والعين بحيرة أحلام
أَسْرَعْتُ لِبَابِكِ أَقْرَعُهُ
فِي لَيْلٍ أَظْلَمَ بُرْقُعُهُ
وَقَصِيدَةُ شِبْلِي١ مُصْغِيَةٌ
لِنَشِيدِ فُؤَادِي تَسْمَعُهُ
فَأَفَاقَ أَبُوكِ وَفِي يَدِهِ
مِصْبَاحُ الْغُرْفَةِ يَرْفَعُهُ
وَأَجَابَ «رَشِيدٌ» لَمْ يَرْجِعْ
وَ«جَمِيلُ» أَوَاهُ مَضْجَعُهُ
فَكَتَمْتُ السِّرَّ وَفِي كَبِدِي
قِيثَارُ الْحَظِّ أُقَطِّعُهُ
وَرَجَعْتُ وَفِي حُبِّي خَرْقٌ
ثَوْبٌ مَا كُنْتُ أُرَقِّعُهُ
•••
مَوْلَايَ وَفِي يَدِهِ وَلَدٌ
مَا شَاءَ هَوَاهُ يُلَوِّعُهُ
فَإِذَا أَدْنَاهُ بِتَبْسِمَةٍ
مِنْهُ فَبِعُنْفٍ يَدْفَعُهُ
ثَمَرَاتُ الطُّهْرِ مَرَاشِفُهُ
وَغُصُونُ الزَّنْبَقِ أَذْرُعُهُ
وَالْعَيْنُ بُحَيْرَةِ أَحْلَامٍ
تَتَمَوَّجُ فِيهَا أَدْمُعُهُ
لَا أَنْسَى لَيْلَةَ أَنْشَدَنِي
لَحْنًا وَالْحُبُّ يُوَقِّعُهُ
وَالْأُفْقُ سَرِيرٌ قَدْ فُرِشَتْ
فِيهِ الْأَزْهَارُ تُضَوِّعُهُ
يَا هِنْدُ فُؤَادِي ذُو عِلَلٍ
فَأَقَلُّ جَفَاءٍ يُوجِعُهُ
فَاهْدِيهِ إِلَى عَيْنَيْكِ فَفِي
عَيْنَيْكِ دَوَاءٌ يَنْفَعُهُ
يَا هِنْدُ كَفَى قَلْبِي حِجَجٌ
سَيَثُورُ عَلَيْكِ تَرَفُّعُهُ
فَارْشِيهِ بِعَاطِفَةٍ يَقْنَعْ
فَالْحُجَّةُ لَيْسَتْ تُقْنِعُهُ
١
للشاعر شبلي ملاط قصيدة على هذا الروي.