِالْحَسْنَاءِ؟
يَا قُضَاةً ظَلَمْتُمُ الْعَدْلَ حَتَّى
تَرْحَمُوا الْحُسْنَ فِي عُيُونِ النِّسَاءِ
قَدْ عَهِدْنَا أَنَّ الْجَمَالَ حُسَامٌ
مُرْهَفُ الْحَدِّ بَاتِرٌ ذُو مِضَاءِ
مَا عَهِدْنَاهُ أَنَّهُ الشَّرْعُ حَتْمًا
جَائِرٌ فِي الْوَرَى عَلَى التُّعَسَاءِ
فَإِذَا كَانَ قَاضِيًا ذَلِكَ الْحُسْـ
ـنُ يَدِينُ الْعِبَادَ تَحْتَ الْخَفَاءِ
أَجْلِسُوهُ عَلَى الْمِنَصَّةِ جَهْرًا
وَاسْتَعِيضُوا بِهِ عَنِ الزُّعَمَاءِ
يُصْبِحُ الْعَدْلُ حِينَ ذَلِكَ فُحْشًا
وَيَغُورُ الْوُجُودُ فِي الْفَحْشَاءِ
وَالْفَقِيرُ الضَّعِيفُ يُمْسِي ذَلِيلًا
وَتَصِيرُ الْأَحْكَامُ لِلْأَغْنِيَاءِ
كَمْ بَرِيءٍ فِي السِّجْنِ أَمْسَى شَقِيًّا
مِنْ ضَحَايَا الشَّرِائِعِ الْعَمْيَاءِ!
وَلَكَمْ مُجْرِمٍ يَعِيثُ فَسَادًا
هُوَ فِي شَرْعِكُمْ مِنَ الْأَبْرِيَاءِ!
يَا قُضَاةً وَالْعَدْلُ أَعْظَمُ رُكْنٍ
لِمَسِيرِ النِّظَامِ فِي الْغَبْرَاءِ
كَيْفَ كَفَّنْتُمُ الشَّبَابَ بِقَانُو
نٍ تَوَارَى مُلَوَّثًا بِالدِّمَاءِ؟
مَا دَرَى النَّاسُ قَبْلَ ذَلِكَ أَنَّ الْـ
ـعَدْلَ رَهْنٌ لِلْأَعْيُنِ النَّجْلَاءِ
وَلَهُ مُهْجَةٌ أُصِيبَتْ بِسَهْمٍ
مِنْ هَوَى مَرْغِرِيتَ فِي الْأَحْشَاءِ
•••
أَيْ جَمَالَ النِّسَاءِ أُولِيتَ حُكْمًا
فَاحْتَكِمْ مَا تَشَاءُ فِي الضُّعَفَاءِ
إِنْ تَكُنْ سَافِكًا فَكُنْ مُسْتَبِدًّا
لَا تَخَفْ مَا هُنَاكَ غَيْرُ الْقَضَاءِ
خاطرة
أُحِبُّكِ حِينَ أَرَاكِ تَنُوحِيـ
ـنَ وَالدَّمْعُ يَقْطُرُ مِنْ نَاظِرَيْكِ
وَأَهْوَى تَقَطُّعَ أَوْتَارِ صَوْتِكْ
يُصَعِّدُهُ الْحُزْنُ مِنْ مِرْشَفَيْكِ
أُحِبُّ الْعَذَابَ وَأَهْوَى الْبُكَاءَ
وَأَعْشَقُ كَأْسَ الضَّنَا فِي يَدَيْكِ
وَعِنْدِيَ أَنَّ ارْتِوَاءَ الدُّمُوعِ
دُمُوعِ الْمُؤَاسَاةِ مِنْ مُقْلَتَيْكِ
لَأَفْضَلُ مِنْ قُبُلَاتِ الْغَرَامِ
يُشَرَّبُهَا الْفَمُ مِنْ وِجْنَتَيْكِ