آلو آلو
بين الحب وقلبي
الحب
:
رِنْ رِنْ! آلُو!
مَرْكَزَ الْقَلْبِ قَلْبِ ذَاكَ الْوَجِيعِ
أَلَا يَزَالُ مُقِيمًا
مَا بَيْنَ تِلْكَ الضُّلُوعِ؟
سُكُوتْ! …
رِنْ رِنْ! آلُو!
لِي حَدِيثٌ مَعَ الْفُؤَادِ طَوِيلُ
رَحَلْتُ عَنْهُ زَمَانًا
حَتَّى بَلَانِي الرَّحِيلُ
وَجِئْتُ أَشْكُو إِلَيْهِ
سَقْمِي وَذَرْفَ دُمُوعِي
قَلْبِي
:
رِنْ رِنْ! آلُو!
«ذَاكَ صَوْتٌ سَمِعْتُهُ مِنْ قَدِيمِ
تُرَى أَصَوْتُ عَذَابِي
تَرُودُ فِيهِ هُمُومِي
أَمْ تِلْكَ أَسْرَابُ حُبِّي
قَدْ آذَنَتْ بِالرُّجُوعِ؟»
•••
مَاذَا تُرِيدُ وَمَنْ أَنْـ
ـتَ يَا أَلِيفَ الْبُكَاءِ؟
أَمَا اكْتَفَيْتُ شَقَاءً
حَتَّى تَزِيدَ شَقَائِي؟
أَزْعَجْتَ حُلْمِي لَمَّا
أَفَقْتَنِي مِنْ هُجُوعِي
•••
لَقَدْ شَعَرْتُ بِأَنِّي
أَمَسُّ ذِكْرَى قَدِيمَةْ
ذِكْرَى الشُّجُونِ وَكَانَتْ
فِي جَانِبَيَّ مُقِيمَةْ
فَفِي كَلَامِكَ رَمْزٌ
لِمِحْنَتِي وَوُلُوعِي!
الْحُبُّ
:
أَنَا سَمِيرُ الْعَذَارَى
وَقَدْ نَكَثْتُ عُهُودِي
أَنَا هِزَارٌ وَقَلْبُ الْـ
ـشَّبَابِ يَهْوَى نَشِيدِي
أَنَا نُجُومُ اللَّيَالِي
أَنَا زُهُورُ الرَّبِيعِ
•••
أَنَا رَبَابُ الْمُحِبِّيـ
ـنَ فِي يَدَيْ دَاوُدِ
سِرٌّ خَفِيٌّ ثَوَى فِي
ضَمِيرِ هَذَا الْوُجُودِ
وَمَعْبَدٌ لِلْهَوَى أَنْـ
ـجُمُ الظَّلَامِ شُمُوعِي
•••
فَمُنْذُ تُهْتُ وَحِيدًا
وَقَدْ تَرَكْتُكَ وَحْدَكْ
ذُقْتُ الْمَرَارَةَ صِرْفًا
وَمَا تَحَمَّلْتُ بُعْدَكْ
وَالْآنَ عُدْتُ لَعَلِّي
أَرَى جَمَالَ رُبُوعِي
•••
تَعَالَ نَشْدُو أَمَامَ الْـ
ـهَوَى نَشِيدَ الْحَيَاةِ
تَعَالَ نُشْعِلُ زَيْتَ الْـ
ـغَرَامِ بِالزَّفَرَاتِ
تَعَالَ نَسْقِي أَزَاهِيـ
ـرَ حُبِّنَا بِالدُّمُوعِ!
•••
تَعَالَ أَوْ لَا فَدَعْنِي
أَمُصُّ عَذْبَ رُضَابِكْ
يَكَادُ عَهْدُ شَبَابِي
يَمْضِي كَعَهْدِ شَبَابِكْ
وَلَا يَزَالُ رَضِيعًا
فَيَا لَهُ مِنْ رَضِيعِ!
•••
تَعَالَ نَفْغُرُ أَجْرَا
حَنَا أَمَامَ السَّمَاءِ
تَعَالَ نَشْرَبُ كَاسَ
الضَّنَا مَعَ التُّعَسَاءِ
إِنَّ الْعَذَابَ حَيَاةُ الْـ
ـعَظِيمِ مَجْدُ الرَّفِيعِ
•••
تَعَالَ نَعْزِفُ أَنْغَا
مَنَا عَلَى الْأَوْتَارِ
وَلَا نَكُنْ كَسِوَانَا
خُرْسًا عَنِ الْأَشْعَارِ
فَجَذْوَةُ الشِّعْرِ دَوْمًا
تَعِيشُ فِي الْمَوْجُوعِ
قلبي
:
عَلَامَ أَشْعُرُ بِالْجُو
عِ يَأْكُلُ اللَّحْمَ مِنِّي
وَلَمْ أَرَ الْعَطْفَ يَدْنُو
مِنْ بَعْدِ ذَاكَ التَّجَنِّي؟
رُحْمَاكَ يَا طَيْفُ حُبِّي
لَقَدْ بَلَانِيَ جُوعِي
•••
أَسْرِعْ إِلَيَّ وَبَادِرْ
بِاللهِ أَسْرِعْ إِلَيَّا
جَارَتْ دَقَائِقُ نَوْمِي
وَقَدْ تَوَالَتْ عَلَيَّا
فَلَيْسَ لِي مِنْ شَفِيقٍ
وَلَيْسَ لِي مِنْ شَفِيعِ
•••
أَمْسَيْتُ بَعْدَكَ يَا حُبُّ
بَارِدًا كَالْقُبُورِ
تُحِيطُ بِي حَشَرَاتٌ
تَدُبُّ فِي دَيْجُورِي
وَمَا هُنَالِكَ إِلَّا
رُمُوزُ شَيْءٍ فَظِيعِ
•••
تَعَالَ يَا نُورُ مَاضِيَّ
يَا حَيَاةَ الْفُؤَادِ
وَاسْكُبْ ضِيَاءَكَ صِرْفًا
عَلَى شَدِيدِ سَوَادِي! …
حُبِّي رَجَعْتُ إِلَيْهِ
وَمَا أُحَيْلَى رُجُوعِي!
في ٢٧ شباط سنة ١٩٢٣