كلام الملوك ملوك الكلام
أثبت في هذا الباب غرر الحكم، وجواهر الكلم، التي نثرها صاحب العظمة والجلال مولانا السلطان الأعظم على أفراد رعاياه المخلصين الذين نالوا حظوى المثول بين يديه الكريمتين من يوم جلس عظمته على أريكة السلطنة حتى طبع هذا السفر الجليل. ومن أنعم النظر في هذه الحكم المأثورة والدرر المنثورة لا يسعه إلا أن يجهر بالدعاء لباسط الأرض ورافع السماء على ما أولى أهالي القطر السعيد من الآلاء والإحسان، بإلقاء مقاليد أمورهم إلى سلطان عادل ومليك كامل جعل قبلة آماله وجميع أعماله موجهة إلى خير الرعية وتوفير أسباب سعادتها. والحق يقال فإنه سبحانه وتعالى أراد خيرًا بالأمة المصرية وجميع النازلين في وادي النيل الخصيب، وقد جاء في القرآن الكريم: وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا.
أجل لقد رأينا سلطاننا الكامل يسير على سنن العدل والصلاح، فملك قلوب الرعية واقتاد نفوسها في مستعجل الوقت طائعة مختارة.
- (١)
إلغاء الامتيازات الأجنبية.
- (٢)
توحيد القضاء.
- (٣)
توسيع اختصاص الجمعية التشريعية وجعل رأيها نافذًا في كثير من المسائل.
- (٤)
نشر العلم وجعله إجباريًّا.
- (٥)
توسيع نطاق دائرة تعليم البنات.
- (٦)
تنشيط معاهد العلم وترقيتها بزيارتها ومكافأة النجباء مما لم تر معاهد العلم وأهلها له مثيلًا في تاريخ حياتها الماضي.
وجميع هذه الأمور كافية وحدها لترقية مصر وإسعاد أهلها، ولا سيما لأنها صادرة عن سلطان حكيم طاهر القلب غيور على أمته مضطرم فؤاده بحب رعيته، وقد جاء في القرآن الكريم: وَآتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وقال الشاعر:
وقد اغتبطت الأمة بسلطانها، وغدت تحمد الله في الغدو والآصال على ما أولاها من نعم جزيلة، وما أسدى إليها من آلاء جليلة وأصبح كل فرد يقول لسلطانه: