هذا ابن إسماعيل نجم طالع
اليوم آن لشاكر أن يجهرا
بالشكر مرتفع العقيرة في الورى
إن الإمارة لم تزل في أهلها
شماء عالية القواعد والذرى
والتاج مقصور عليهم ينتقي
منهم كبيرًا للعلاء فأكبرا
والعرش إن أخلاه منهم ماجد
ذكر الأماجد بينهم وتخيرا
أحسين حبك في القلوب محقق
قد أظهر الإخلاص منه المضمرا
فاحرص عليه فهو ملك آخر
إن شئت ملكًا جنب ملك أنضرا
والملك آل إليك يحدو خطوه
شوق إليك وإن أتى متأخرا
لم يعد في ما فات بابك ناسيا
بل وانيًا حتى يشب ويكبرا
عزى عن العباس أنك عمه
وأجل من ساس الأمور ودبرا
وأزال لوعة كل قلب بعده
أن الدواء لما به بك قدرا
يا ناظر الماضي وشاكر عهده
والحال بين يديه أجمل منظرا
هذي الحقائق باهرات فانتبه
لا يلهينك طيف ماض في الكرى
هذا ابن إسماعيل نجم طالع
لهداية الساري فحيّ على السرى
الملك من يمناه في يد حازم
إن أورد الأقوام وردًا صدرا
والنيل لم يبرح على العهد الذي
أخذته قبل عليه ناضرة القرى
متهاديًا بين البقاع مناجيا
أرجاءها بالخصب يكتنف الثرى
والشرع بين الناس ناه آمر
ما زال حكم الله فيه موقرا
والبيت بيت محمد قد شاده
لبنيه لم يستثن منهم معشرا
والعم أكبر حكمة ودراية
بالأمر لو أن المكابر فكرا
حال إذا نظر الأديب جمالها
شكر الإله وحقه أن يشكرا
ملكًا عليها صالحًا مأمولًا
الملك فيكم آل إسماعيلا
لا زال بيتكم يظل النيلا
لطف القضاء فلم يمل لوليكم
ركن ولم يشف الحسود غليلا
هذي أصولكم وتلك فروعكم
جاء الصميم من الصميم بديلا
الملك بين قصوركم في داره
من ذا يريد عن الديار رحيلا
(عابدين) شرف بابن رافع ركنه
عزا على النجم الرفيع وطولا
ما دام مغناكم فليس بسائل
أحوى فروعًا أم أقل أصولا
أنتم بنو المجد المؤثل والندى
لكم السيادة صبية وكهولا
النيل إن أحصى لكم حسناتكم
ملأ الزمان محاسنًا والجيلا
أحيى أبوكم شاطئيه وابتنى
مجدًا لمصر على الزمان أثيلا
نشر الحضارة فوق مصر وسوريا
وامتد ظلا للحجاز ظليلا
وأعاد للعرب الكرام بيانهم
وحمى إلى البيت الحرام سبيلا
•••
حفظ الإله على الكنانة عرشها
وأدام منكم للهلال كفيلا
بنيان (عمرو) أمنته عناية
من أن يزعزغ ركنه ويميلا
وتدارك الباري لواء (محمد)
فرعى له غررًا وصان حجولا
في برهة يذر الأسرة نحسها
مثل النجوم طوالعًا وأفولا
الله أدركه بكم وبأمة
كالمسلمين الأولين عقولا
حلفاؤنا الأحرار إلا أنهم
أرقى الشعوب عواطفًا وميولا
أعلى من الرومان ذكرًا في الورى
وأعز سلطانًا وأمنع غيلا
لما خلا وجه البلاد لسيفهم
ساروا سماحًا في البلاد عدولا
وأتوا بكابرها وشيخ ملوكها
ملكًا عليها صالحًا مأمولا
تاجان زانهما المشيب بثالث
وجد الهدى والحق فيه مقيلا
•••
سبحان من لا عز إلا عزه
يبقى ولم يك ملكه ليزولا
لا تستطيع النفس في ملكوته
إلا رضى بقضائه وقبولا
الخير فيما اختاره لعباده
لا يظلم الله العباد فتيلا
يا ليت شعري هل يحطم سيفه
للبغي سيفًا في الورى مسلولا
سلب البرية سلمها وهناءها
ورمى النفوس بألف عزرائيلا
زال الشباب عن الديار وخلفوا
للباكيات الثكل والترميلا
طاحوا فطاح العلم تحت لوائهم
وغدا التفوق والنبوغ قتيلا
