انْزِعُوا قلبي فأستريح
انْزِعُوا مِنِّيَ قَلْبِي
رَحْمَةً كَيْ أَسْتَرِيحْ
فَأَنَا مَا زَالَ حُبِّي
نَامِيًا أَبْقَى جَرِيحْ
•••
أَيُّهَا الْهَائِمُ فِي هَذِي الْفَلَاةْ
أَيْنَ تَنْوِي أَيْنْ
دَائِمًا أَلْفَاكَ تَذْرِي الْعَبَرَاتْ
كَاسِرَ الطَّرْفَيْنْ
امْسَحِ الدَّمْعَ فَلَا تُرْوِي الْحَيَاةْ
دَمْعَةَ الْعَيْنَيْنْ!
اهْجُرِ الْكَوْنَ فَمِصْبَاحُ الْوُجُودْ
لَيْسَ فِيهِ زَيْتْ
وَاطْلُبِ الْأَنْوَارَ فِي مَأوَى الْخُلُودْ
فِي قُصُورِ الْمَوتْ
•••
انْزِعُوا مِنِّيَ قَلْبِي
رَحْمَةً كَيْ أَسْتَرِيحْ
فَأَنَا مَا زَالَ حُبِّي
نَامِيًا أَبْقَى جَرِيحْ
•••
أَيُّهَا الْحَامِلُ قِيثَارَ الشَّبَابْ
قَطِّعِ الْأَوْتَارْ
لَمْ تَعُدْ تَرْشُفُ ذَيَّاكَ الرِّضَابْ
بِسِوَى التَّذْكَارْ
أَصْبَحَتْ تِلْكَ الْأُوَيْقَاتُ الْعِذَابْ
مِثْلَ حُلْمٍ سَارْ
سَئِمَتْ نَفْسِيَ أَنْوَارَ الصَّبَاحْ
فِي حِمَى الْحَدَثَانْ
كُلَّ مَا فِيهِ بُكَاءٌ وَنُوَاحْ
تَشْهَدُ الْأَجْفَانْ
•••
انْزِعُوا مِنِّيَ قَلْبِي
رَحْمَةً كَيْ أَسْتَرِيحْ
فَأَنَا مَا زَالَ حُبِّي
نَامِيًا أَبْقَى جَرِيحْ
•••
أَنْتِ يَا رُوحَ الْمَمَاتِ الْهَائِمَةْ
يَا عَرُوسَ النُّورْ
لَامِسِي عَيْنَ غَرَامِي النَّائِمَةْ
فِي مَغَانِي الْحُورْ
وَاجْثُمِي فَوْقَ فُؤَادِي لاثِمَةْ
ظُلْمَةَ الدَّيْجُورْ
عَلَّهُ إِنْ يَسْتَفِقْ مِنْ سَكْرَتِهْ
يَهْجُرِ الْأَيَّامْ
وَيَرَى الْحُبَّ الَّذِي فِي خَمْرَتِهْ
كُلَّهُ أَوْهَامْ
•••
انْزِعُوا مِنِّيَ قَلْبِي
رَحْمَةً كَيْ أَسْتَرِيحْ
فَأَنَا مَا زَالَ حُبِّي
نَامِيًا أَبْقَى جَرِيحْ
في ١٦ شباط سنة ١٩٢٣