الولد الشقي
«ولقد كنتُ أتخيَّل أن وراء الجدران يعيش العشرات من رهبان الفِكر وحَمَلة الأقلام وأصحاب القضية … ولكن من النظرة الأولى على مَن كانوا داخل هذه الجدران شعرتُ بمدى بؤس هؤلاء الناس وفقرهم … ولكن نظرتي الأولى إليهم لم تكُن كافيةً لأن أتخلَّى عن فكرتي القديمة عنهم كرهبانِ رأيٍ وأصحابِ قضية!»
يروي «السعدني» تفاصيلَ مشواره الصحفي الذي بدأ من مجلة «الضباب»، التي حملت شعارَ «مجلة الشباب والطَّلَبة والجيل الجديد»، لكنه هجَرها عندما قُبض على صاحبها «كامل خليفة»، وبعدها بدأ رحلةَ التنقُّل بين الصحف والمجلات؛ فانضمَّ إلى صحيفة «نداء الوطن»، لكنه فُصِل منها بعد وقتٍ قصير؛ إذ رأى رئيسُ التحرير أنه أصغرُ من أن يَصلح للكتابة، وبعدها عمل ثلاثةَ أشهر في مجلة «الكشكول»، نشَر خلالها أزجالًا ومقالات حتى أغلقت أبوابها، ثم عمل في مجلة «الوادي» التي التَقى فيها بالكثير من أهل الصحافة مثل: «خليل الرحيمي»، و«أحمد عباس صالح»، و«عمر رشدي»، فضلًا عن صُحف ومجلات أخرى عمِل في بعضها وأسَّس بعضَها الآخَر، وخلال تجرِبة طويلة وثرية تعرَّف على الكثير من الشخصيات، وهاجَم العديد من أصحاب المناصب، وظلَّ وفيًّا للصحافة، سائرًا على درب عشَّاقها، ومحافظًا على مبادئه.