ابنِ لنفسك مقرًّا شريفًا
إِنْ تَرُمْ مَجْدًا وَفَخْرًا
وَاقْتِدَارًا مُسْتَمِرًّا
وَإِذَا مَا شِئْتَ تَحْيَا
مُطْلَقَ الْأَجْنُحِ حُرَّا
فَوْقَ أَطْبَاقِ الْأَثِيرِ
جَنْبَ أَبْرَاجِ الْبُدُورِ
وَعَلَى مَرْأَى الضَّمِيرِ
ابْنِ لِلنَّفْسَ مَقَرَّا
•••
اتْبَعِينِي يَا فَتَاتِي
وَابْخَلِي بِالْعَبَرَاتِ
فَمِرَارًا قَدْ بَكَيْنَا
تَحْتَ أَقْدَامِ الْحَيَاةِ
إِنْ مِنْ دَمْعِ الْعَذَارَى
مَلَكُ الطُّهْرِ اسْتَعَارَا
فَحَرَامٌ أَنْ يُوَارَى
فِي تُرَابِ الْكَائِنَاتِ
•••
نَحْنُ فِي عُمْرِ الشَّبَابِ
نَحْنُ فِي عَهْدِ التَّصَابِي
وَأَرَى آمَالَ قَلْبِي
تَتَلَاشَى كَالضَّبَابِ
اتْبَعِينِي اتْبَعِينِي
فَدُمُوعِي وَجُفُونِي
شَيَّدَتْ قَصْرَ السُّكُونِ
فَوْقَ أَطْبَاقِ السَّحَابِ
•••
مُذْ رَأَى النَّاسُ هُزَالِي
وَجُمُودِي الْمُتَوَالِي
ضَحِكُوا مِنِّي وَقَالُوا
هُوَ يَحْيَا فِي الْخَيَالِ
لَوْ دَرَوْا مَعْنَى نَشِيدِي
لَرَأَوْنِي ابْنَ الْخُلُودِ
وَرَأَوْا جِسْمَ الْوُجُودِ
يَتَمَشَّى لِلزَّوَالِ
•••
اتْبَعِينِي اتْبَعِينِي
فَدُمُوعِي وَجُفُونِي
شَيَّدَتْ قَصْرَ السُّكُونِ
فَوْقَ أَطْبَاقِ السَّحَابِ
في ٢ آذار سنة ١٩٢٣