إليزابيث كستلو
«إليزابيث كُسْتِلُّو كاتبة، وُلدت عام ١٩٢٨م؛ أي إنها بلغت السادسة والستين، وفي طريقها إلى السابعة والستين. كتبَت تسع روايات، وديوانَين، وكتابًا عن حياة الطيور، ووثيقةً عن الصحافة. أسترالية بالميلاد. وُلدت في ملبورن وما زالت تعيش هناك، إلا أنها قضت السنوات من ١٩٥١م إلى ١٩٦٣م بعيدًا عنها، في إنجلترا وفرنسا. تزوجت مرتَين. لها طفلان؛ واحد من كل زيجة.»
«إليزابيث كُستِلُّو» واحدة من أبرز الشخوص الروائية التي نسجها «كوتزي»، وهي كاتبة أسترالية بارزة، لكنها غريبة الأطوار، تجوب العالم لحضور حفلات التكريم وإلقاء المحاضرات التي تَطرح فيها آراءها الفلسفية حول العديد من القضايا والأحداث، مثل المحرقة النازية لليهود، وحقوق الحيوان، والواقعية في أدب «كافكا»، ومشكلة الشر الكامن في النفس البشرية. وقد نسج «كوتزي» هذه الشخصية ليبثَّ من خلالها قَلَقه الداخلي وحيرته، ويُعيد طرح الأفكار والأسئلة الاستثنائية؛ ومن ثَم فهي رواية بعيدة عن البناء النمطي للرواية من أحداث وحبكة ودراما، بل إنها أشبه بتقارير ومحاضرات ومناقشات فلسفية جدلية تدخل فيها «إليزابيث كُستِلُّو» بكل ما تحمله من تناقضات وتشتُّت وصراع ذهني وعدم الإيمان بشيء. ولكن المثير حقًّا أن «كوتزي» يصل بمصنوعته إلى بوابةٍ ما تحاول اجتيازها، وعليها أن تختار ما تؤمن به حتى تتمكن من اجتياز البوابة، لكنها تجد نفسها لا تؤمن بشيء، بل كلُّ شيء عائم ومهتز؛ فتبقى عالقةً في النهاية.