مجمل بقيَّة المواسم
يُعتبَر موسم ١٩٣١-١٩٣٢ هو آخر موسم يغطِّي فترة النصوص المسرحية المنشورة في هذا
الجزء.
وبذلك يستطيع القارئ أن يطَّلع على تاريخ فرقة علي الكسَّار المصاحِب للنصوص المنشورة،
وعلى
تاريخ بقيَّة الفرق الكوميدية الأخرى خصوصًا فرقة الريحاني. وحتى تكتمل الفائدة سنتَتبَّع
—
في الصفحات المتبقِّية لدراستنا — تاريخَ هذه الفرق في مواسمها المتبقيَّة، حتى نهاية
فرقة
الكسَّار، ولكن بصورة عامة تبعًا لما بين أيدينا من معلومات.
وأول موسم يأتي بعد ذلك، هو موسم ١٩٣٢-١٩٣٣، وقد افتتحه الكسَّار بمسرحية «البربري
في
الهند» يوم ٢٤ / ١١ / ١٩٣٢ بمسرح الماجستيك. وهي من تأليف محمد شكري وألحان إبراهيم
فوزي، وتمثيل: علي الكسَّار وحامد مرسي وزكي إبراهيم ومحمد سعيد وسيد مصطفى وحسين حسن
وعبد القادر قدري وصلاح إبراهيم ولطيفة نظمي وزكية إبراهيم. وقد أنهت الفرقة موسمها هذا
في شهري أغسطس وسبتمبر ١٩٣٣ برحلة فنية إلى الشام، حيث عرضت مجموعةً كبيرة من مسرحياتها
في يافا وحيفا والقدس ونابلس وسورية ولبنان.
١
أما موسم ١٩٣٣-١٩٣٤ فقد افتتحه الكسَّار يوم ٢٣ / ١١ / ١٩٣٣ بمسرحية «الجنايني» أو
«البستاني»، من تأليفه، ثم أتبعها في يوم ١٠ / ١٢ / ١٩٣٣ بمسرحية «اطلع من دول»، تأليف
زكي إبراهيم. وفي مارس ١٩٣٤ عرض الكسَّار أوبرا «بنت الشحات»، تأليف محمد شكري وتلحين
سيد
مصطفى وعزت الجاهلي وحسن كامل. وهذه الأوبرا هي في الأصل مسرحية «قسمت» تعريب خليل
مطران وبيرم التونسي.
وفي يوم ٢٦ / ٤ / ١٩٣٤ عرض الكسَّار آخر مسرحياته الجديدة لهذا الموسم — تبعًا لما
بين
أيدينا من معلومات شحيحة — وهي مسرحية «اللي يعيش»، من تأليف الكسَّار. وفي الصيف انتقل
الكسَّار للعمل بفرقته على مسارح روض الفرج، ثم سافر إلى الشام في رحلة فنية حيث عرض
مجموعةً من مسرحياته في سورية ولبنان وفلسطين.
٢
أما الريحاني فكان نشاطه بارزًا في هذا الموسم، خصوصًا في الصيف، حيث عرض مجموعةً
كبيرة من المسرحيات على مسرح لونابرك بالإسكندرية، ومنها: «الدنيا لما تضحك» في فبراير
١٩٣٤، و«حاجة حلوة»، و«حسن الحلواني» في يوليو ١٩٣٤، و«فانو»، و«حلاق بغداد» في أغسطس
١٩٣٤.
٣
وفي موسم ١٩٣٤-١٩٣٥ تجدَّد التنافس بقوَّة مرة أخرى بين الكسَّار والريحاني، حيث
تميَّز
نشاطهما بالكثرة والتنوُّع، بالمقارنة بين هذا الموسم والموسم السابق. كما أنَّ انتعاش
النشاط المسرحي لهذين العلمين، كان له سبب آخر، هو كثرة الإقبال الجماهيري على الأفلام
السينمائية، حيث إن السينما في تلك الفترة أصبحت منافسًا قويًّا للمسرح، بل وأصبحت أكبرَ
تهديدٍ يُهدِّد المسرح، بجانب تهديد آخر بدأ يظهر بقوَّة وهو انتشار الصالات الغنائيَّة
والاستعراضيَّة. وأمام هذه العراقيل افتتح الكسَّار موسمه بمسرحية «هانت» يوم ١٢ / ١٠ / ١٩٣٤،
تأليف بديع خيري وتلحين سيد مصطفى وعزت الجاهلي، وبطولة الكسَّار وحامد مرسي وعقيلة راتب
وزكية إبراهيم وبهيجة المهدي وزكي إبراهيم وبباوي فرج وعلي أبو زيد وشحاتة حافظ وجانيت
حبيب.
٤ وهذه المسرحية على وجه الخصوص كانت بداية تغيير في أسلوب عرض الكسَّار
لمسرحياته. وقد أشار ناقد مجلة المصور إلى ذلك في كلمة قال فيها:
بدأت فرقة علي الكسَّار موسمها الشتوي برواية «هانت» من تأليف بديع خيري، ولقد
نجحت الرواية نجاحًا كبيرًا. وأقبل الجمهور على المسرح إقبالًا نرجو دوامَه.
ويظهر أن مدير الفرقة أحسَّ بما لقي من عَنَتٍ في حرب الصالات للمسارح فرأى أن
يحاربها بنفس سلاحها؛ ولذلك أعدَّ برنامجًا واسع الأطراف عقب تمثيل الرواية في كلِّ
مساء؛ إذ يشاهد الجمهور أنواعًا مختلفة من الرقص، تقوم به راقصات راسخات منهنَّ
الآنسات رجاء وسعاد وجورجيت وغيرهنَّ. هذا إلى مونولجات فائقة يضْطَلع بإلقائها
حسين ونعمات المليجي والمضحكون الثلاثة وغيرهم. أضِفْ إلى ذلك الألعاب الرياضية
التي تقوم بها فرقة مافستو. ولئن استمرَّ الكسَّار على ذلك فنحن على يقينٍ أنه ناجح
في عمله طيلة موسمه.
٥
وبهذا الأسلوب الاستعراضي الغنائي الراقص قدَّم الكسَّار مسرحيته الثانية «يا بنت
الإيه»
يوم ١ / ١١ / ١٩٣٤، تأليف بديع خيري وتلحين عزت الجاهلي وسيد مصطفى، وبطولة الكسَّار
وأعضاء فرقته. وكذلك مسرحيته الثالثة «بيت النتاش»، التي قُدِّمت يوم ١٥ / ١١ / ١٩٣٤،
تأليف زكي إبراهيم. وفي نوفمبر أيضًا استطاع الريحاني أن يشكِّل فرقة مسرحيَّة، ضمَّ
إليها
مجموعة من مُمثِّلي فرقة رمسيس وافتتح موسمه بمسرحية «الشايب لما يدلع»، من تأليفه
بالاشتراك مع بديع خيري، وتمَّ عرْضُها على مسرح برنتانيا.
٦
وفي ديسمبر ١٩٣٤ قام الكسَّار برحلة فنية إلى بعض الأقاليم مثل السويس والإسماعيلية
وبور سعيد والزقازيق وطنطا والمحلة الكبرى والمنصورة وأخيرًا الإسكندرية، فعرض فيها
مجموعة كبيرة من مسرحياته. أما الريحاني ففي يناير ١٩٣٥، أخرج مسرحيته الجديدة «الدنيا
جرى فيها إيه» من تأليفه بالاشتراك مع بديع خيري، وبطولة عزيزة أمير. وكانت هذه
المسرحية آخر مسرحية جديدة يقدِّمها الريحاني في هذا الموسم، حيث تعرَّض إلى أزماتٍ عديدة،
منها خِلافه مع بطلة فرقته عزيزة أمير الذي وصل إلى المحاكم. كذلك توعُّك صحَّتِه وملازمته
للفراش فتراتٍ طويلة. وتمثَّل نشاطه بعد ذلك — في فترات مُتقطِّعة من هذا الموسم — على
إعادة
بعض مسرحياته القديمة في الأقاليم والإسكندرية.
٧
وابتعاد الريحاني عن نشاطه الفني أغلب فترات هذا الموسم، جعل الكسَّار يتألَّق فنيًّا،
حيث
احتلَّت عروضه الساحة الكوميدية دون منافس. فنجده يعرض مجموعةً كبيرة من مسرحياته الجديدة،
منها مسرحية «حبايب» يوم ١٧ / ١ / ١٩٣٥ تأليف محمد شكري، ومسرحية «الدنيا بخير» يوم
٧ / ٢ / ١٩٣٥، تأليف حامد السيد وزكي إبراهيم، وبطولة حسين ونعمات المليجي، مع الراقصة
العالمية إيلي فستر وغناء أحمد حلمي. ومسرحية «كلمة في ودنك» يوم ١ / ٣ / ١٩٣٥، تأليف
زكي إبراهيم وتلحين سيد مصطفى. ومسرحية «عثمان وبس» يوم ١٨ / ٣ / ١٩٣٥. ومسرحية «الصلح
خير» يوم ٢٣ / ٣ / ١٩٣٥. واختتم الكسَّار هذه الكوكبة بتقديم آخر مسرحيات موسمه «صح
النوم» يوم ٢٨ / ٣ / ١٩٣٥، تأليف محمد شكري وتلحين سيد مصطفى، وبطولة الكسَّار وأعضاء
فرقته.
٨
وفي صيف هذا الموسم قام الكسَّار برحلة فنية إلى سورية، وعرض بمسرح سينما الأمبير
الشتوي بدمشق مجموعةً كبيرة من مسرحياته، منها: «وردشاه»، «الجنايني» أو «البستاني»،
«سرقوا الصندوق يا محمد»، بالإضافة إلى مسرحيته الجديدة «بنت فرعون».
٩ وكان الكسَّار يصطحب معه في هذه الرحلة أربعين مُمثِّلًا ومُمثِّلة، بالإضافة إلى
الراقصات والبهلوانات وعازفي الموسيقى.
١٠
ومن الجدير بالذكر أن أمين صدقي ظهر مرة أخرى كصاحب فرقة مسرحية هذا الموسم، بعد
أن
اختفى تمامًا فيما سبق، مُكتفيًا بتأليف المسرحيات الخفيفة لأصحاب الصالات. ففي ديسمبر
١٩٣٤ افتتح صدقي فرقته المسرحية الجديدة — مسايرًا موجة انتشار الصالات بما تُقدِّمه
من
استعراضات مُنوَّعة — بمسرحية «ديل الردنجوت»، بالإضافة إلى مجموعة من الإسكتشات مثل:
«الحور والزهور»، «ملكة الوحوش»، «الألعاب الرياضية»، «حوريات زحلة». وذلك على مسرح
كازينو الإجيبسيانا. وفي يناير قدَّم صدقي أيضًا مسرحية «مشكاح وريمة»، بجانب إسكتش «مملكة
الغرام»، واستعراض «الرقص الشرقي». كما ظهر أيضًا عزيز عيد في فبراير ١٩٣٥ كصاحب فرقة
كوميدية، مثَّل بها على دار التمثيل مسرحيتي «بسلامته مطينها»، و«يا ستي ماتمشيش كده
عريانة».
١١
ونختتم حديثنا عن هذا الموسم الكوميدي الثَّريِّ، بوصف إعلانين عن فرقة الكوميدي
المصري
لصاحبها أحمد جمال الدين، وهي من الفِرَق الكوميدية الجوَّالة في الأقاليم. والإعلانان
اللذان بين أيدينا يوضِّحان أنَّ هذه الفرقة مثَّلت بالفيوم ومنوف مجموعة من المسرحيات
الكوميدية مثل: «إكبريس طنطا»، و«جوز أمي»، و«دموع البائسة». وجميعها من تأليف أحمد
جمال الدين، ومن تمثيل: نجمة إبراهيم، أحمد جمال الدين، السيد فوزي، إسحاق سامي،
مدموازيل ليلى، كريمة عثمان، إيزيس كمال، خيرية جمال، ليندا شقير، مصطفى شريف، محمد
حامد، عبد الحميد شريف، موريس إبراهيم، محمود صائب، حسين عبد العزيز.
١٢
وإذا أردنا التحدُّث عن الموسم التالي ١٩٣٥-١٩٣٦، سنجد أنَّ الساحة الفنيَّة والمسرحية
كانت تطَّلع باهتمام كبيرٍ لظهور الفرقة القوميَّة المصرية، كأوَّل فرقة مسرحية تُشرِف
عليها
الدولة، خصوصًا بعد نجاح أول عَرْض لها يوم ١٠ / ١٢ / ١٩٣٥، وهو مسرحية «أهل الكهف»
لتوفيق الحكيم. وهذا الحدث الكبير غيَّر مَجْرى الحياة المسرحيَّة في مصر منذ ذلك الحين،
حيث انتهت فِرَقٌ وظهرت أخرى، وتوقَّفت ثالثة … إلخ التغييرات المعروفة في تلك الفترة.