الله يشهد ما كفرت صنيعة
في ذا المقام ولا جحدت جميلا
وهو العليم بأن قلبي موجع
وجعًا كداء الثاكلات دخيلا
مما أصاب الخلق في أبنائهم
ودها الهلال ممالكًا وقبيلا
أأخون إسماعيل في أبنائه
ولقد ولدت بباب إسماعيلا
ولبست نعمته ونعمة بيته
فلبست جزلًا وارتديت جميلا
ووجدت آبائي على صدق الهوى
وكفى بآباء الرجال دليلا
رؤيا (عليّ) يا (حسين) تأولت
ما أصدق الأحلام والتأويلا
وإذا بناة المجد راموا خطة
جعلوا الزمان محققًا ومنيلا
القوم حين دها القضاء عقولهم
كسروا بأيديهم لمصر غلولا
هدموا بوادي النيل ركن سيادة
لهم كركن العنكبوت ضئيلا
ارفأ سرير أبيك والبس تاجه
وأكرم على (القصر المشيد) نزيلا
مرت أويقات عليه موحشا
كالرمس لا خلوًا ولا مأهولا
ليست معالي الأمر شيئًا غائبا
عنكم وليس مكانكم مجهولا
كم سستموه في الشبيبة مضلعا
وحملتموه في المشيب ثقيلا
وحميتم زرع البلاد وضرعها
وهززتم للمكرمات بخيلا
يا أكرم الأعمام حسبك أن نرى
للعبرتين بوجنتيك مثيلا
من عثرة ابن أخيك تبكي رحمة
ومن الخشوع لمن حباك جزيلا
ولو استطعت إقالة لعثاره
من صدمة الأقدار كنت مقيلا
يا أهل مصر كلوا الأمور لربكم
فالله خير موئلًا ووكيلا
جرت الأمور مع القضاء لغاية
وأقرها من يملك التحويلا
أخذت عنانًا منه غير عنانها
سبحانه متصرفًا ومديلا
هل كان ذاك العهد إلا موقفا
للسلطتين وللبلاد وبيلا
يعتز كل ذليل أقوام به
وعزيزكم يلقى القياد ذليلا
دفعت بنا فيه الحوادث وانقضت
إلا نتائج بعدها وذيولا
وانقض ملعبها وشاهده على
أن الرواية لم تتم فصولا
فأدمتموا الشحناء فيما بينكم
ولبثتمو في المضحكات طويلا
كل يؤيد حزبه وفريقه
ويرى وجود الآخرين فضولا
حتى انطوت تلك السنون كملعب
وفرغتم من أهلها تمثيلا
وإذا أراد الله أمرًا لم تجد
لقضائه ردًّا ولا تبديلا
صدى الإخلاص
يا مصر دوسي هامة الأمصار
وتزيني بثياب الاستبشار
قد كنت قبل اليوم تحت سيادة
مملوءة بغوامض الأسرار
والآن تم لك المراد ونلت ما
تبغين من شرف وكل فخار
بسطت بريطانيا عليك حماية
تحميك شر طوارئ الأخطار
وتذود عنك بقوة ملكت بها
سبل البحار وشاسع الأقطار
ولت عليك (حسين) سلطانًا ولا
عجب فهذا خيرة الأخيار
هذا ابن من نشر المعارف وابتنى
من أجلها دارًا تضاف لدار
هذا ابن من أولى البلاد مفاخرًا
بقيت له ذكرى مدى الأعصار
هذا ابن إسماعيل من ضربت به الأمـ
ـثال في الإحسان والإيثار
هذا أبو الفلاح مصلح أرضه
هذا له من أكبر الأنصار
هذا دواء البائسين وسرهم
لجراح أهل الفقر والإعسار
قد كان في الشورى منار هداية
لنتائج الآراء والأفكار
بالله سل جمعية خيرية
عما أتى فيها من الآثار
سلها تنبئك الحديث فإنها
في ذا المقام جهينة الأخبار
سلطان مصر ألبس بعز ذلك التـ
ـاج الذي يزري بشمس نهار
وبعابدين أصعد سرير الملك محـ
ـفوفًا بكل مهابة ووقار
واحكم رعيتك المطيعة بالهدى
واعدل فإن العدل خير شعار
لا زلت محفوظًا بعين عناية
ما غنت الأطيار بالأشجار
إن الرعايا بالملوك تسود
الله يعلم والأنام شهود
إن الرعايا بالملوك تسود
واليوم عرش النيل أصبح ربه
ملكًا له كل القلوب عبيد
واليوم ثغر القطر أصبح باسما
