القلب لا يُشرى
انْظُرُوهُ تَرَوْا خَيَالِيَ فِيهِ
شَفَّهُ سُقْمُهُ فَصَارَ شَبِيهِي
رَشَأٌ حُسْنُهُ يُضَاعِفُ حُبِّي
الْعَذَارَى فِي فَجْرِهَا تَرْوِيهِ
فَإِذَا مَا النُّجُومُ أَبْدَتْ شُعَاعًا
فَشُعَاعٌ مِنْ حُسْنِهِ يُخْفِيهِ
وَإِذَا مَا الصَّبَا أَذَاعَتْ حَدِيثًا
فَالصَّبَا فِي حَدِيثِهَا تَعْنِيهِ
كَمْ سَهِرْتُ الظَّلَامَ أَرْعَى هَوَاهُ
وَأَنَا شَاخِصٌ بِمِرْشَفِ فِيهِ!
فَكَأَنِّي عَبْدٌ أَوَدُّ رِضَاهُ
وَأَنَا فَاعِلٌ بِمَا يُرْضِيهِ
وَمِرَارًا لَزِمْتُ غُرْفَةَ يَأْسِي
أَنْظِمُ الشِّعْرَ وَالْهَوَى يُمْلِيهِ
غُرْفَةَ الْحُزْنِ أَنْتِ تَحْوِينَ صَدْرًا
كُلُّ مَا فِي الْوُجُودِ لَا يَحْوِيهِ
يَا غَزَالًا أَوَيْتَ قَلْبِيَ رِفْقًا
صَارَ مَيْتًا ذَاكَ الَّذِي تَأْوِيهِ
إِنْ تَكُنْ تَسْتَحِلُّ قَتْلَ فُؤَادِي
لَيْسَ فِي الْحُبِّ غَيْرُهُ تَشْتَرِيهِ
في ٧ تشرين٢ سنة ١٩٢٢