يا ليل العمر متى غده؟
حَتَّامَ أُحَاوِلُ أَرْقُدُهُ؟
لَيْلٌ يَتَمَرَّدُ أَسْوَدُهُ
وَعُيُونُ غَزَالِي نَائِمَةٌ
تُضْنِي جَفْنِي وَتُسَهِّدُهُ
حَلَّتْ مَعْقُودَ ضَفَائِرِهَا
أَبْكَارُ الشِّعْرِ وَخُرَّدُهُ
وَتَغَنَّتْ تَرْقُصُ مُنْشِدَةً
يَا لَيْلَ الْعُمْرِ مَتَى غَدُهُ؟
مَوْلَايَ وَمَنْ ضَلَّتْ عَيْنَا
هُ هَوَاكَ فَلَحْظُكَ يُرْشِدُهُ
فَعَلَامَ وَعَبْدُكَ فِي سَقَمٍ
تُدْنِيهِ مِنْكَ وَتُبْعِدُهُ؟
فَكَأَنَّ الْبَدْرَ رَآكَ تَمِيـ
ـسُ فَهَامَ بِقَدِّكَ يُنْشِدُهُ
وَهَوَى يَسْتَرْشِفُ شَهْدَ لُمَا
كَ فذَابَ بِثَغْرِكَ عَسْجَدُهُ
مَوْلَايَ إِذَا أَحْبَبَتْ فَتًى
فَمُلُوكُ الْعَالَمِ تَحْسُدُهُ
أَنْسَيْتَ الْعَبْدَ دِيَانَتَهُ
فَاغْتَاظَ الْمَوْلَى سَيِّدُهُ
دِينِي قَدْ رَقَّ فَوَا تَلَفِي!
هَلْ بَاقٍ غَيْرُكَ أَعْبُدُهُ
أَبَدًا يَشْتَاقُ إِلَيْكَ فَتًى
تَتَأَوَّهُ يَأْسًا عُوَّدُهُ
فَإِذَا مَا شِئْتَ تُزَوِّدُهُ
تَعَبَ الدُّنْيَا يَتَزَوَّدُهُ
في ٨ أيار سنة ١٩٢٠