والطالعات بأفق مصر سعود
لك يا ابن إسماعيل من إخلاصنا
ومن العناية والجلال جنود
العرش قبلتنا وإن قلوبنا
من حول عرشك ركع وسجود
إن الملوك قصيدة منظومة
ولأنت بيت في القصيد فريد
كم من يد أسديتها ومآثر
في كل آونة لها تجديد
العلم أنت نصيره وظهيره
وعليه بالذهب النضار تجود
والبائسون على الزمان أعنتهم
فشدا بحمدك أشيب ووليد
ونهجت للزرع نهج فلاحهم
فاخضر عيشهم وأورق عود
والرأي في الشورى التي قلدتها
رأي يحل المعضلات سديد
حزت الفضائل كابرًا عن كابر
فالفضل عندك طارف وتليد
الجد أسس في الكنانة ملكه
وبنى أبوك وجئت أنت تشيد
تزجي الوفود لعابدين مطيها
ومن العواطف والولاء وفود
ويقبلون يدًا وفي تقبيلها
شرف على الشرف التليد يزيد
والجيش يهتف بالدعا فيجيبه
نصر على رغم العداة عتيد
يا ابن الألى قادوا الفيالق للوغى
فوق الجياد بهم تموج البيد
يتفيأون من السيوف ظلالها
وتظلهم فوق السيوف بنود
أرج الذي ترجو تنل ما تبتغي
ومر الزمان بما ترى وتريد
فالله عونك والنفوس لك الفدا
ولملكك التوطيد والتأييد
وقد نظم أخيرًا حضرة الفاضل قسطنطين بك داوود ما يأتي مؤرخًا وسينظم أيضًا قصيدتين
فرنسية
وإنكليزية في هذا المعنى.
الحمد لله سعد الله قد كملا
بالكامل اليوم إذ قد نال ما أملا
لم لا يتم سعود القطر قاطبة
والعدل أشرق في الآفاق مكتملا
فالعدل حقًّا أساس الملك في أمم
والملك ما دام إلا للذي عدلا
لذاك حين استوى فينا الحسين على
عرش البلاد رأينا البشر قد شملا
كيف الهنا لا يعم الناس أجمعهم
أم كيف لا تمتلي أرواحنا جذلا
وهو المليك الذي فاضت مراحمه
وعدله في البرايا قد جرى مثلا
سلطاننا ذو الأيادي البيض من قدم
فكم لأمته أجرى وكم فعلا
محيي العلوم معين مجدها فيه
لقد زها روضها من بعد أن ذبلا
أبقاه رب السما في ظله أبدا
وفي سناء رفيع طلول الحملا
إن كان بين سلاطين الورى رجل
بالفعل كان حسين ذلك الرجلا
أو كان في قلبهم حب إلى وطن
يفدونه كان حقًّا بينهم بطلا
إذا دعوه أبا الفلاح لا عجب
فإن مجهوده من أجله بذلا
بل إنه لجميع الناس خير أب
ودونه أبدًا لا نبتغي بدلا
فكلنا أمل أن البلاد به
ترقى ويهمي عليها الخير منهملا
لا زال مع أسرة في العز مرتفعًا
ومدّ في نعم ربي له الأجلا
قد قلت للقوم إذا ولى الحسين نصـ
ـر العلم والعلما والفضل والفضلا
يا قوم ما لك مسرورًا فقال لنا
بيتًا من الشعر تاريخاه قد فصلا
الخير فاض لنا منه وآب به
بالكامل الخير والإسعاد قد كملا
٨٤١ ٨٨١ ٨١ ٩٥ ٩ ٧
١٢٤ ٨٤١ ١٧٣ ١٠٤ ٩١
بشرى لمصر فإن المجد عادلها
بل أدركت بحسين أوج كل علا
لذاك قد أصبحت في السعد رافلة
تقول لاح فلاحي والسرور حلا
وأرخت لي الصفا أنواره بزعت
مع كامل القطر صفوي عاد مكتملا
٤٠ ٢٠٢ ٢٦٣ ١٤٠٩
١١٠ ٩١ ٣٤٠ ٨٦ ٧٥ ٥٣١
نظم حضرة الفاضل الشدياق منصور اسطفان من أساتذة مدرسة الآباء اليسوعيين في القاهرة
معجزة
شعرية رفعها إلى أعتاب صاحب العظمة السلطان الكامل حسين الأول سلطان مصر، وهي تتضمن اثنين
وسبعين تاريخًا لعام ١٣٣٣ هجريًّا تؤخذ من كل من الأشطر الثمانية ومن ضم معجم أي صدر
إلى
مهمل أي عجز ومن معجم أي عجز إلى مهمل أي صدر.
