ولِمَا تَقيسُون الصلاة؟
وَيْلُ الضَّعِيفِ مِنَ الْقَدِيرْ
وَيْلُ الْأَثِيمِ مِنَ الْمَصِيرْ
هَذَا يُمَاشِيهِ النَّصِيـ
ـرُ وَذَا يُقِيمُ بِلَا نَصِيرْ
هَذَا يُمَجَّدُ بِالشُّرُو
رِ وَذَا يُهَانُ بِلَا شُرُورْ
هَذَا يُظَنُّ مِنَ اللُّبَا
بِ وَذَا يُخَالُ مِنَ الْقُشُورْ
وَيْحُ الصَّغِيرِ فَإِنَّهُ
شِلْوٌ بِأَنْيَابِ الْكَبِيرْ
شَرَفُ الضَّمِيرِ لَدَى الْمُسَوَّ
دِ أَنْ يَكُونَ بِلَا ضَمِيرْ
•••
وَصَبِيحَةٍ قَدْ جُزْتُهَا
فِي مُنْحَنَى وَادٍ نَضِيرْ
تَرَكَتْ بِصَدْرِي عِلَّةً
يَحْدُو بِهَا حَادِي السَّعِيرْ
شَاهَدْتُ ثَاكِلَةً تَنُو
حُ وَرَاءَ تَابُوتٍ حَقِيرْ
تَرْثِي ابْنَهَا بِمَدَامِعٍ
حَرَّى مِنَ الْقَلْبِ الْكَسِيرْ
نَظَرَتْ إِلَى التَّابُوتِ بَا
كِيَةً عَلَى أَمَلٍ أَخِيرْ
وَكَأَنَّ مُقْلَتَهَا سِرَا
جٌ كَادَ يُطْفِئُ بِالزَّفِيرْ
وَارَتْ يَدُ التُّرْبِ التُّرَا
بَ وَعَادَ حَفَّارُ الْقُبُورْ
وَالْكَاهِنُ الْمَأْجُورُ تَمْـ
ـتَمَ مُدَّةَ الْوَقْتِ الْقَصِيرْ
وَمَضَى وَخَلَّى الْمَيْتَ تُؤْ
نِسُهُ الْجَدَاوِلُ بِالْخَرِيرْ
وَتَزُورُهُ عِنْدَ الْمَسَا
وَالْفَجْرِ أَسْرَابُ الطُّيُورْ
بَكَتِ السَّمَاءُ ابْنَ الشَّقَا
ءِ بِمَدْمَعِ الزَّهْرِ الْغَزِيرْ
وَاللَّيْلُ ذَوَّبَ فِي الضَّرِيـ
ـحِ عَوَاطِفَ الْبَدْرِ الْمُنِيرْ
•••
إِي مَعْشَرَ الْقَوْمِ الْأُلَى
سَنُّوا الشَّرَائِعَ لِلْعُصُورْ
أَتَفَاوُتٌ بَيْنَ الْغِنَى
وَالْفَقْرِ حَتَّى فِي الْقُبُورْ
حَقُّ التَّحَبُّرِ لِلْغَنِيِّ
وَلَا حُقُوقٌ لِلْفَقِيرْ
هَذَا إِلَى الْأَمْوَاتِ يَسْـ
ـقُطُ، ذَاكَ يَنْزِلُ بِالْحَرِيرْ
مَاذَا! أَلَيْسَ اللهُ مَجَّا
نًا لِخَلْقٍ مُسْتَجِيرْ
أَتَفَاوُتٌ بَيْنَ الْفَقِيـ
ـرِ لَدَى الْمُهَيْمِنِ وَالْأَمِيرْ
مَاذَا؟ أَلَا تَرْضَى الْمَلَا
ئِكُ أَنْ تَنَازَلَ بِالظُّهُورْ
إِلَّا مَتَى تَرْشُونَهَا
بِالْمَالِ فِي الْيَوْمِ الْأَخِيرْ
لِمْ يَا تُرَى حَدَّدْتُمُ
ثَمَنًا لِرَبِّكُمُ الْقَدِيرْ؟
حَتَّى يُطَافَ بِهِ وَرَا
ءَ النَّعْشِ بِالْعَدَدِ الْغَفِيرْ
وَلِمَا تَقِيسونُ الصَّلَا
ةَ إِذَا عَدَلْتُمْ فِي الْأُمُورْ؟
لِأُولِي الشَّقَاءِ قَصِيرَةً
وَطَوِيلَةً لِأُولِي الْقُصُورْ
الْحَوْرُ يَرْمِي ظِلَّهُ
فِي الْقَفْرِ وَالْحَقْلِ النَّضِيرْ
لَا فَرْقَ عِنْدَ ظِلَالِهِ
بَيْنَ الْعَشَابَةِ وَالزُّهُورْ
•••
رُومَا! يَوَدُّ اللهُ أَنْ
يَمْشِي التَّسَاوِي فِي الصُّدُورْ
وَيَوَدُّ أَنْ يُعْطَى وَلَيْـ
ـسَ يُبَاعُ فِي يَوْمِ النُّشُورْ
أَوَلَمْ يَهَبْ دَمَهُ الطَّهُو
رَ وَفَلْذَةَ الْكَبِدِ الطَّهُورْ
فَالنَّفْسُ تَطْلُبُ مُرْسَلًا
لَا تَاجِرًا وَاهِي الضَّمِيرْ
في ٢٢ كانون الثاني سنة ١٩٢٥
خاطرة
انْفِ عَنْكَ الْأَحْزَانَ وَالْحَسَرَاتِ
مُعْرِضًا عَنْ وَجْهَيْهِمَا التَّوْءَمَيْنِ
وَتَنَعَّمْ مُجَاهِدًا فِي الْحَيَاةِ
لَا يَمُرُّ الصِّبَا بِهَا مَرَّتَيْنِ
في ٣٠ آذار سنة ١٩٢٢