مدام مرسلين ده بورد قلمور شاعرةٌ إفرنسية، وُلِدَت في دوي سنة ١٧٨٦ من عائلةٍ شريفة
وغنيَّة، غير أن الثورة الإفرنسية أخنَت على تلك العائلة، فرحلَت بها أمها، وكانت في
الرابعة
عشرة من عمرها، إلى الغوادلوب حيث لجأتا إلى قريبٍ أثْرى هناك، ولكن النحس ظل تابعهما؛
إذ أن
القريب مات بعد أن احترق محله وانكسر اسمه، وبعد أسبوع ماتت الأم بالحُمَّى، وهكذا ظلت
مرسلين
شقية إلى أن قيض الله لها امرأةً غنية أعادتها معها إلى فرنسا، وكانت ذات صوتٍ شجي، فغنَّت
في
الأوبرا، ومثَّلَت مع جوقاتٍ عديدة، إلى أن صادفَت الرجل الذي تقدم له قلبها نقيًّا طهورًا
وهو
الممثل قلمور، ولكن حبها وعطفها لهذا الممثل ما جُوزيا بغير الخيانة فهجَرَها، عند هذا
أخذت
تكتب قصائده بدموع قلبها، ومنها هذه القصيدة:
مَا أَرَى؟ إِنَّ مَا أَرَاهُ وَجِيعُ
وَوَجِيعٌ مَا تَحْتَوِيهِ الضُّلُوعُ
أَوَمَا حُبُّهُ الَّذِي أَقْتَفِيهِ
بِعُيُونٍ تَبْكِي وَقَلْبٍ يَجُوعُ؟
أَوَمَا صَوْتُهُ الَّذِي حَمَلَتْهُ
نَسَمَاتٌ مَعَ الْأَثِيرِ تَضُوعُ؟
فَانْتَهَى فِي الدُّجَى إِلَيَّ لَطِيفًا
وَلَطِيفٌ صَوتُ الْحَبِيبِ الْمُطِيعُ
أَيْنَ مَنْ كَانَ سَاكِنًا فِي عُيُونِي؟
أَيْنَ حُبِّي وَأَيْنَ ذَاكَ الْهُجُوعُ.
كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا النُّفُوسُ تَلَاشَى
ذَائِبًا مِثْلَمَا تَذُوبُ الشُّمُوعُ
إِنَّ لِلنَّفْسِ فِي الْحَيَاةِ خُلُودًا
لَيْسَ لِلنَّفْسِ مَيْتَةٌ أَوْ نُزُوعُ
فَكَأَنَّ الْخُلُودَ يُثْقِلُ نَفْسِي
وَقْعُهُ الْمُرُّ فِي فُؤَادِي فَظِيعُ
لَمْ يَعُدْ سُهْدُ أَعْيُنِي لِحَبِيبِي
لَمْ يَعُدْ لِلْهَوَى إِلَيَّ رُجُوعُ
فَبَكَتْنِي عَرُوسَةُ الشِّعْرِ لَكِنْ
لَا تُرَوِّي الْفُؤَادَ تِلْكَ الدُّمُوعُ
أَيُّهَا الْحُبُّ قَدْ وَهَبْتُكَ قَلْبِي
يَوْمَ كَانَ الْهَوَى وَكَانَ الرَّبِيعُ
قِيلَ لِي قَدْ أَضَعْتَهُ يَا ظَلُومًا
كُلُّ شَيْءٍ يُعْطَى إِلَيْكَ يَضِيعُ