وتتضمن أيضًا أربعة وستين تاريخًا لعام ١٩١٤ مسيحيًّا، تؤخذ من ضم كل من الصدور إلى
معجم
كل من الأعجاز بعد حذف ٨٥ من أعدادها، وإلى مهمل كل من الأعجاز بعد حذف ٨٦، ثم من ضم
كل من
الأعجاز إلى معجم كل من الصدور بعد حذف ٨٦ وإلى مهمل كل من الصدور بعد حذف ٨٥.
وقد افتتحت صدور الأبيات بحروف إذا جمعت كان منها اسم حسين:
هذا المليك حسين شرف ملكه
اليوم يوم الفوز والآمال
ومطالع الإسعاد والإقبال
ومسرة قد أينعت أغصانها
في روضة العلياء بالإجلال
وبدور أنس أسفرت عن صفوها
بين الورى بمقاصد ونوال
والدهر في شرف بها يزهو كما
تزهو الكنوز بجوهر ولآلي
والكون بالبشرى تجلى بالبهى
في موكب الحسنى بحسن كمال
والناس في فرح وفي مرح وفي
أنس يدوم لها مدى الأجيال
وبلاد مصر بمثل هذا اليوم قد
يأتي الهناء لها بغير مثال
يوم الجلوس بدا ليمن زاهر
من فوق عرش أريكة بمعالي
الله أكبر فهو عيد أكبر
أضحت به الأعداء في الأغلال
لو قلت ليس كمثله في صفوه
أقسمت أنك لم تكن متغال
هذا المليك حسين شرف ملكه
حاز العلا باليمن والأفضال
ملك له في كل جارحة هوى
ملك القلوب جميعها بجلال
بالعز يا مولاي دمت وبالهنا
متمتعًا بالآل والأنجال
يا خير مولى للبلاد وعزها
وأعز من يرجى لأمر عالي
يا مالكًا مهج الجميع بعدلهـ
ـا غاية المقصود والآمال
كل البلاد وأهلها يا سيدي
تفديك بالأرواح والأموال
أنت الكريم بن الكرام حقيقة
وأقل مدح في صفاتك غالي
أوليت مصر محامدًا ومنحتها
سعدًا يزف لها المنى بنوال
فاقبل نشيد المغربي محمد
وكفى قبولك فهو خير نوال
واهنأ بيوم قلت فيه مهنئًا
اليوم يوم الفوز والآمال
وقد هنأ عظمته في يوم جلوسه بالبيتين الآتيين حضرة المحامي نجيب بك هواويني خطاط الحضرة
السلطانية والخبير في مضاهاة الخطوط.
ولما شبت النار في إحدى غرف سراي عابدين وأطفئت في الحال، قال صاحب العزة الناثر الناظم
إبراهيم بك رمزي رئيس قلم الترجمة بالديوان السلطاني:
قال حضرة الكاتب الفاضل صاحب التوقيع تحت العنوان الآتي:
عظمة السلطان في المعاهد العلمية
أنعم بعهدك يا ابن إسماعيلا
أبلغت مصر مرادها المأمولا
تالله ما في القوم غير محبذ
لعطاك أو محص لديك جميلا
ما كنت للفلاح إلا موثلا
ولذي العثار مواسيًا ومقيلا
حسب الرعية منك عطف مؤازر
يهب النضار ولا يرد نزيلا
لو كان للعليا لسان ناطق
نشدت بمدحك بكرة وأصيلا
يممت دور العلم فانتعشت بها
أرواح طلاب رأوك دليلا
فالفضل كل الفضل ما غرست لهم
أيديك من جود غدًا مبذولا
رب الأريكة كم بمصر معالما
أحييتها غرًّا وكن طلولا
كل المكارم قد ملكت زمامها
والمجد أصبح في يديك ذلولا
فلتحي سلطان البلاد معززا
في عهدك الأسمى تسوس النيلا