١٣
ومن الفِرَق التي تأثَّرت بلا شكٍّ، فرقة علي الكسَّار التي افْتَتَحت هذا الموسم
يوم
١٧ / ١٠ / ١٩٣٥ بمسرحية «الدار أمان»، تأليف علي الكسَّار وزكي إبراهيم وتلحين سيد مصطفى،
وبطولة الكسَّار وحامد مرسي وعقيلة راتب. وفي ١ / ١١ / ١٩٣٥ قدَّمت الفرقة مسرحيَّتها
الثانية
«زربيحة هانم»، وفي يوم ٨ / ١١ / ١٩٣٥ قدَّمت مسرحيتها الثالثة «الملاهي»، تأليف عبد
الحميد كامل وتلحين سيد مصطفى. بعد ذلك قامت الفِرْقة برحلة فنيَّة إلى الأقاليم، ثم
مثَّلت
بعدها في يناير ١٩٣٦ آخر مسرحياتها هذا الموسم، وهي مسرحية «اللي يخاف من العفريت»،
تأليف زكي إبراهيم.
١٤
أمَّا الريحاني في هذا الموسم، فقد افتتح مسرحه الجديد، مسرح ريتس — مسرح رمسيس ليوسف
وهبي سابقًا — بمسرحية «حكم قراقوش» يوم ١٤ / ١١ / ١٩٣٥، من تأليفه بالاشتراك مع بديع
خيري. وفي يناير ١٩٣٦ مثل مسرحية «مين يعاند ست»، التي مثَّلتْها فرقة يوسف وهبي سابقًا
باسم «٢ = ١». وكانت هذه المسرحية — فيما توفَّر لنا من معلومات — آخر مسرحية لفرقة
الريحاني في هذا الموسم، قبل سفر الريحاني إلى قبرص في صيف هذا العام. وذلك على الرغم
من أنه عزم في مارس ١٩٣٦ على تمثيل مسرحية «الدنيا على كف عفريت»، ولكنه عدل عنها.
١٥
وعلى الرغم من أنَّ التنافُس الكوميدي كان قاصرًا — في هذا الموسم وفي المواسم السابقة
—
على الكسَّار والريحاني، إلَّا أن فرقة يوسف عز الدين — التي كانت من الفِرَق الصغرى
سابقًا —
أصبحت في هذا الموسم إحدى الفرق المنافسة الكبرى. فهذه الفرقة مثَّلت عددًا كبيرًا من
المسرحيات هذا الموسم، فاق عدد المسرحيات التي مثَّلتها فِرْقتَا الكسَّارِ والريحاني.
هذا
بالإضافة إلى انتقال يوسف عز الدين من مسارح روض الفرج إلى مسارح شارع عماد الدين —
شارع الفن والشهرة — حيث أصبح له مسرحٌ خاصٌّ به، وهو مسرح كازينو الإجيبسيانا — الذي
شَهِد
شهرةَ الريحاني فيما مضى — والذي تحوَّل إلى البيجو بلاس فيما بعدُ، ثم أَطْلَق عليه
يوسف عز
الدين اسم تياترو عز الدين.
ومن المسرحيات التي مثَّلتها فِرْقة يوسف عز الدين هذا الموسم: «زغروطة يا حبايب»،
«منديل
العمدة وجواز البندر» لمحمد مصطفى، «بشاير الهنا» و«حضرة الناظر» و«الأسطى» لمحمد البيه،
«الدنيا وما فيها» ليونس القاضي، «مع السلامة»، «رزق الهبل»، «حاجة تهوس»، «خليها في
سرك»، «ست الحسن»، «بنت المرحوم»، «ليالي العز»، «الأصل يغلب»، «سلامة عقلك». وقام
بتمثيل هذه المسرحيات: يوسف عز الدين وماري عز الدين وأحمد عبد الله ومحمد الصغير
وفايزة رشدي وسميرة حسين ونعيمة جمال ووهيبة أحمد وحياة خيري ونعيمة ولعة وفردوس مصطفى
وحكمت لبيب.
