ما لي جَلَد
قَالُوا لَهَا مَاذَا فَعَلْـ
ـتِ بِجَفْنِ ذَيَّاكِ الْأَسَدْ؟
فَنَرَاهُ يَنْثُرُ دَمْعَهُ
فِي كُلِّ يَوْمٍ كَالْبَرَدْ
قَالَتْ وَقَدْ بَسَمَتْ لَهُمْ
وَقَعَ الْمُتَيَّمُ فِي فَنَدْ
أَنْزَلْتُهُ فِي وَهْدَةٍ
مِنْهَا هَوَاهُ مَا صَعَدْ
قَالُوا لَهَا أَوَمَا حَرَا
مٌ أَنْ يُلَازِمَهُ النَّكَدْ؟
عَبَثَ الْغَرَامُ بِهِ وَلَمْ
يُبْقِ السِّقَامُ لَهُ جَسَدْ
قَالَتْ دَعُوهْ وَشَأْنَهُ
مَنْ خَالَ أَنَّ الْحُبَّ دَدْ
عَهْدِي بِهِ رَجُلًا إِذَا
هُوَ فِي مَصَائِبِهِ وَلَدْ
قَالُوا لَهَا أَضْنَيْتِهِ
فَهَوَاكِ مِنْ دَمِهِ اسْتَمَدْ
دَمُهُ لَدَيْكِ وَقَدْ بَدَا
أَثَرٌ لَهُ فِي كُلِّ خَدْ
فَتَمَلْمَلَتْ لَيْلَى وَقَدْ
فَقَدَتْ مِنَ الْغَيْظِ الرَّشَدْ
حَسَنًا أَجَابَتْ فَارْجِعُوا
عَنْ مِحْنَتِي مَا لِي جَلَدْ
في ١٢ آذار سنة ١٩٢٣