يا بلادي!
يَا بِلَادِي،
هُوَ ذَا قَلْبِيَ يَبْكِي
فَوْقَ أَطْلَالِ هَوَاهُ، وَيُنَادِي
يَا بِلَادِي!
•••
لَوْ تَرَيْنَ الدَّمْعَ مِنْهُ
جَارِيًا فِي الصَّدْرِ، مِثْلَ الْجَدْوَلِ
تَمْتَلِي مِنْهُ عُيُونِي،
وَخُدُودِي الصُّفْرَ مِنْهُ تَمْتَلِي
فَاسْتَقِي مِنْهُ وُدَادًا
فَدُمُوعِي مِنْ وِدَادِي
يَا بِلَادِي!
•••
إِنْ أَرَ الْحُبَّ قَسِيًّا،
لَا أَجِدْ فِي جَوْرِهِ إِلَّا فُؤَادِي،
أَوْ أَرَ الذُّلَّ انْتِشَارًا،
لَا أَجِدْ فِي سِتْرِهِ إِلَّا بِلَادِي.
اخْفِضِي الرَّأْسَ إِلَى أَنْ
تَرْفَعِيهِ بِالْجِهَادِ
يَا بِلَادِي!
•••
أَيْنَمَا سِرْتُ أَرَى النَّا
سَ لَدَى ذِكْرِكِ دَوْمًا يَهْزَءُونْ،
فَهُمُ مِنْكِ، وَلَكِنْ
جَحَدُوا، وَالنَّاسُ قَوْمٌ جَاحِدُونْ،
وَهُمُ الْأَبْنَاءُ بَاعُوا الْـ
أُمَّ فِي سُوقِ الْمَزَادِ
يَا بِلَادِي!
•••
حَدِّثِينَا عَنْ جُدُودٍ
ظَلَّلَ الْأَرْزُ ثَرَاهُمْ مِنْ قَدِيمِ،
وَعَنِ الْحُكَّامِ لَمَّا
حَكَمُوا فِيكِ بِقَانُونٍ قَدِيمِ
عَلِّمِي الْيَوْمَ قُضَاةَ الْـ
ـعَدْلِ، إِنْصَافَ الْعِبَادِ
يَا بِلادِي!
•••
يَا بِلَادِي إِنْ دَعَانِي
نَسَبِي التَّوْرَابُ فِي تِلْكَ اللُّحُودِ،
وَانْطَفَتْ نَارُ هَيَامِي،
وَخَبَا زَيْتِي بِمِصْبَاحِ الْوُجُودِ،
لَا تَعُدِّينِي رَمَادًا،
فَهُيَامِي فِي رَمَادِي،
يَا بِلَادِي!
في ٢٨ ك٢ سنة ١٩٢٤