١٦
وتجدر الإشارة هنا إلى ظهور فرقة كوميدية صُغْرى جديدة، في صيف هذا الموسم، وهي فرقة
مختار عثمان التي عُرِفت باسم كلية الحظ. وأول مسرحية قدَّمَتْها كانت بعنوان «الدكتور
يويو»
على مسرح ديانا بالإسكندرية في يوليو ١٩٣٦، وهي من تأليف روفائيل جبور، ومن تمثيل:
مختار عثمان وأستفان روستي وحسن فايق وعلي كامل وسعيد خليل وماري منيب وفيوليت صيداوي
وجانيت حبيب ومحمد يوسف وحسن صالح، ثم توالت مسرحيات الفرقة، ومنها: «ثلاثة لطوخ»،
«كلية الأنس»، «الكونت زقزوق» بطولة زينات صدقي.
١٧
وتنتقل بنا الأحداث إلى موسم ١٩٣٦-١٩٣٧، لنجد الكسَّار يفتتحه بمسرحية «اليانصيب»
من
تأليفه بالاشتراك مع زكي إبراهيم يوم ١٥ / ١٠ / ١٩٣٦. وبعد انتهاء عرض المسرحية
بأسبوعين هاجم البوليس مسرح الماجستيك، وصادر مطبوعات وأكليشهات إعلانات المسرحية؛ لأنه
اكتشف تشابُهًا كبيرًا بين إعلان المسرحية والورقة النقديَّة فئة الخمسة جنيهات! وفي
يناير
١٩٣٧ عرض الكسَّار مسرحيتين جديدتين، الأولى «البكاشة» تأليف محمد شكري وزكي إبراهيم،
والأخرى «كلنا في الهوا» تأليف محمد شكري وزكي إبراهيم أيضًا. وفي صيف هذا الموسم قامت
فرقة الكسَّار برحلة فنية إلى الإسكندرية كعادتها، وعرضت مجموعة من مسرحياتها على كازينو
الأنفوشي، ثم قرأنا خبرًا في ختام هذا الموسم، مَفادُه أن الكسَّار قرَّر ترْكَ التمثيل
والتفرُّغ
إلى العمل السينمائي، وإدارة أملاكه العقارية المؤلَّفة من خمسة بُيوت.
١٨
أما الريحاني فلم يكن حظُّه أفضل من حظِّ منافسه الكسَّار، حيث مثَّل في هذا الموسم
ثلاث
مسرحيات جديدة، هي: «قسمتي» في نوفمبر ١٩٣٦، «ومندوب فوق العادة» في يناير ١٩٣٧،
و«الدنيا على كف عفريت» في أبريل ١٩٣٧. وفي يوليو ١٩٣٧ حلَّ الريحاني فرقته ليتفرَّغ
بعض
الوقت لأفلامه السينمائية.
١٩
ومن الفرق الكوميدية الأخرى، نجد فرقة يوسف عز الدين تتألَّق كتألُّقها في الموسم
السابق،
وتتنقل بعروضها بين كازينو عز الدين بعماد الدين، وبين مسارح روض الفرج. ومن مسرحيات
هذه الفرقة في الفترة من أكتوبر ١٩٣٦ إلى فبراير ١٩٣٧: «بختك رزقك»، «غيرك أشطر»، «دقة
بدقة»، «مكتب الزواج»، «آن الأوان»، «تباريح الهوى»، «الدنيا الجديدة».
٢٠
وفي موسم ١٩٣٧-١٩٣٨، وجدنا الكسَّار — تبعًا لما بين أيدينا من معلومات قليلة — مثَّل
مسرحيتين جديدتين، الأولى «الغني والفقير» يوم ٢٧ / ١ / ١٩٣٨، تأليف محمد شكري وألحان
محمد الدبس وإبراهيم فوزي، وتمثيل: الكسَّار وحامد مرسي وعقيلة راتب وزكية إبراهيم ومحمد
العراقي وأفكار كامل وصلاح إبراهيم ومحمد سعيد. والمسرحية الثانية «شندي بندي» تأليف
الكسَّار ومحمد شكري، وتمَّ عرضُها يوم ١٧ / ٢ / ١٩٣٨.
