اللحظة الحرجة
«نصار: ياخيه يابو السعود! معلهش خلاص أنا انتهيت. إنما تعرف دلوقتي بس نفسي الأيام ترجع تاني وأعيش تاني عيشة تانية غير اللي عشتها. أعيش ما أخافش. أعيش ما استحملشي إهانة وأربيكم تاني … أربيكم وأنا مش خايف عليكم. عليَّ الطلاق بالتلاتة إن اللي يرضى يعيش ذليل، حلال فيه الموت.»
الخوف لا يمنع من الموت، ولكنَّه يُحمِّل صاحبَه عارَ الجُبن. أن تخاف على أبنائك من رَصاص العدوِّ أمرٌ مشروع وإنساني، أمَّا أن تَضنَّ على الوطن بأبنائك والعدوُّ يَقرع أبوابَ الوطن ويَنتهك أرضه وشَعبه، فهذا فِعلٌ أنانيٌّ لا يحمي صاحبه، بل يؤدِّي به إلى الهلاك. وهذا ما تدور حوله مسرحية «اللحظة الحَرِجة» التي تَتناول شخصية «الحاج نصَّار»، الذي استطاع أن يطوِّر حياتَه من نجَّار متجوِّل إلى صاحب ورشة كبيرة، ويؤسِّس أسرة يَعُدها هي وورشته ثمرةَ جهاده في الحياة، وهو ما يدفعه إلى رفضِ انضمامِ ابنَيه «سعد» و«مسعد» إلى الشعب المصري للدفاع عن الوطن ضدَّ العدوِّ الذي غزا البلاد، ولكن هذا الحرص الشديد لم يَحمِه أو يَحمِ أبناءَه؛ فقد أُصيب ابنه «مسعد» في ذراعه بعد انضمامه إلى الفدائيِّين، وقُتل هو نفسه برَصاص العدوِّ في منزله!