٢١
أما الريحاني في هذا الموسم فقدَّم مسرحيتين جديدتين أيضًا، رغم أن ما قدَّمه يُعتبَر
مسرحية جديدة واحدة فقط. فقد أعلن الريحاني مرارًا وتكرارًا — منذ نوفمبر ١٩٣٧ — عن
تمثيل مسرحيته الجديدة «لو كنت حليوة». وأخيرًا عرضها في فبراير ١٩٣٨، فشاهد الجمهور
نسخةً جديدة من مسرحية «اتبحبح»، التي عرضها الريحاني عام ١٩٢٩. وفي أبريل ١٩٣٨ عرض
الريحاني مسرحيته الجديدة الثانية «الستات مايعرفوش يكدبوا».
٢٢
ومع بداية موسم ١٩٣٨-١٩٣٩، أصبحت الأخبار المسرحية عن علي الكسَّار وغيره شحيحة
للغاية، بسبب انتشار السينما بشكل كبير واتجاه مُعظَم الفنانين إليها بما فيهم الكسَّار
نفسه، كذلك انتشار الصالات بكثرة غير مسبوقة، وأخيرًا بداية نشوب الحرب العالمية
الثانية. وعلى الرغم من ذلك وجدنا الكسَّار يمارس نشاطه المسرحي، حيث وجدنا فرقته تمثِّل
مسرحية «عريسي» يوم ٢٢ / ٥ / ١٩٣٩.
٢٣
كما وجدنا إعلانًا لفرقة الكسَّار مُؤرَّخًا في ٥ / ٦ / ١٩٣٩، يفيد بأن الفرقة في
هذا
اليوم ستمثِّل مسرحية «عامل التليفون» بقلم علي الكسَّار وتلحين سيد مصطفى، بكازينو وكباريه
الماجستيك إدارة عبد العزيز محجوب! بجانب فقرات تتمثَّل في إسكتش «المصوراتي» لمحمد شكري،
ورقصة «يا ساهر» لأنيس أمين. وإن هذا البروجرام يُعاد نهارًا بكازينو سان أستفانو بروض
الفرج. أما أعضاء الفرقة في ذلك الوقت، فهم: علي الكسَّار، حياة صبري، حسن سلامة، الراقصة
زوزو محمد، نعمات المليجي، نوسة أحمد، وداد فهمي، المطربة إخلاص جمال، عايدة محمد،
منيرة جلال، منيرة لطفي، عواطف محمد، سعاد محمد، الراقصة ماري الجميلة، الراقصة كيكي،
منيرة جلال، فاطمة، نبوية.
٢٤
وكما عرض الكسَّار مسرحيتين جديدتين هذا الموسم، عرض الريحاني مثلهما أيضًا، فكانت
الأولى بعنوان «استنى بختك»، وعُرِضت في مارس ١٩٣٩، والأخرى بعنوان «الدلوعة» أو «لازم
أتجوزك»، وعُرِضت في أبريل ١٩٣٩. وفي هذا الموسم ظهر عزيز عيد مرَّة أخرى كصاحب فرقة
كوميدية مؤقتة، حيث عرض مسرحية «الأستاذ كيكا» في فبراير ١٩٣٩، بطولة عزيز عيد ومختار
عثمان وعبد العزيز خليل وأستفان روستي.
٢٥
وتألَّق يوسف عز الدين في هذا الموسم، كتألُّقه في الموسمين الماضيين، فعرضت فرقته
على
كازينو عز الدين بعماد الدين مسرحيات كوميدية متنوعة، منها: «الفهلوية» ليونس القاضي،
«السعد وعد» للسيد زيادة، «من القلب»، «بلقيس»، «غرام اليوم»، «بشاير الهنا».
٢٦
ومع اشتداد الحرب العالمية الثانية طوال سنوات ١٩٣٩–١٩٤٥، قلَّتِ الأخبار المسرحية
والفنية بشكل ملحوظ، لاهتمام كافَّة وسائل الإعلام بالحرب الدائرة. ومن بعض الأخبار
اليسيرة التي توفَّرت لنا، بالإضافة إلى بعض الوثائق. نلاحظ أنَّ الريحاني عرض مسرحية
«ماحدش واخد منها حاجة» في فبراير ١٩٤٠، ومسرحية «حكاية كلِّ يوم» في أبريل ١٩٤٠، ومسرحية
«حسن ومرقص وكوهين» في فبراير ١٩٤٣، وهي في الأصل مسرحية «فهموه» التي عرضها الكسَّار
عام
١٩٢٠. أما فوزي منيب فوجدناه يعمل عام ١٩٤٠ بمسرح كازينو دازور بالإسكندرية ويعرض
مسرحية «قمر الزمان». بينما نجد يوسف عز الدين متألِّقًا في عامي ١٩٣٩ و١٩٤٠ حيث عرض
مجموعة
من مسرحياته، ومنها: «كسبنا القضية»، «أصلها غلطة»، «لقيناها في الدولاب».
٢٧
أما فرقة علي الكسَّار، فكانت تعمل عام ١٩٤٣ بكازينو سان أستفانو بروض الفرج. وفي
عام
١٩٤٤ نجد الكسَّار يكوِّن فرقة مسرحية جديدة ويجوب بها الأقاليم المصرية وبعض الأقطار
العربية مثل فلسطين وسورية ولبنان، ثم يعود ويستقرُّ في مسارح روض الفرج. وهذه الفرقة
كانت تتكوَّن من: سعاد حسين، فايزة رشدي، بديعة صادق، لطيفة نظمي، سونيا رشدي، رجاء محمد،
إبراهيم حمودة، إسماعيل ياسين، عبد العزيز أحمد، فهمي أمان، محمود شكوكو، عبد الحليم
القلعاوي، الدكتور سعيد.
٢٨
وظلَّت هذه الفرقة تعمل بنشاط مُتقطِّع حتى حلها الكسَّار عام ١٩٥٠، واتجه إلى العمل
بالمسرح
الشعبي التابع للدولة. وظلَّ الكسَّار يُعطي ويُعطي، حتى فارق الحياة في يوم ١٥ / ١ / ١٩٥٧.
٢٩ تاركًا لنا رصيدًا فنيًّا كبيرًا، وشخصية فنية ظلَّت ومازالت تُسعِد الأجيال، هي
شخصية البربري عثمان عبد الباسط، تلك الشخصية التي تُمثِّل عماد فرقة الكسَّار، تلك الفرقة
التي جمعت كوكبة من عمالقة الفنِّ والإدارة المسرحية، ومنهم على سبيل المثال:
إبراهيم الجزار، إبراهيم حمودة، أحمد حافظ، أحمد حلمي، إخلاص جمال، إسماعيل ياسين،
أفكار كامل، أنصاف رشدي، إيلي فستر، باسترينو، بباوي فرج الله بباوي، بديعة صادق، بهيجة
المهدي، جانيت حبيب، جبران نعوم، جلبي فودة، جورجيت، حامد مرسي، حسن سلامة، حسين
المليجي، حسين حسن، حكمت فهمي، حياة صبري، الدكتور سعيد، دلال إبراهيم، دوللي أنطوان،
رتيبة رشدي، رجاء محمد، زكية إبراهيم، زوزو محمد، سعاد حسين، سعاد صبري، سعاد محمد،
سميرة محمد، سونيا رشدي، السيد أبو العلا مرسي، سيد إسماعيل، سيد مصطفى، سيدة منصور،
شحاتة حافظ، صلاح إبراهيم، صوفي جوزيف، عايدة محمد، عبد الحليم القلعاوي، عبد الحميد
زكي، عبد العزيز أحمد، عبد القادر قدري، عبد القادر مصطفى، عزيزة صفوت، عفيفة أمين،
عقيلة راتب، علي أبو زيد، علية فوزي، عمر وصفي، عواطف محمد، فؤاد الجزايرلي، فؤادة
السيد، فؤادة حلمي، فاطمة، فايزة رشدي، فكتوريا كوهين، فهمي أمان، كيكي، لطيفة نظمي،
ماري الجميلة، محمد البغدادي، محمد العراقي، محمد سعيد، محمد شفيق، محمد صالح، محمود
شكوكو، مدام دالبريه، ملكة توفيق، منيرة جلال، منيرة حمدي، منيرة لطفي، نبوية، نعمات
المليجي، نوسة أحمد، نينا، هانم البغدادي، وداد فهمي.